وحسب تصريح الناطق الرسمي للمديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني ، فإن السلطات الفرنسية المختصة واعتمادا على المعلومات التي مكنتها منها الأجهزة الاستخباراتية المغربية، قامت ليلة 3-4 ابريل الجاري بعمليات توقيف وحجز مكنت من تحييد مخاطر هذا المشروع الإرهابي واعتقال المشتبه فيها ..
وتجدر الإشارة أن ما قامت به أجهزة الاستخبارات المغربية لفائدة السلطات الفرنسية ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير بطبيعة الحال ،خاصة وأن التعاون الاستخباراتي المغربي مكن العديد من الدول في أوربا وأمريكا إما من تحييد أعمال إرهابية كانت وشيكة الوقوع واعتقال المشتبهين في الإعداد لها أو المساعدة في إلقاء القبض على متهمين بالقيام بعمليات إرهابية في هذه الدول خلفت ضحايا وخسائر في الممتلكات..
وتتبنى المملكة المغربية مقاربة شاملة ويقظة للتصدي للارهاب بمختلف مسمياته ،كما أن هناك التزام طويل الأمد لدى المملكة المغربية بمنع الإرهاب والتصدي له و تعزيز ترسانة مكافحته بشكل كبير في ظل بيئة التهديد الحالية والأنماط الجديدة للتطرف و الارهاب.
ولتقييم المقاربة المغربية في التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه ، سألنا الأكاديمي والمحلل السياسي “محمد بودن ” الذي أكد في مستهل حديثه
أن المقاربة المغربية أثمرت نموذجا وتراكما هاما مكن المغرب للمرة الثالثة على التوالي من الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الارهاب الى جانب كندا وفي الولايتين السابقتين كان الى جانب هولندا ،
فضلا عن المساهمة المشهودة والنشطة للمملكة المغربية في التحالف الدولي ضد داعش.
..وحول المرتكزات الأساسية التي جعلت المغرب يكرس لاسمه من جديد كفاعل دولي ملتزم بمكافحة الارهاب والتطرف العنيف وكأحد الشركاء الأساسيين في المبادرات الدولية للتصدي للارهاب ..أوضح الأكاديمي “محمد بودن” أن المغرب يرتكز على استراتجية متكاملة تقوم على المحاور التالية :
_ التدابير الأمنية التي ترتكز على المقاربة الاستباقية و الجاهزية واليقظة و المقاربة القضائية بدل المقاربة التصفوية.
_ سياسات وطنية على المستويين الديني و الاحتماعي ويمكن أن نستحضر في هذا الإطار برنامج إصلاح الحقل الديني و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج مصالحة و غيرها.
_ التعاون الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب وتهديداته بحيث تقوم المؤسسات المختصة بعمل استخباراتي وأمني وتنظيمي يومي من أجل حماية السيادة و الأمن و الاستقرار و الإنسان والممتلكات من التهديدات الإرهابية كما أنها تضع تجربتها في إطار التعاون الدولي لدعم جهود شركاء المغرب وهنا يمكن أن نستحضر مساهمة المغرب في تفكيك وإحباط خلايا إرهابية خارج البلاد بتعاون مع مؤسسات أمنية بالبلدان الشريكة أو مع الأنتربول و الأوروبول وكذلك في إطار التزامات المغرب المؤطرة بموجب اتفاقيةَ بودابست.
_ التصدي للمحتويات المتطرفة في الفضاء السيبراني و المجتمع الافتراضي ودعم مبادرات الاستقرار في العالم.
واستطرد المتحدث ذاته أن المملكة المغربية كفاعل وشريك أساسي في مكافحة الإرهاب لا يعتمد على التدابير الأمنية فقط بل يقوم كذلك بتطوير مستمر لمنظومة يقظة تعمل على توقع المخاطر و التهديدات وعلى هذا الأساس وقع المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب في مستهل اكتوبر 2020 اتفاقية مقر مكتب مكافحة الإرهاب في أفريقيا في العاصمة الرباط.
هذا التوقيع يمثل دليلا على ثقة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الاستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب، فضلا عن تقدير انخراط المملكة المغربية في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وتؤكد كرونولوجيا تفكيك المشاريع الارهابية واقعا محاطا بسلسلة تحديات ليست ظرفية ،لكن الإستراتيجية المغربية لمكافحة التطرف والإرهاب وبصيرة الإدارة الأمنية حققت الكثير من النتائج التي جنبت المصالح الحيوية للبلاد و الأفراد أضرارا كانت وشيكة الوقوع.
وفي قلب كل عملية إحباط لمشاريع إرهابية تحقق هذه الاستراتجية نجاحا في تعزيز الشعور الجماعي بالأمن مع العلم أن هذه الاستجابة الأمنية السريعة تتطور باستمرار عبر دعمها بشكل دائم بأنجع التدابير و المقاربات و السبل للحد من تعرض الجمهور للروايات المتطرفة والعمل على تهميش وجهات النظر المتطرفة مع استحضار الحق في حرية التعبير، وتعميق التحليل و الدراسة قصد معرفة كيف يتشكل البروفايل المتطرف او الارهابي وبنيته العنقودية وبيئتة وخلفيته بشأن” ارث الخلافة و القتل باسم الله” ومدى هشاشة صحته النفسية او العقلية و كيف يلعب الفهم الخاطئ للدين في تركيب خطاب الكراهية أو الاحتفال بالإرهاب لديه فضلا عن تعقب ما تسميه عدد من المباحث بالارهاب الاكتئابي.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=13783
عذراً التعليقات مغلقة