أظن أن لائحة النساء و الشباب استنفدت المهمة التي جاءت من أجلها، و لا يمكن أن تستمر لولايات تشريعية متعددة.
السؤال هو :ما هو المانع أمام الأحزاب بأن تشجع و تعمل على تقلد المرأة والشباب للمسؤولية داخل الاجهزة التقريرية لها ، قبل التباكي و المطالبة بذلك ، اي عبث هذا ، ونحن ندرك جميعا قوة التوجيهات و التحكم الممارس داخل التنظيمات السياسية ؟.
انها مجرد كعكة يتم اقتسامها ، لا أقل و أكثر ، بمسميات جديدة ، و لا يمكن إلا أن تسيء للممارسة السياسبة و مستقبلها ، و تساهم في تمييعها .
نعلم جيدا أن المشكل في البرلمان خاصة و في الحياة السياسة عامة ليس مشكل جنس و لا مشكل عمر.، المشكل الحقيقي هو طبيعة الممارسة السياسية و أعطابها المتراكمة ، في غياب أحزاب قوية ببرامج قوية و بممارسة سليمة للديمقراطية ، داخليا و خارجيا، بعيدا عن الفساد و الإفساد الإنتخابي و بعيدا عن منطق الريع.
بالمقابل فإن تلك المقاعد المخصصة للنساء و الشباب عبر لوائح الريع ، يتم عبرها إقصاء و حرمان أعداد أخرى من النساء و الشباب بين المواطنين ، من فرص الترشح و التمثيل داخل البرلمان ، بل إنها لا تغدو أن تكون معركة أجل تحصين مقاعد للأبناء و المقربين و الأتباع ، حتى أننا أصبحنا اليوم نجد العائلة بكاملها داخل قبة البرلمان ، بل موزعة على عدة أحزاب سياسية !
ماذا يمنع الشباب من التصويت لصالح الشباب مباشرة ؟ و ماذا يمنع النساء من التصويت لصالح النساء علما أن القاعدة الانتخابية للنساء تفوق 46% ؟ هنا تكمن الإشكالية الحقيقية
بالنسبة للشبيبات الحزبية ، مع الأسف ،لم تعد قادرة على إنجاب نخب سياسية جديدة ، بعدما أفسدتها أموال و مناصب الريع و الدواوين الحكومية ، كما حصل لعدد من المثقفين ، بل أصبحت الشبيبات الحزبية خزانا استراتيجيا للأحزاب من أجل التحكم في الأجهزة الحزبية ، و أضحت أدوات بلطجة داخل التنظيمات السياسة ” زرواطة لكل شاب ! “.
إن الأحزاب السياسة هي جزء من المشكل و ليس من الحل بخصوص مشاركة النساء و الشباب في المؤسسات المنتخبة.
الغريب أن من بين قادة الأحزاب من اجتهد ، متاحيلا ، من أجل الإبقاء على الريع الانتخابي ، عبر ابتكار تسمية لائحة كفاءات !! فماذا يفعل الباقي إذن من البرلمانيين في القبة، و ماهو دورهم إن لم يكونوا كفاءات ؟!!!
إنها قمة العبث و الإستغباء .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=12949
عذراً التعليقات مغلقة