يخلد الشعب المغربي قاطبة، من طنجة إلى الكويرة، يومه الأربعاء، الذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال الذي توج الملحمة البطولية للمغرب قيادة وشعبا ضد المستعمر الفرنسي.
ويعيد الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال تلك الأحداث العصيبة التي عاشها الشعب المغربي، طيلة أربع وأربعين سنة، كرس فيها تمسكه بملكه محمد الخامس، وتشبثه بمطلب الاستقلال التام عن القوات المستعمرة، التي اجتاحت كل مناطق البلاد.
أحداث عصيبة ومواقف بطولية أبدى من خلالها الملك والشعب إجماعا على ضرورة الثبات على المبدأ. وهو إجماع سيلخصه خطاب طنجة سنة 1947 الذي مهد لثورة الملك والشعب، في غشت 1953.
لقد عاش المغرب أحداثا قاسية ومتتالية لكنها مترابطة من حيث المسعى المتمثل ليس فقط في جلاء المستعمر، بل في بناء مغرب ما بعد الحماية والحجر. أحداث لا يجب استعراض ما وثقه التاريخ عنها من أجل تبجيل مرحلة، بل للمضي الحقيقي نحو ما يعرف بمعركة الجهاد الأكبر، ليس فقط في أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بل أيضا في بعده المتعلق بضمان وحدة المغرب وصد الأطماع الخارجية التي تحوم حوله.
وهو ما يعني أن هذا الجهاد الأكبر يجب أن يشكل معركة الجميع من أجل بلوغ تعبئة شاملة لكل مكونات المجتمع، لبناء الدولة المغربية الحديثة، على أسس ديمقراطية وتشاركية وتنموية، ولصون ترابها من أطماع خارجية بدت واضحة مؤخرا من خلال الاستفزازات الطائشة والمناورات الغير مسؤولة الصادرة عن عناصر ما يسمى بـ “البوليزاريو”، سواء بعرقلة العبور عبر النقطة الحدودية الكركارات، بين المغرب وموريتانيا، أو عبر المناوشات والتهديد بنسف اتفاق وقف إطلاق النار.
أطماع نبه لها الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، في السادس من نونبر الجاري، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، مشددا على ضرورة الجمع بين الحكمة والصرامة في التعامل مع أعداء الوحدة الترابية. فقد قال جلالة الملك بالحرف: “إذا تطلبت لحظة ما أن يبقى المغرب حكيما، ويتعامل بنوع من الرشد والعقلانية، فلا يعني ذلك ضعفا ولا خوفا، بل يمكن أن يلجأ إلى كل ما من شأنه أن يعيد الأمور إلى نصابها، في حالة تغيير الوقائع على الأرض، وإذا ما تحولت الاستفزازات الصبيانية لجبهة البوليساريو إلى مس بالتوافقات والاتفاقات التي تصونها الأمم المتحدة”.
خطاب ملكي يعد بحق خارطة طريق لمرحلة فاصلة من هذا الجهاد الأكبر الذي يقتضي أولا الحزم في الدفاع عن الوطن، مثلما يقتضي مواصلة الإستراتيجية التنموية الشاملة التي تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي مزدهر ينعكس إيجابا على أقاليمنا الجنوبية وعلى مختلف جهات البلاد وعلى فئات المجتمع المغربي لتحقيق الترابط الوحدوي بين شمال المغرب وجنوبه وبين المغرب ودول جنوب الصحراء.
إن عيد الاستقلال يعتبر، من دون شك، جزء هاما من تاريخ المغرب. وعلينا أن نجعل هذا الجزء الرائع من تاريخنا موضوعا للعبرة والإلهام، لا للتبجيل الاحتفالي فقط الذي ينقضي بانقضاء يوم الذكرى.
ويعيد الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال تلك الأحداث العصيبة التي عاشها الشعب المغربي، طيلة أربع وأربعين سنة، كرس فيها تمسكه بملكه محمد الخامس، وتشبثه بمطلب الاستقلال التام عن القوات المستعمرة، التي اجتاحت كل مناطق البلاد.
أحداث عصيبة ومواقف بطولية أبدى من خلالها الملك والشعب إجماعا على ضرورة الثبات على المبدأ. وهو إجماع سيلخصه خطاب طنجة سنة 1947 الذي مهد لثورة الملك والشعب، في غشت 1953.
لقد عاش المغرب أحداثا قاسية ومتتالية لكنها مترابطة من حيث المسعى المتمثل ليس فقط في جلاء المستعمر، بل في بناء مغرب ما بعد الحماية والحجر. أحداث لا يجب استعراض ما وثقه التاريخ عنها من أجل تبجيل مرحلة، بل للمضي الحقيقي نحو ما يعرف بمعركة الجهاد الأكبر، ليس فقط في أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بل أيضا في بعده المتعلق بضمان وحدة المغرب وصد الأطماع الخارجية التي تحوم حوله.
وهو ما يعني أن هذا الجهاد الأكبر يجب أن يشكل معركة الجميع من أجل بلوغ تعبئة شاملة لكل مكونات المجتمع، لبناء الدولة المغربية الحديثة، على أسس ديمقراطية وتشاركية وتنموية، ولصون ترابها من أطماع خارجية بدت واضحة مؤخرا من خلال الاستفزازات الطائشة والمناورات الغير مسؤولة الصادرة عن عناصر ما يسمى بـ “البوليزاريو”، سواء بعرقلة العبور عبر النقطة الحدودية الكركارات، بين المغرب وموريتانيا، أو عبر المناوشات والتهديد بنسف اتفاق وقف إطلاق النار.
أطماع نبه لها الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، في السادس من نونبر الجاري، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، مشددا على ضرورة الجمع بين الحكمة والصرامة في التعامل مع أعداء الوحدة الترابية. فقد قال جلالة الملك بالحرف: “إذا تطلبت لحظة ما أن يبقى المغرب حكيما، ويتعامل بنوع من الرشد والعقلانية، فلا يعني ذلك ضعفا ولا خوفا، بل يمكن أن يلجأ إلى كل ما من شأنه أن يعيد الأمور إلى نصابها، في حالة تغيير الوقائع على الأرض، وإذا ما تحولت الاستفزازات الصبيانية لجبهة البوليساريو إلى مس بالتوافقات والاتفاقات التي تصونها الأمم المتحدة”.
خطاب ملكي يعد بحق خارطة طريق لمرحلة فاصلة من هذا الجهاد الأكبر الذي يقتضي أولا الحزم في الدفاع عن الوطن، مثلما يقتضي مواصلة الإستراتيجية التنموية الشاملة التي تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي مزدهر ينعكس إيجابا على أقاليمنا الجنوبية وعلى مختلف جهات البلاد وعلى فئات المجتمع المغربي لتحقيق الترابط الوحدوي بين شمال المغرب وجنوبه وبين المغرب ودول جنوب الصحراء.
إن عيد الاستقلال يعتبر، من دون شك، جزء هاما من تاريخ المغرب. وعلينا أن نجعل هذا الجزء الرائع من تاريخنا موضوعا للعبرة والإلهام، لا للتبجيل الاحتفالي فقط الذي ينقضي بانقضاء يوم الذكرى.
عن جريدة بيان اليوم مصطفى السالكي
المصدر : https://www.safinow.com/?p=11850
عذراً التعليقات مغلقة