عموما المجلس انعقد في تعتيم تام ومنعت الصحافة المحلية والوطنية من تغطيته , وهو الشيء الذي يتنافى مع مبدأ دسترة المعلومة التي تبقى حقا من حقوق المواطن وإن لم تواكبه الصحافة فمن سينقل تفاصيله إلى المواطن الذي تدبر هذه المؤسسة أهم قطاعين حيويين يكتوي بنار لهيب أسعارهما ؟؟؟, وحتى إن واكبته بمنطق التهليل والزغاريد وتوزيع الصور والفيديوهات عوض حس نقدي بناء ليس غرضه التصحيح والتقويم فعدم حضورها سيعفينا من وزر المسؤولية على الأقل الأخلاقية … كنا نتطلع للعامل شينان وهو رئيس المجلس الإداري بحكم القانون وهو يلقي كلمته بالمناسبة لنسمع صوته يرن حنانا على ساكنة مستضعفة يحظ هذه الوكالة الغنية بمراعاة الظرفية الاقتصادية الصعبة وتخفيف الضغط على المواطنات والمواطنين وهو خير العارفين ببنيات ساكنة عبدة الهشة , وكنا نتطلع أن يهمس في أذن المسؤولين ويجنب الصحافة الإحراج ويقول لهم لا؟؟؟؟ لماذا منع الصحافة؟ من حقها الحضور ومن سيواكب أشغال المجلس ؟؟؟وما الشيء الذي نخفيه ولا نريده أن يصل المواطن الأسفي ؟؟؟, وهل نحن مطالبون أن نخفي الشمس بالغربال؟؟؟ فهذه الصحافة وهذه أدوارها ووظائفها ؟؟؟, هي كذلك مواطنة ونقلت أخبار القائدات و”القياد” وهي من صورت مرضى “الكوفيد” وحتى منازلهم , وكذلك بتث حملات التعقيم بالصوت والصورة واطلعت وشاركت في حملات التوعية و التحسيس ؟؟؟, وبفضلها تعرف المغرب على “القايدة ” حورية وعمل السلطات الإقليمية والمحلية بأسفي …و بفضلها تم خلق جنس صحفي جديد انبعث من عاصمة المحيط …كنا نأمل الإنصات لرقم معاملات هذه المؤسسة التي أصرت على الربح قبل زمن كورونا وفي عز كورونا وما بعدها , كنا ننتظر بلهفة إنجازات الوكالة وهي تزف لساكنة الأحياء الهشة والهامشية تفاصيل برامجها المواطنة في تزويدها بالماء والكهرباء في سقف زمني معلوم , بأثمنة تفضيلية وبتزويد الأزقة المظلمة والنقط السوداء بأعمدة الكهرباء , وتزويد الأحياء الهامشية والعتيثة المكتظة بالساكنة بالسقايات و النافورات بطرق حديثة وكذلك بالمناطق الحيوية وتضفي جمالية أكثر على مدينة الحضارة والتاريخ , كنا نتطلع لإبداع في هذه الإدارة بخلق إضاءة حقيقية تطال حياة البشر والحجر عوض شوارع بإنارة عمومية بضوء “الغولة”… و كنا نطمح أن يصدر بلاغ يتيم ولو يصلنا بعد حين , ولو بأيام كصحافة محترمة لننقله بأمانة للمواطن الذي يحق أن تكون هذه المعلومة في متناوله عوض تعتيمها ,في حين الصحيح هو بث معلن ومباشر لأطوار أشغال هذا المجلس الإداري , لكونه يدبر جزءا من أموال ودافعي الضرائب من المواطنين ,ويحق لهم أن يعرفوا من أين أتت موارد هذه المؤسسة العمومية ؟؟؟والى أين ذهبت ؟؟؟والوعي حتى بالصعوبات والإكراهات , عوض ثقافة الحجر التي بدأت تترسخ في بعض عقليات مسؤولينا وتريدنا أن نرجع الى تاريخ بائد يقطف من حقبة عيسى بن عمر ونحن عصر الأنترنت … كنا نتطلع لنقل شيء جميل مما قد يصدر عن هذه الوكالة التي أصبح اسمها يرهب المواطن الأسفي البسيط وتصيبه بالإسهال قبل زمن كورونا , وما أدرانا بحاله اليوم زمن “كوفيد ” , كنا نريد أن نلعب دور الحمامة البيضاء في نقل رسائل السلام و ورود السلم الاجتماعي والأخبار المفرحة عوض ما عودتنا عنه الوكالة في لعب دور الصحافة السوداء وصنعت منا غربان شؤم ونحن ننشر خبر قطع الماء بأحياء” بالعرام ” على امتداد الساعات …كل هذا لم يقع, ولكن الاجتماع وقع ولا شيء تغير ولا جديد يلوح في الأفق وبقيت حليمة على عهدها القديم وانتصرت البيروقراطية العقيمة التي لا تدع نصيبا لتسريب المعلومة التي تقي من صداع الرأس وتدع المواطن يصارع حساب الفواتير والدعاء للقدير بأن يخف حجم المقبلة عن سحيقتها المدبرة …
كل هذا نبسطه لأننا نطمح لأن تفتح أعين المسؤولين وتتفتح آذانهم الصماء على آهات المواطن المغلوب, و الذي طغت هذه الأسطوانة المشروخة على معيشه اليومي , و لأننا ببساطة لن نكتب بمنطق الطبل و الغيطة في عز وضع اقتصادي مأزوم دولي وليس حتى وطني أو محلي ,كان له الأثر الحاد على الوضع الاجتماعي , وفي ظل فقدان العديد من المواطنات والمواطنين لعملهم وفي ظل تراجع الدخل اليومي والشهري للعديد من المياومين والأجراء وفي ظل انكماش الوضع الاقتصادي و عدم استئناف البعض من القطاعات لحركيتها مما انعكس سلبا على العيش اليومي للساكنة , كل ذلك بسبب وباء كورونا , وعلى الوكالة استحضاره في برامجها وترسيخه في أذهان مسؤوليها , لكن حالنا اليوم يؤكد أن لدينا كورونا أخرى وهي “لاراديس” ومسؤولوها اختصارا للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بأسفي والتي ضربت كل التضامن المجتمعي عرض الحائط ويعيش مسؤولوها زمنا خارج زمننا الراهن وتناسوا الإجراءات التي قامت بها الدولة المغربية زمن كورونا والتي حققت الإجماع الوطني و ضمنت دعما مباشرا للأسر المعوزة والهشة والتي كانت أرقامها صادمة , في وقت عبرت فيه مختلف القوى الحية عن وطنيتها وساهمت في تمويل صندوق كورونا بفعل رؤيا ثاقبة لملكنا المفدى والذي يعد مرجعا لكل المبادرات الحية القريبة من المواطن , حتى أصبح كل من ألمت به الضائقة يناشد صاحب الجلالة ملكنا المحبوب …
ففي الوقت الذي ذهبت فيه أحزاب بالمغرب والعديد من البرلمانيين والمثقفين والاقتصاديين لحد طلب إعفاء المواطن من أداء فواتير الماء والكهرباء في عز كورونا , إسوة ببعض الدول التي تحملت العبء عن مواطنيها زمن الشدة والضيق , كما تمت مطالبة جهات أخرى كشركات الاتصالات بتوفير خدمة الأنترنت المجانية خاصة بالنسبة للمتمدرسات والمتمدرسين وتلك قصة أخرى سنعود لها في حلقة مقبلة , كل تلك الاجراءات المتخذة كانت تصب في اتجاه واحد وهو مراعاة لوضع استثنائي من تجلياته أن السواد الأعظم من المغاربة عموما ومن الأسفيين خاصة يقبعون بمنازلهم تطبيقا لتوجيهات السلطات في تطبيق الحجر الصحي حماية للوطن وحفاظا على الأرواح , في ظل هذا الوضع العام العالي في منسوب الحس الوطني والمسؤولية , أين هي الوكالة من كل هذا في ظل فاتورات صاروخية , مع العلم أن مدينة أسفي غالبية ساكنتها من الفقراء والدروايش من عاطلين ومياومين وأجراء وموظفين بسطاء , اذا ما استثيننا نسبة قليلة من الساكنة الميسورة , ببساطة لكون المدينة لا توفر فرصا لتكون ساكنتها من الطبقة البرجوازية ونحن نعلم أن السواد الأعظم من العاطلين وممتهني الحرف البسيطة والبحارة ونساء معامل التصبير …
بالمقابل استمرت “لاراديس ” في جباية أموالها الطائلة من خلال الاستمرار في ابداع طرق جديدة عبر الانترنت بأثمنة تقديرية لأنها حافطت على عمالها من ملامسة أسطح العدادات , ولم تعمد لحماقة قطع الماء والكهرباء على الأسر زمن الحجر , واعتمدت الليونة في الاستخلاص والدفع , كل ذلك اشياء جميلة نصفق لها , لكن ماليس جميلا أن تستخلص هذه الخدمة بمنطق الجباية حيث لا تراعي وضعا اقتصاديا واجتماعيا مأزوما وهمها يبقى حصد الملايير التي كانت تجنيها في وضع سابق عادي وفي ظل رواج اقتصادي طبيعي رغم إكراهاته ,ولكن الأن تغير الوضع فاين هي ياترى تلك الجمعيات المواطنة الحقيقية التي تلعب دور الوساطة وتحمي المستهلك وتترافع باسمه من احتكار الشركة الوحيدة والفريدة بعيدا عن منطق الهمزة …ولهيب الفواتير …
المصدر : https://www.safinow.com/?p=10141
عذراً التعليقات مغلقة