ينام صاحبنا قليلا ، أو هكذا يفعل، عائلته، بنتان و شاب يصغرهن بضع سنين أكمل لتوه دراسته و دخل ميدان العطالة من أوسع الأبواب لعله يجد فيه ضالته.
زوجته، من اللائي كلما حدث و تكلم ،طأطأت رأسها، لأنها تتحاشى مجادلته، وكلما دخل صاحبنا المقهى الغير بعيد عن منزله ، الذي بناه ذات زمن…. .جلس في نفس المكان، “الشوكة” ،حتى يرى ما يحصل بالمدار الذي يقف فيه الشرطي ل”يراقبه “، و لكي يراقب من يدخل الحي و من يخرج منه، و هكذا هو.
يطلب “براد” صغير بالنعناع، و يتخذ “جريدة” ، يقرأ القليل و لا يفارقها حتى يأتي “صديقه” الذي يفعل ما تفعل زوجته؛ يطأطأ الرأس لكل كلامه، و يزكيه.
لا يترك صاحبنا فرصة تمر إلا و سب و شتم و قال في الإدارات العمومية، و الذي يعملون بها ، ما لا تقوله و تنشره حتى “الجرائد “و لا حتى” المواقع”….. ..” هادا شفار ، هادا قطاطعي ، ما كاينش معامن ، الإدارة الفلانية كيحسنو للناس ، كلشي داير صبعو ، كي دار هاداك حتى ولى عندو كلشي هاد الشي”… ، لا ينتهي، و كل صباحاته مماثلة.
وهو يلج بيته ساعة الغداء من يوم ممطر، لاحظ أن شيئا ما تغير، و أن منزله غير المعتاد، و زوجته بالباب تنتظره لأنها تعرف وقت عودته بالضبط ، و إبنته البكر، التي كان يتمنى أن يراها زوجة ، بلباس هو كذلك غير المعتاد.
سأل فكان الجواب….فلانة تريد تزويج إبنتنا لإبنها.
العريس ، يعرفه و كان قد ذكره في” إجتماعاته” بالمقهى، و إبنته بلغت سن الزواج أو أكثر بكثير، و قبل حتى قبل أن تصل أصابعه “صندالة لوضو” ؛وافق.
تزوجت البنت بعد حين، و بعد أن داع خبر خطبتها بين أصدقائه الذين كانوا يشاركونه السب و الشتم في أمثال الزوج، الذي بالمناسبة يعمل في تلك الادارات التي لا تسلم من لسانه ، و من الملاحظة ، استبدل مقهاه بآخر لا يوجد أمامه مدار بشرطي، يقضي صباحه في تتبع خطواته، و صام عن الكلام ،و عن الذهاب إلى سوق الحي، راجلا، كما كان يفعل ،و أصبح يصاحب “نسيبو” لسوق آخر أبعد لأنه أرخص، و لو أنه قليلا ما يؤدي ثمن مقتنياته…..
كملو من ريوسكم.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=10194
عذراً التعليقات مغلقة