منذ أسابيع شهدت المديرية الإقليمية بأسفي حركة غير عادية همت استنفارا أقصى لأطقمها الإدارية ومواردها البشرية التي تجندت لتحقيق هدف رئيس وهو تدشين دخول مدرسي آمن في ظل وضعية وبائية لم يشهدها المغرب من قبل , في تطبيق صارم لمختلف المقررات والمذكرات الوزارية المؤطرة وفي مقدمتها المقرر الدراسي 2020/2021 ثم المذكرة الوزارية 20/39 وكذا التوجيهات الصادرة عن المسؤولين التربويين والرامية لاقتراح أمثل للحلول الميدانية التي تراعي خصوصيات المؤسسات التعليمية ومحيطها، من أجل الاستجابة الملائمة لمتطلبات التكيف السريع والأجرأة الناجعة لمختلف الأنماط التربوية، بما يتطلبه الأمر من فعالية وجودة تربوية وبيداغوجية تحقيقا للأهداف التربوية المتوخاة.
وفي هذا الصدد وبعد أن استوفت مديرية أسفي جميع الشروط والعمليات السابقة للدخول المدرسي ومن ضمنها عقد لقاءات ماراطونية للسيد المدير الإقليمي محمد زمهار مع مختلف الشركاء عبر لقاءات حضورية وأخرى عبر تقنية visio conferenceجمعته برؤساء المصالح وأطر المديرية وهيأة التفتيش ثم مدراء المؤسسات التعليمية بجميع أسلاكها وجمعيات أمهات وآباء التلميذات والتلاميذ فالشركاء الاجتماعيين من النقابات الأكثر تمثيلية لشرح التدابير الرامية لتحقيق دخول مدرسي آمن غايته الحفاظ على سلامة وصحة الأطر الإدارية والتربوية وكذا التلميذات والتلاميذ بالفضاء المدرسي في ظل جائحة “كورونا “.
هذا وقد سبق للمدير الاقليمي أن قدم عرضا تفصيليا أمام عامل الاقليم السيد الحسن شينان يشرح فيه مختلف التدابير والاجراءات الاحترازية التي اعتمدتها مديرية التعليم بأسفي مع احترام تام للبرتوكول الصحي المتبنى .
وهكذا كانت المحطة الاولى التحاق الاطر الادارية يوم فاتح شتنبر 2020 ثم هيأة التدريس يوم 02 شتنبر, لكن اليوم تبقى أهم محطة مفصلية وهي 07 و08و09 شتنبر الجاري حيث التحاق التلميذات والتلاميذ بالمؤسسات التعليمية بتراب الاقليم .
لهده الغاية فقد شملت التدابير الاحترازية استمرار المشاورات بشكل حثيث و مباشر عبر تقنيات التواصل الحديثة ومن ضمنها تعبئة استمارات إلكترونية آنية حتى أوقات متأخرة من ليلة أمس الأحد توضح مدى التزام المؤسسات التعليمية بتحقيق بنود البوتوكول الصحي والتربوي المعتمد , كما تم في نفس السياق سابقا تخصيص موارد لوجيستية مهمة تسلمها رؤساء تلك المؤسسات و من ضمنها مختلف الوسائل الأولية للنظافة ومستلزمات العتاد الاداري , كما تمت الدعوة لاقتناء باقي الوسائل الأساسية من ماسحات إلكترونية للحرارة ومواد التعقيم والتنظيف و تحقيق باقي شروط الحماية من تعقيم للفضاءات التعليمية و تشوير وملصقات إعلانية وأعطيت التوجيهات لانفتاح المؤسسات التعليمية على مختلف الفاعلين في المنظومة بمقاربة تشاركية لتدبير المرحلة بتشاور مع السلطات المحلية وإشراك جمعيات النجاح وجمعيات الأمهات و الاباء وكذا جمعيات المجتمع المدني لتأهيل الفضاءات المؤسساتية وأخذا برأي الفاعلين التربويين , كل ذلك لتوفير فضاء مدرسي آمن برسم الموسم الدراسي 2020/2021.
ومن بين السناريوهات المحتملة برسم الموسم الدراسي والتي سبق للسيد المدير الإقليمي محمد زمهار أن صرح بها لجريدة أسفي الآن هو إمكانية اعتماد أنماط تدريس مختلفة مرتبطة أساسا بالوضعية الوبائية للمحيط الاجتماعي للمؤسسات التعليمية ، ومن ضمنها تحقيق المرونة اللازمة في تنويع الأنماط التربوية ( حضوري / بالتناوب / عن بعد ) بما يتناسب والوضعيات الوبائية لمختلف المناطق مع جاهزية كل مؤسسة تعليمية للانتقال من نمط تربوي لآخر على مدار الموسم الدراسي، بما يتناسب وتطور الحالة الوبائية المحلية، مع اعتماد مقاربة تشاركية موسعة في اتخاذ القرار بشأن اعتماد وتطبيق النمط التربوي الذي يتناسب وكل مجال جغرافي، وتخويل الصلاحيات اللازمة للسلطات التربوية الجهوية والإقليمية والمحلية، بتنسيق مع السلطات الترابية والمصالح الصحية، من أجل اختيار وتنزيل النمط التربوي الذي يتناسب والسياق الخاص لكل مؤسسة، بمراعاة الأطر المرجعية الوطنية.
و من المقرر أن يتم الاعلان خلال الأيام القليلة المقبلة على مستوى الاقليم حول طبيعة النمط التربوي المعتمد مرحليا والذي ستفرج عنه اللجنة الإقليمية بناء على توصيات مديرية التعليم ومندوبية الصحة ومختلف الفاعلين والشركاء بتنسيق مع السلطات المحلية بعد التفريغ المسبق لاستمارات الآباء وتحليل المعطيات المرتبطة بالمرحلة ومن ضمنها استمارات جرد الحالة الصحية للأطر والمتمدرسين معا و دراسة التقارير المرفوعة من مختلف المتدخلين استجابة للرهانات الظرفية تنزيلا لشعار الموسم الدراسي بالمملكة المغربية“من أجل مدرسة متجددة ,منصفة , مواطنة و دامجة “.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=10308
عذراً التعليقات مغلقة