منقول عن حائط الدكتور محمد حجام .
ماوقع خلال إجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية الخميس الماضي، يعبر بما لا يضع مجالا للشك عن الوضعية المتأزمة لقطاع الصحة ببلادنا، ليس فقط بما راكمته من إرث ثقيل نتيجة سياسات خاطئة وفاشلة تعاقبت على القطاع، بل بالمنهجية التي لازال السياسي (أغلبية كان أو معارضة) ينتهجها في التعامل مع القضايا الصحية، البرلمانيون الممثلون في هاته اللجنة (إلا قلة منهم) قاموا بجلد للوزير الوصي على القطاع مع العلم أنك تجدهم من أوائل من صوت على رفض مقترح الزيادة في ميزانية وزارة الصحة، ويدافعون في الخفاء عن لوبي فاسد أنهك ميزانية وزارة هي في الأصل هزيلة (صفقات الأدوية والأجهزة الطبية والمستشفيات المتنقلة والمروحيات…)، فهم من يتعالجون في أفخم المصحات الوطنية والدولية، نسوا وتناسوا معاناة المواطن البسيط، لتأتي جائحة كورونا وتفرض على الغني والفقير على حد سواء الإستشفاء والعلاج داخل المستشفى العمومي، فليس غريبا أن لا يتعرف مسؤولوا مستشفى المامونية على البرلمانية المحترمة التي إكتشفت أخيرا أن مستشفيات بلدها كارثية، فقد كان الشأن الصحي آخر اهتمامات برلمانيي بلدنا (إلا من رحم ربك)، لتنفجر بكلام هو حق في ظاهره أريد به باطل، كلام دغدغ مشاعر ليس فقط المواطن البسيط، بل حتى من يظن أنه مدافع عن حقوق الشغيلة ومكتسبات القطاع متجاهلا أو جاهلا لخلفيات هاته الهجمة الشرسة التي هي ليست موجهة للوزير، وإنما لقطاع يعيش الحكرة والإهمال، جل برلمانيي اللجنة مثلهم مثل ممثلي المجالس المنتخبة على مستوى ربوع البلاد، تفاعلهم شبه غائب، لا يحركون ساكنا في ظل المقاربة التشاركية التي لم تفعل إلا في حالات قليلة، لتجد المسألة الصحية عند اقتراب موعد الانتخابات هي الشغل الشاغل، ويبدأ الجميع في جلد للوضع الكارثي للمستشفيات العمومية والمراكز الصحية، ومن خلالها الطبيب والممرض، كما جلد وزير الصحة خلال اجتماع اللجنة في أمسية الخميس الماضي.
كنا نتمنى أن تكون جائحة كورونا بداية لمستقبل صحي أفضل، لكن للأسف الأمر يتعلق بتحصيل حاصل لسنوات من التضبيع وإفساد للعملية السياسية التي أفرزت ولازالت لأناس همهم الحفاظ على مصالحهم الشخصية وتزكية الريع ببلادنا، ليبقى إصلاح القطاع مرهونا بمدى وعي المواطن، ومدى تظافر جهود شرفاء بلدنا الحبيب.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=10429
عذراً التعليقات مغلقة