لعل المثل الشعبي الشهير أعلاه ينطبق على بعض الأشخاص بجماعة لمراسلة الذين جعلوا من الدفاع عن الرئيس وسيلة للاسترزاق والتسول؛ فهم لا يترددون في التطبيل والتهليل والتملق بغية تسلق مراتب متقدمة والترقية في سلم العبودية والخنوع والذل. بل بلغ بهم الأمر إلى أن أصبحوا يتنافسون في من سيكون له السبق في نقل ما يكتب في هذه المجموعة الفيسبوكية إلى رئيس الجماعة ظنا منهم أن سيدهم سيقطع عنا الأوكسجين أو أننا نخاف من نشر ما نكتب. نحن نقوم بدورنا انطلاقا من قناعات خاصة ومما يمليه علينا ضميرنا ومن إحساسنا بالمسؤولية التي حملناها على عاتقنا بدخولنا لهذا المستنقع خطأ؛ لذلك لا نخشى في الله لومة لائم ونعبر عن مواقفنا بكل حرية سواء في المجلس أو في لقائنا بالرئيس والمسؤولين أو في هذا الفضاء. ونمارس حقنا المشروع في المعارضة البناءة والنقد البناء؛ وأتحدى هؤلاء بالتعبير عن رأيهم مرة واحدة وتملك الشجاعة لقول لا. لا أريد نشر الغسيل كله هنا وفضح من يعملون بالتيليكوموند مقابل دريهمات لا تسمن ولا تغني من جوع. لكن أن يتجرأ من لا يملك حتى الحق في التعبير على تقمص دور المدافع عن الرئيس مقابل قفة خضر رخيصة يوم السوق الأسبوعي فهذه قمة الندالة. فالرئيس نفسه يقبل النقد ويقبل الحوار لأنه في موضع المسؤولية عن تدبير الشأن العام الذي هو ملك للجميع ومن حق الجميع مساءلته عن كيفية التدبير وتجاوز الهفوات سواء كانت بقصد أو بغير قصد. نفس الشيء ينطبق على مدير المصالح بالجماعة الذي غير ما مرة اتصل بنا بعد نشرنا لبعض المقالات في الحين وقدم التوضيحات اللازمة ودافع عن وجهة نظر الإدارة بحس تواصلي لا يفقهه “حراس المعبد” الذين يتنافسون في خدمة سيدهم مثل ما تتنافس كلاب الصيد في جلب الطريدة… عندما ننتقد مسؤولا سواء كان منتخبا أو عون سلطة أو موظفا فإننا لا ننتقده لشخصه بل ننتقد سوء تدبيره أو تقصيره في القيام بالمسؤولية المنوطة به؛ وهذا من حقنا بل من واجبنا أن نراقب ونتابع كل ما يخص الشأن المحلي وكل مخطئ يجب تنبيهه إلى مكامن الخلل والضعف حتى يعمل على تجاوزها وعليه أن يتقبل هذا النقد بصدر وحب؛ أما النرجسيون الذين يدعون الكمال ويعبسون بمجرد الكتابة عنهم أو مساءلتهم فنقول لهم إذا كنت لا تقبل النقاش والمحاسبة والاعتراف بالأخطاء وترى نفسك أحسن من الذي قال “لو رأيتم في اعوجاجا فقوموني” فمكانك ليس بيننا وعليك بعمل حر لا مسؤولية فيه ولا أحد سيكلمك حينها. تحدثنا مرارا عن بعض الخروقات والأخطاء التي ارتكبها بعض الموظفين وبعض أعوان السلطة والمنتخبين ونظمنا وقفات احتجاجية للتنديد بها؛ بعضها لم يعد يتكرر وبعضها لا يزال مستمر وسنظل نكتب ونحتج ونناضل حتى زوالها. لكن هذا لا يعني إطلاقا أن كل الموظفين فاسدين وكل أعوان السلطة مرتشين وكل المنتخبين لصوص؛ بل هناك أناس طيبون مخلصون في عملهم متواضعون مع المواطنين؛ نكن لهم كل الاحترام والتقدير ونسعد بوجودهم بالجماعة ‘نعتز بصداقتهم منذ كنا تلاميذ وطلبة من أمثال أبو مسلم والعكل والنويسبي… واللائحة طويلة دون نسيان جيل الشباب من الموظفين الذين نتقاسم معهم نفس الهموم والطموح. يجب التفريق بين العلاقات الإنسانية وبين المسؤولية؛ فالأولى ثابثة والثانية متغيرة حسب طبيعة القيام بها.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=13097
عذراً التعليقات مغلقة