إلـــــى امــــرأة عـــاشـــت فـــي الـــشـــارع ومـــاتـــت فـــي الــــشـــارع .. فــــــــــنـــــــــيـــــــــدة ..

إلـــــى امــــرأة عـــاشـــت فـــي الـــشـــارع ومـــاتـــت فـــي الــــشـــارع .. فــــــــــنـــــــــيـــــــــدة ..

-أسفي الأن
الشأن المحلي
-أسفي الأن10 ديسمبر 2020آخر تحديث : الخميس 10 ديسمبر 2020 - 5:10 مساءً
6465e040 d815 41b5 97ca ff2925ec421a - مـــيـــرانـــي الـــنــاجـــي / أســـفــي ** يــا كُــلَّ كُــلِّــي ، هــل تــســعــفــنــي مــعــك اســتــعــارة الــحــلاج ، أم أبــحــث عــن تــوصــيــف مــن أوراش دافــيــنــشــي جــازمــا بــأنــك مــونــالــيــزا أســفــي ، وحــكـايـة فــريــدة ، تــســتــعــصـي عــلــى الــســرد كــالــطــريـــدة ..
أه فــنــيــدة ، كــل الــشــوارع بــالــهــمــس تــقـول ، بــالأمــس مـر طــيـفـك مـن هـنـا ، طــيــفــك الــمـسـتــعــصـي عــلـى الــقــبـض ، وكــأنــك خــيــال جــف مــاؤه فــوق تــجــاعــيــد الــمــيــتــوس ..
يــا هــودج الــعــروس ، هــل أنـــت مــلــحــمــة غــجــريــة أم أســطــورة عــبــديــة أم نــســق مــن جــمــال غــابــر عــابــر كــالأســاطـــيــر ؟ ..
تــبــا لــك أيــتــهــا ” الــفـــنـــيـــدة ” ، أأنــت ســيــزيــف أســيــف ، أم ألـــم مــغــروس فــي وجــع الـــقــصــيــدة ؟ ..
طــاوعـــيــنـي أيــتــهــا الــغــجــريــة ، طــاوعـــيــنــي كــي أرســـمـــك بــرمــاد ذاكــرتــي الأبــديــة ، طــاوعــيــنــي رغــم أنــي لــســت رسـامـا ، ولا نــحـاتـا ، ولا مــخــتــصـا فـي أسـاريــر الـبــورتــريـهـات الــجــمـالــيــة ..
ســأرســمــك اللـــيــلــة ، ســأرســــم فــي ديــمــومـة الــكــيــنــونــة صــداك ، وهــا أنــا أحــكــي الــيــوم للأجــيــال الـتــي لــم تــراك ، كــنــت حــســنـاء بـهــيـة ، بــيــضـاء غــجــريـة ، فــنــيـدة بــجــســدك الــفــيّــاض ، فــريــدة بـلــونــك الــضــارب فــي بــيــاض الــبــيــاض ، وجــهــك الــمُــدَوَّر ، كــنــســخـة الـبــدر الــمـنــوّر ، عــيــنـاك شــاسـعــتـان ، كـأطــراف الــمــدى واســعــتـان ، فــي عــمــقــهــمــا عــاصــفــة ، زاحــفــة خــائــفـة ، مــن ذئـاب اللــيــل والــمــجــهــول ..

تــقــول أســفــي الأســطــورة ، فــنــيــدة أنـا بــنــكـهــة تــركــمـانــيــة الاقــتــبــاس ، إغــريــقــيــة الأنـــفـــاس ، مــنــحــوتــة الــجــمــال والــقــســمــات ، بــتــدفــق الــحــضــارات واللـــغـــات ، شــعــر أشــقــر ، وجــه مــنــوّر ، بــنــســق مـــدوّر ، كــقــمــر تــائــه فــي الأفـــق الــعــمــيــق ، عــيــنــان ســاحــرتــان ، كـــأحـــداق تــائــهــة فـــي غــيــبــوبــة الـــرحـــيـــق ..

تــقــول أســفــي الأســطــورة ، ذات لـيــلـة بــمـديــنــتــي ، حــمــلــنــي مــعــتــوه مــن عــلــيــة قــومــكــم داخـــل ســيــارتــه الــفــارهــة ، طــار بــي كــنــســر جــائــع مــخــبــول ، وكــنــت بــيــن فــكــيــه كــقــبــرة مـلــفــوفــة ، مــنـهــزمـة بــيــن مــخـالـبــه الــمـعــقــوفــة ، وفــي عــشــه الأرســتـــقــراطــي الــمــصــون ، نـــضــا عــنــي أســمــال الــجــنــون ، ورتّــبــنــي نــديــمــة بـلــهــاء عــلــى مــائــدة الاحــتــســاء ، تــلــك كــانــت أول لــيــلــة فــي حــيــاتــي أرى فــيــهــا ذئــبــا مــن فــصــيــلــة الأغــنــيــاء الأغــبــيــاء ، يــمــارس لــعــبــة الاغــتــصــاب ، ووقــاحــة الازدراء ، ولــمــا انــتــهــى الــمــعــتــوه ، رمـــانــي أمــشــي ، بـلا مـــســتــقــبــل أمــشـي ، وفــوق ظــهــري قــدري ونــعـــشــي ، حــيــنــهــا أدركــت أن الـــعــالــم كــلــه عــلــى حـوافــي الــجــنــون ، ومـا الــعــقــل الــذي يــدعــيــه الــبــعــض ســوى تــعــبــيــر مــهذب لــنــظــام مــن الــعــصــاب الــمــرتــب ..

تــقــول أســفــي الأســطــورة ، فــي تــلــك اللـــيــلــة ، كــنــت صــورة هـلامـيـة أنــا لــتــوصــيــف لــغــوي يــشــد الــنـاظــريــن ، ويــغــوي الــزاهــديــن ، وفــيــكـم أبــصــرت صــورتــي الــمــبــعــثــرة عـــلــى مــرايــا عــيــونــكـم الــمــكــســرة ، وكــم كــنــت عــلــى الــقــبــض مــســتــعــصــيــة فــي عــريــن الــمــزاد ، كـالــجــمــرات الــنــائــمــات تــحــت وســادة الــرمــاد ..
حــقـا شــبـاب الــراهــن لا يــعــرفــنــي ، ولا يــعــرف أنــنــي كــنــت فــي الــقــرن الــمــاضــي مــن أجــمــل نـــســاء مــديــنــة أســفــي ، كــنــت بــيــن الــســكــون والــغــيــاب ، ” فــنــيــدة ” حــلــوة بــطــعــم الــرضـــاب ، خــلاّبــة كــفــيــنــوس الــرومـان ، جــذابــة كــأفــروديــت الــيــونـان ، كـل الأزقــة كـانــت تـعــرفــنــي ، وكــل الــعــيــون كــانــت تــشــتــهــيــنــي ، كــنــت ضــحــيـة جــمــال يــئــن كــطــائــر ذبــيــح ، كــأنــيــن الــريــح ، كــإســم جــريـح ، وكــل الــذئــاب والــكــلاب ، كــانــت تــلاحــقــنــي مــن مــخــتــلــف الأعـــمــار والأنــفــار ، كـان جــمــالـي مــأســاتـي ، وكــنــت أنــا الــمـــقــصــلــة الــصــامــتــة بــلا قــدمــيــن ألاحــق ظــلال قــاتــلــي ، فــمــن يــكــون هــذا الــقــاتــل ؟ .. ومــن الــذي زرع فــي صــدري ألــم الأوجــاع ، وتــخــلــى عــنــي لــحــظــة الـوداع ؟ ..

مـــــيــــرانـــي الـــنـــاجــــي
أســـــــــفـــــــــي
10/12/2020

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة