(دعم الدولة لا يمكن أن يدوم إلى ما لانهاية)
خطاب جلالة الملك محمد السادس أعزه الله
ذكرى ثورة الملك والشعب ـ 20 غشت 2020
إن ثقافة الريع التي ارتبطت بالإنتاج الثقافي طيلة عقود صارت متجاوزة لاعتبارات عدة لصالح ثقافة الاستثمار ورجع الاستثمار الاقتصادي والاجتماعي. ولعل نشأة ميدان من الميادين الفرعية للهندسة الثقافية وهو “الصناعة الثقافية” والتي سبق وأشرنا إليه في المقال الأول، تمهد لانطلاق عصر التعاطي ”المحترف” مع الإنتاج الثقافي عند التخطيط للسياسات الثقافية من جهة، وعند استدماج المعطى الثقافي في مجالات التدبير الترابي، والتوعية والتحسيس كما يدعو لهما صاحب الجلالة في خطابه التاريخي في ذكرى ثورة الملك والشعب (20 غشت 2020)
وعليه، فقد وجب التنبه إلى أن الاشتغال بالمعطى الثقافي صار رهانا تنمويا لا شك، لكن الأولى بالاهتمام هو كونه أصبح يتطلب تطويرا للكفايات والمهارات لدى مهنيي القطاع الثقافي، وعدم الاقتصار على المناحي الإبداعية والتوجه نحو تعلم وتطوير وتحيين بعض الكفايات التدبيرية والتسييرية لديهم بغية الوصول بالمشاريع الثقافية وبتلك المستدعية للمعطى الثقافي إلى أفق النجاعة وجعلها قادرة على تحقيق الربح وضمان استمرارية هاته المشاريع وتأمين وجودها وعيشها بشكل مستقل يكفل الفعالية والكرامة.
ولكي يتأتى ما سبق، يحتاج مفهوم «الصناعة الثقافية» إلى تركيز الباحثين والنقاد والدارسين والمهتمين به في المملكة المغربية، من أجل وضع كتب ودراسات وأبحاث ومقالات في هذا الموضوع، لاتهتم بالصناعة الثقافية مفهوما ودلالة واستعمالا وتنظيرا، بل بمجالات تطبيقها الدقيقة ومقاربتها بشكل علمي مع ما يستلزمه من جرد وتوصيف للعاملين في مجال الصناعة الثقافية في بلدنا، ووضع كتب بيضاء لهذا الجرد والتوصيف حسب التخصصات، لكي تكون دلائل ومراجع مضبوطة تسهل جعلها رافعة للتنمية، والتعامل معها باعتبارها بنية حاضنة للاستثمار في الفكر وفي العنصر البشري، كثروة لامادية، مع التركيز على الموروث الثقافي، الذي يحتاج إلى إعادة تصنيف وإدماج لأنساق هندسية، وفق استراتيجيات التسويق والاستثمار ووفق الأسواق الجديدة التي تتيحها التوازنات القادمة في زمن كورونا.
ولكون كل المشتغلين بالقطاع الثقافي كما العاملين بالقطاعات الأخرى المستلزمة للمعطى الثقافي لا تتحقق فيهم جميعا القدرة على إدراك واستدماج هاته الكفايات المحددة، يُطرح مفهوم ”الوساطة الثقافية” مقترنا بمفهوم المشروع الثقافي في بعده الاقتصادي والاجتماعي المنظم، والخاضع لأهداف وآجال ومعايير جودة محددة ولرؤى استراتيجية ملازمة للسياسات العمومية الوطنية في هذا الصدد.
خطاب جلالة الملك محمد السادس أعزه الله
ذكرى ثورة الملك والشعب ـ 20 غشت 2020
إن ثقافة الريع التي ارتبطت بالإنتاج الثقافي طيلة عقود صارت متجاوزة لاعتبارات عدة لصالح ثقافة الاستثمار ورجع الاستثمار الاقتصادي والاجتماعي. ولعل نشأة ميدان من الميادين الفرعية للهندسة الثقافية وهو “الصناعة الثقافية” والتي سبق وأشرنا إليه في المقال الأول، تمهد لانطلاق عصر التعاطي ”المحترف” مع الإنتاج الثقافي عند التخطيط للسياسات الثقافية من جهة، وعند استدماج المعطى الثقافي في مجالات التدبير الترابي، والتوعية والتحسيس كما يدعو لهما صاحب الجلالة في خطابه التاريخي في ذكرى ثورة الملك والشعب (20 غشت 2020)
وعليه، فقد وجب التنبه إلى أن الاشتغال بالمعطى الثقافي صار رهانا تنمويا لا شك، لكن الأولى بالاهتمام هو كونه أصبح يتطلب تطويرا للكفايات والمهارات لدى مهنيي القطاع الثقافي، وعدم الاقتصار على المناحي الإبداعية والتوجه نحو تعلم وتطوير وتحيين بعض الكفايات التدبيرية والتسييرية لديهم بغية الوصول بالمشاريع الثقافية وبتلك المستدعية للمعطى الثقافي إلى أفق النجاعة وجعلها قادرة على تحقيق الربح وضمان استمرارية هاته المشاريع وتأمين وجودها وعيشها بشكل مستقل يكفل الفعالية والكرامة.
ولكي يتأتى ما سبق، يحتاج مفهوم «الصناعة الثقافية» إلى تركيز الباحثين والنقاد والدارسين والمهتمين به في المملكة المغربية، من أجل وضع كتب ودراسات وأبحاث ومقالات في هذا الموضوع، لاتهتم بالصناعة الثقافية مفهوما ودلالة واستعمالا وتنظيرا، بل بمجالات تطبيقها الدقيقة ومقاربتها بشكل علمي مع ما يستلزمه من جرد وتوصيف للعاملين في مجال الصناعة الثقافية في بلدنا، ووضع كتب بيضاء لهذا الجرد والتوصيف حسب التخصصات، لكي تكون دلائل ومراجع مضبوطة تسهل جعلها رافعة للتنمية، والتعامل معها باعتبارها بنية حاضنة للاستثمار في الفكر وفي العنصر البشري، كثروة لامادية، مع التركيز على الموروث الثقافي، الذي يحتاج إلى إعادة تصنيف وإدماج لأنساق هندسية، وفق استراتيجيات التسويق والاستثمار ووفق الأسواق الجديدة التي تتيحها التوازنات القادمة في زمن كورونا.
ولكون كل المشتغلين بالقطاع الثقافي كما العاملين بالقطاعات الأخرى المستلزمة للمعطى الثقافي لا تتحقق فيهم جميعا القدرة على إدراك واستدماج هاته الكفايات المحددة، يُطرح مفهوم ”الوساطة الثقافية” مقترنا بمفهوم المشروع الثقافي في بعده الاقتصادي والاجتماعي المنظم، والخاضع لأهداف وآجال ومعايير جودة محددة ولرؤى استراتيجية ملازمة للسياسات العمومية الوطنية في هذا الصدد.
فمفهوم ”الوساطة الثقافية” يمكن من التحكم في الإجراءات والتدابير العملية للتعامل مع المعطى الثقافي من دراسة للسوق والمجال، وتخطيط مبرمج وفق برمجة زمنية، تمكن من تبيان عائد الاستثمار، وبيان أرباحه المادية والبشرية والتنموية، وضبط لمؤشرات الجودة ومطابقتها للخطط الموضوعة للمشاريع ذات البعد التنموي، فدور ”الوساطة الثقافية” ليس بأي حال من الأحوال هو توليد الأفكار وخلق الإبداع في صميم العملية الثقافية لكن دوره هو ابتكار سبل التسيير والتسويق الفعال للمشاريع التي تستثمر في المعطى الثقافي ويكون أحد مركباتها.
الهندسة الثقافية بمجالاتها الفرعية المتعددة والتي ذكرنا منها ”الصناعة الثقافية” و”الوساطة الثقافية” إذ تعمل على ضبط سيرورة إنتاج وتسويق المنتج ذي البعد الثقافي فهي تسعى لتحقيق عائد الاستثمار الذي يكفل القطع مع ثقافة الريع.
هاجر الجندي
خبيرة الهندسة الثقافية والتسويق الرقمي للمعطى الثقافي
مسؤولة العلاقات العامة في المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة
مؤلفة ومخرجة – مسرح فنون لفاطمة بنمزيان
رئيسة الجمعية العالمية للموشحات
رئيسة ملتقى آلجندي للبهجة والفرجة المسرحية
رئيسة شعبة الهندسة الثقافية في الجامعة الأمريكية للريادة AUL
المصدر : https://www.safinow.com/?p=10204
عذراً التعليقات مغلقة