هل استفادت أسفي من عائدات المجمع الشريف للفوسفاط…

هل استفادت أسفي من عائدات المجمع الشريف للفوسفاط…

-أسفي الأن
2020-08-09T21:33:03+01:00
الشأن المحلي
-أسفي الأن9 أغسطس 2020آخر تحديث : الأحد 9 أغسطس 2020 - 9:33 مساءً
325 - أسفي الأن *الحلقة 2*

سؤال يطرحه كل مواطن بإقليم أسفي، هذا الإقليم الذي  كان تاريخيا يعتمد في اقتصاده على موارد أساسية محلية و هي الفلاحة والصيد البحري و الصناعة التقليدية نظرا لما راكمته ساكنته المحلية من تمازج واختلاط ثقافات شتى حيث سكنته عرقيات مختلفة عبر التاريخ مما انعكس على نمط عيشهم وبالتالي كانت المدينة سباقة للتحضر والتمدن وتميزت عن غيرها من المدن المغربية الأخرى عبر التاريخ.

وقد تمكن الإقليم بفعل هذه الموارد من تحقيق نقلة على مستوى نمط العيش فكان الأثر على المستوى الاجتماعي والعمراني والتعليمي والخدماتي والحضاري ….والذي جعل أسفي ينعثها المؤرخ والفيلسوف الخالد ابن خلدون بحاضرة المحيط،وفي عصرنا الحديث  انضاف إلى الموارد السابقة  مورد ثالث حباه الله بها، هو الصناعة  الفوسفاطية ليغدو الإقليم فوسفاطيا بامتياز . وكالعادة  استبشر المواطنون خيرا بهذا الاكتشاف الجديد ظنا منهم أنه سيعود بالنفع على الإقليم وعلى الساكنة، إلا أن الملاحظ أن هذا الأقليم-  الجريح لم يستفد بعد من هذه الخيرات كما استفادت مدن فوسفاطية أخرى في جميع القطاعات، بالعكس انقلب لبقرة حلوب حيث تنفخ فيه التنمية كالفقاعات ويتم تسويق البرامج الجوفاء بميزانيات مهولة لتبتلعها ” كروش بلا اضلاع ” وكل مرة تحت مسمى جديد وبطرق شتى ويتم تبادل وتوزيع الأدوار بين موزعي ومستقبلي ومروجي وكومبارص الهمزة .

والشاهد أن المدينة وشوارعها وأزقتها وأناقتها وإنارتها ومساحاتها الخضراء ومشاريعها وبنياتها ومؤسساتها وشبابها وحتى سحنات ساكنتها لم تتغير إلا في الاتجاه المعكوس … 
إن التنمية بأسفي عرجاء ولازالت كذلك ،ولم تفلح المجالس المنتخبة في تحقيق التنمية رغم أن المكتب الموقر كل مرة يخرج علينا بأنه خصص ميزانيات كبرى لتأهيل كذا وامتصاص كذا …ورصد كذا وووو…. هذه التنمية التي لم تعكسها حجم رقم معاملات المكتب الشريف للفوسفاط بالإقليم على مستوى عدد من دواوير وجماعات و  أحياء أسفي المهمشة والتي تفتقر حتى للإنارة والواد الحار والماء الشروب والكهرباء …و إن توفرت فأزقة دون تبليط وشوارع محفرة ومتآكلة من هنا وهناك وكورنيش متهالك وتأهيل حضري وعمراني  غائب ومساحات خضراء جافة وحدائق مغلقة وشاحبة والتي من المفروض أن يكون لمهندسي الجمعية المعلومة بشعار “منا  و فينا وخيرنا يدوز على يدينا وتفصل على قياسنا ” أن تحرص على أن تكون أسفي في قلب غابة وشريط وحزام أخضر يمتص عطر المركبات الكيماوية،عوض أن تمول مهراجانات اكناوة وعيساوة والعيطة ، فلا مرافق اجتماعية تليق بحجم الساكنة من نوادي اجتماعية وثقافية ودور الشباب ونواد نسوية ودور الرعاية الاجتماعية ومسابح ومسارح وووووبالأحرى مستشفى يليق على الاقل بحجم أمراض الشريف الملوثة والمسرطنة …والذي تأكدت نداءاتنا حوله لسنوات وهو ما برز  زمن كوفيد …وأننا لم نكن نهلوس سنوات من الصياح … لا شيء من ذلك تحقق فلا بطالة شباب امتصت ، ولا مشاريع أثمرت …وظلت أسفي مدينة المجالس المتعاقبة بميزانيات شريفة محترمة طواها الريح ,حيث يغرف كل مما ينبع جنبه وظلت المدينة جرداء قاحلة فتجمدت التنميةوتعطلت المشاريع الحقيقية بها ،لكن بالمقابل ربح الأشخاص وخسرت المدينة رونقها وجمالها بعدما كانت غناء حاضرة…ونحن نتحدث عن متلازمة المكتب والتنمية  لا لشيء سوى  لأننا بين الفينة والأخرى يخرج علينا بين الفينة والأخرى من يطبل ويزمر بالوكالة ان المجمع الشريف ضخ وضخ و….و خصص وتدخل ، فلا تغيير يلوح في الأفق بالرغم من الميزانيات المرصودة والمشاريع المخطوطة والمبرمجة و…والشيء الذي افلح فيه المجمع الشريف بعاصمة المحيط لسنوات بل لعقود هو تمويل مجالس ومهراجانات وجمعيات وتظاهرات ومؤسسات لم تنعكس آثارها على العيش اليومي لساكنة عاصمة عبدة وعلى شبابها وعلى هوائها وعلى بيئتها وعلى مستوى خدماتها الصحية والمؤسساتية .

وبيت القصيد أننا نطالب اليوم بافتحاص هاته الميزانيات والمشاريع والجمعيات مجتمعة …لترتيب المسؤوليات ولتؤكد لنا ان أعيننا أصابها الرمد والعمى وأتمنى أن تكون هاته الفرضية الأخيرة صحيحة و قد أصبنا جميعا داخل جريدة أسفي الأن  ليكون الصواب في الجهة المقابلة  ونكون نحن أيضا من أصبنا بالهذيان …
الحلقة 2

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة