أيها “الراكضون” تحت التراب

 أيها “الراكضون” تحت التراب

-أسفي الأن
اراء بلاقيودعين على الفيس بوك
-أسفي الأن24 ديسمبر 2020آخر تحديث : الخميس 24 ديسمبر 2020 - 10:41 صباحًا
 أيها “الراكضون” تحت التراب
hassan - حسن البصري ** منذ أن نجحت الدبلوماسية المغربية في إقناع العديد من الدول بفتح تمثيلياتها في الصحراء المغربية، ظهرت السلالة الجديدة من فيروس العداء ضد الوطن، وأعلن نجوم الرياضة الجزائرية استعدادهم لخوض مباريات أخرى في ملاعب السياسة، كي ينفضوا عنهم غبار النسيان ويركبوا صهوة مجد سياسي.
ليس المعلق الرياضي الجزائري حفيظ الدراجي هو الوحيد الذي تعامل مع جهود المغرب لحسم مباراة الصحراء كضربة جزاء مثيرة للجدل، ونصب نفسه حكما مساعدا يرفع رايته كلما اقترب المغرب من معترك العمليات، لقد رمى حفيظ ميكروفونه جانبا وتذكر أن لفلسطين علينا حقا ودعا إلى البر بالانفصاليين، ونسي أنه معلق ينقل وقائع مباريات تجرى فوق المستطيل الأخضر وليس في المؤتمرات والمهرجانات السياسية.
حين التقيت بالدراجي في مدينة سوسة التونسية خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004، كان يحرص على الجلوس مع الصحافيين المغاربة وهو ينشر دعوة «خاوة خاوة»، وحين خسر المنتخب الجزائري أمام المغرب في صفاقس نسي لازمته وساهم من حيث لا يدري في رفع درجة الاحتقان بين المغاربة والجزائريين.
في صيف العام الماضي، زار الدراجي المغرب وقضى أيامه بين الدار البيضاء وأكادير ومراكش، وتسابق بعض المسيرين والصحافيين لاستضافة ضيف المغرب صاحب موال «خاوة خاوة»، وعلى حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» نشر صوره في ساحة جامع لفنا وعلى متن يخت في مارينا أكادير، وهو يثني على المغرب ويصلي على قبلة رعاته الأساسيين والاحتياطيين الذين تسابقوا لإكرام هذا الضيف الاستثنائي، فقط لأنه معلق رياضي مشهور.
ليس حفيظ هو النجم الجزائري الذي اختار طوعا أو كراهية الاستثمار في قضيتنا الوطنية، فهناك نجم آخر اسمه رابح ماجر، الذي لعب ودرب المنتخب الجزائري، لكن اعتزاله لم يدم طويلا إذ بحث عن أقرب وسيلة لدغدغة مشاعر حكام بلاده، وقرر مساعدة الانفصاليين على تكوين منتخب لكرة القدم وزار مخيمات تندوف حيث وزع على شبابها أقراص الوهم، وأكد لهم أن الفوز بكأس إفريقيا والتأهل لكأس العالم لا يحتاج إلا للعزيمة وقبل أن يغادر خيمة الرئيس نال الغنيمة.
يزور «خاسر» ماجر المغرب ويحظى باستقبال رفيع المستوى في المطار، ويتسابق الناس لالتقاط صور مع نجم الكرة الجزائرية، وهم لا يعلمون أن مواقف الرجل جميعها في حالة تسلل وأن أهدافه تدخل مرمانا بالكعب والركل والرفس.
كلما اعتزل نجم رياضي جزائري إلا وشد الرحال صوب مخيمات تندوف ابتغاء رضى حكام بلاده، ففي هذه الربوع الصحراوية يغسل ذنوبه ويستخلص شهادة «حسن السيرة والسلوك»، ويعلن نفسه مواطنا كامل التدجين. فقد زار مجيد بوقرة، مدافع المنتخب الجزائري لكرة القدم، وسليمة اسواكري، بطلة الجيدو، مخيمات «البوليساريو»، وقالا إنهما سفيران للنوايا الحسنة، التقطا صورا مع الأطفال ودونا احتياجاتهم ثم غادرا تندوف بلا رجعة وتبين أنهما سفيران للنوايا السيئة.
أما البطلة العالمية الجزائرية حسيبة بولمرقة، فقد أبانت في أكثر من موقف أنها اسم على مسمى، وأنها تركض في مضمار السياسة من أجل «المرقة» وهي تتأبط ملف الانفصاليين أملا في تتويج آخر. وحين استضافت العيون بطولة إفريقيا لكرة القدم المصغرة، حاولت العداءة حسيبة التصدي للتظاهرة ونظمت ندوات صحافية تدعو إلى مقاطعة البطولات كلما جرت في أرض الصحراء.
لماذا عادت بولمرقة إلى هواية الركض في ملاعب السياسة؟
حسب صحيفة النهار الجزائرية فإن المديرية العامة لأملاك الدولة في الجزائر، قد انتزعت أرضا فلاحية مساحتها ست مائة هكتار بولاية ورقلة، كانت العداءة العالمية قد استفادت منها في إطار الامتياز الفلاحي وأهملتها، قبل أن يستفيق الحراك الجزائري ويلفت نظر الشعب لهذا الريع، علما أن حسيبة تملك استثمارات في مجال الصناعة الصيدلانية، وتملك أيضا أقراصا منومة للنظام الجزائري.
استيقظي يا نوال وانهضي يا بيدوان واركض يا كروج واجر يا عويطة، للوطن دين عليكم.
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة