تعتبر سلسلة ” رحلة الكنز ” أول تعامل فني بيني و بين المنتج القدير الحاج “أحمد بوعروة “, و هي تجربة مثمرة و جد مميزة في مساري كمخرج رفقة شركة إنتاج (كودنيوكوم) تحترم الفنان و تقدس العمل الفني لأبعد حدود.
” رحلة الكنز “هو مشروع فني آمنا به جميعا من أول قراءة للسيناريوهات الأربعة, و تم تقديمه للقناة الأمازيغية بكل اقتناع, نظرا لحمولته الإنسانية الماتعة و لطابعه الروحي العميق, هي سلسلة من 4 حلقات بأمازيغية الأطلس أنتجتها القناة الأمازيغية لتضعها في برنامجها الرمضاني لهذه السنة.
من خلال عنوان السلسلة, يظهر جليا وجود سفر و بحث عن شيء ثمين, اختيار موفق من طرف الكاتب ” محمد بوفتاس ” الذي قدم فكرة جديدة بعمق درامي و رسالة مهمة للمشاهد , فعبر رحلة البطل بين أربع مدن تتوزع على كل جهات المملكة بحثا عن إرث مادي يرثه من عمه, فيجد نفسه أمام أكبر كنز لامادي.
تبدأ الحكاية من مدينة الدار البيضاء حيث يعيش الشاب أيوب في صراع مع ظروف الحياة الصعبة و يحاول التعايش مع واقعه القاسي و مشاكله مع رب عمله و صاحبة البيت الذي يكتريه , ليتفاجأ بحصوله على إرث عمه لكن بشروط أربعة تضطره للسفر عبر أربعة مدن أمازيغية مغربية للبحث عن أشخاص يحملون نفس اسمه العائلي .
فيزور مدن الحسيمة و صفرو و أكادير و العيون في رحلة طويلة مليئة بالمغامرات و المصاعب و أيضا هي رحلة حبلى بالدروس و العبر الإنسانية الثمينة أساساها أنه مهما اختلفت ألسننا و تفرق ماضينا و تنوع تراثنا , فأصلنا واحد و مصيرنا واحد و علينا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية لأنها سر قوتنا و ضمان بقائنا ض تقلبات الزمن .
سلسلة درامية من هذا القبيل, تعطيني كمخرج فرصة الغوص في ثنايا الشخصية الرئيسية و باقي الشخصيات التي يلتقيها عبر رحلته , فشخصية أيوب ستتطور تدريجيا بمرور الوقت و المواقف التي يصادفها و عبر علاقات متنوعة مع أناس من طبقات و مشارب اجتماعية مختلفة. فمن شخص خمول مستهتر بدون هدف في الحياة إلى شاب ناضج طموح مقبل على الحياة و بنفس مغاير عما كان عليه.
كما أن التنوع الجغرافي للسلسة و فضاءاتها المتنوعة و الغنية من خلال 4 مدن متباينة من حيث البينان و التضاريس و الطقس , تعطيني إمكانية تقديم فضاءات جميلة و فرجة بصرية مختلفة.
اختيارات الممثلين كانت حاسمة في تطور الأحداث , فأيوب سيسافر من مدينة لأخرى و الأهم أنه سيصادف أناس من طباع مختلفة , الشيء الذي جعلنا نركز كثيرا في عملية الكاستينغ .ففي كل حلقة نجد عدد مهم من الشخصيات الرئيسية و الثانوية و الكومبارس , فتم اختيار عدد كبير من الممثلين المخضرمين ( محمد الصغير – سناء يحاج – محمد شهير و غيرهم), و فنانون شباب (عمر وصالح – حادة الشهبوني – رضوان القاسمي , عزيز العبدوني و غيرهم ) و وجوه تظهر لأول مرة على شاشة التلفزة (حسن أوعسو – الحسين زكيط … و غيرهم)
لائحة الممثلين و الممثلات الكبيرة منحت تنوعا جميلا و تشويقا للتعرف على كل وجه جديد يلتقي به بطل السلسلة أيوب.
هي ليست أول مرة أشتغل مع القناة الأمازيغية , فقد سبق و أن تشرفت بإخراج أول سيتكوم أمازيغي عرض على القناة تحت عنوان ” تيويسي” سنة 2008 , لتستمر المسيرة من خلال عدة برامج الكاميرا الخفية و أفلام تلفزية ( أبريد أناروز – ثاثايت – المانضة ) و مسلسلات (تيدرت الحنا ), و أعمال أخرى باللغات الأمازيغية الثلاث ( تريفيت – تمازيغت – تشلحيت)
لعبت القناة الأمازيغية دورا كبيرا و حاسما في تطور الدراما و الفن الأمازيغي , فمنذ تأسيسها برزت أسماء كثيرة في مجال الكتابة و التشخيص و الإخراج و ظهرت شركات إنتاج أضافت الشيء الكثير للمشهد الإعلامي المغربي.
خلال “رحلة الكنز”, سافرنا للمدن الأربعة رفقة طاقم فني و تقني شاب , و في ظروف إنتاجية جيدة تساعد على الإبداع و العطاء . قطعنا الآلاف من الكيلومترات و عشنا كل الظروف المناخية (حرارة – أمطار – ثلوج … ) من أجل هدف واحد و أسمى و هو تقديم فرجة تلقى استحسان القناة الثامنةو مشاهديها الكثر, و هي مهمة ليست باليسيرة في ظل التطور المهم الذي يعيشه الإنتاج الدرامي المغربي عموما و الأمازيغي على وجه الخصوص.
المخرج : حكيم قبابي
المصدر : https://www.safinow.com/?p=13907
عذراً التعليقات مغلقة