سعيدة بنت العياشي**ما زلت اتذكر جيدا تلك الحروب الباردة التي كانت بين المنظومة الشرقية آنذاك و الامبريالية العالمية مجسدة في امريكا ، حروب وصلت إلى الفضاء و سباق النجوم وتسجيل من يصل الاول الى كوكب جديد. أو ذاك السباق الاكثر ضراوة نحو امتلاك احدث الأسلحة الفتاكة استعدادا لأي هجوم محتمل ، حروب خلقت أنصارا ومهاجرين لهذه الجهة او تلك حسب الاديولوجيات و المصالح .. واستمرت الحرب البادرة حتى بعد تفكيك المنظومة الشرقية وما تلا ذلك من أحداثـ أفرزت في الاخير هيمنة الامبريالية الأمريكية على العالم و فرض حروبا حتى على ابواب روسيا .. إلا ان الحرب باردة بقيت خامدة تحت الجمر.. ولعل ما نعيشه اليوم هو حرب من نوع جديد .وهو لقاح لفيروس كورونا واعلان روسيا لسبق عالمي في توفير ما ينتظره العالم لاسيما بعد كل هذا العدد المروع من ضحايا كورونا عبر العالم . ليخرج الرئيس بوتين معلنا أن بلاده طوّرت “أول” لقاح ضد فيروس كورونا مؤكداً أنه يوفّر “مناعة مستدامة”. و المناعة الحقيقية إعطاء الثقة على نجاعة اللقاح الروسي حين اكد يوتين ان احدى بناته خضعت هي الاخرى للتجربة وللاشارة فان الصورة المتداولة على نطاق واسع ليست لابنة بوتين..لكن المؤكد “أن 20 دولة طلبت مليار جرعة من اللقاح، وأن الإنتاج التجاري سيتوفر في سبتمبر..” ليعزز الانجاز الروسي باستعداد رئيس الفلبين للتطوع لتجربة اللقاح عليه شخصيا قائلا: “يمكنني أن أكون أول من يخضعونه للتجربة لإنني أثق كثيراً في دراساتكم لمكافحة كوفيد-19، وأعتقد أن اللقاح الذي أنتجتموه مفيد للبشرية حقاً”. الكلام موجه طبعا لبوتين وعلماء روسيا..
وفي هذا الوقت تتابع امريكا الموضوع بالكثير من التشكيك في انتظار ان يتوصل خبراؤها وعلى رأسهم المغربي السلاوي الى لقاح امريكي .. و اذا كان الكبار يتسابقون في حرب علمية باردة من اجل الانجازات العظيمة للانسانية سيبقى الكثير منا يناقش كيفية الدخول الى دورة المياه هل بالرجل اليمنى ام اليسرى .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=10100
عذراً التعليقات مغلقة