عبد اللطيف مايت يجيب عن أهم الأسئلة المتعلقة ببرنامج النهوض بسلسلة الأركان

عبد اللطيف مايت يجيب عن أهم الأسئلة المتعلقة ببرنامج النهوض بسلسلة الأركان

الصويرةجهويات
31 مايو 2021آخر تحديث : الإثنين 31 مايو 2021 - 3:42 مساءً
Abdellatif Mait ANDZOA copier - و.م.ع (محمد كورسي) – يشكل الأركان، باعتباره شجرا مستوطنا بالمغرب وتراثا ثقافيا لاماديا للإنسانية بامتياز، مصدرا حقيقيا وتجذرا للتنمية المستدامة.

وفي هذا الصدد، بذلت جهود كبرى من قبل المملكة في سبيل تثمين سلسلة الأركان، التي تضطلع بدور هام في تحقيق التنمية المنشودة على الصعيدين السوسيو-اقتصادي والإيكولوجي.

وفي حديث لوكالة المغرب العرب للأنباء، يتوقف رئيس قسم الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر اﻷركان بالصويرة، السيد عبد اللطيف مايت، عند أهم الإنجازات خلال السنوات الأخيرة، للنهوض بهذه السلسلة، مع التركيز على المبادرات المبرمجة برسم العشرية المقبلة في إطار استراتيجية الجيل الأخضر.

  1- تحتل سلسلة الأركان مكانة مرموقة ضمن المحاور الاستراتيجية للقطاع الفلاحي. ما هي أهم الإنجازات على مستوى إقليم الصويرة لتطوير هذه السلسلة ؟

  تطورت سلسلة الأركان، باعتبارها قطاعا حيويا بمساهمة سوسيو-اقتصادية هامة بإقليم الصويرة، خلال السنوات الأخيرة، بفضل عدد من المبادرات والمشاريع المنجزة من قبل مختلف الفاعلين المعنيين.

وقد خصص اهتمام خاص لهذه السلسلة على الصعيد الإقليمي في إطار عقد برنامج لتأهيل منظومة الأركان، المبرم في 2011 خلال المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، بين الدولة والمهنيين وذوي الحقوق، حيث تم تأهيل 45 ألف هكتار على مستوى الإقليم من قبل قطاع المياه والغابات، فيما تم وضع برنامج لغرس 3 آلاف هكتار، من ضمنها استكمال غرس ألفي هكتار، لفائدة حوالي 700 من أسر الفلاحين المحليين.

ويتعلق الأمر بتجربة غرس غير مسبوقة، على اعتبار أنها تنجز لأول مرة، خارج المدار الغابوي، إنه مشروع مبتكر يتم اللجوء عبره إلى الغرس في المساحات الخاصة، على غرار سلاسل أخرى (الزيتون والخروب …) لغرس هذه الشجرة المستوطنة.

وقد برمجت 1000 هكتار المتبقية قبل متم 2021 لاستكمال عملية غرس هامة (3 آلاف هكتار في المجموع)، أي 600 ألف شتلة أركان بكثافة 200 شجرة في الهكتار.

وبالموازاة مع ذلك، سيتم حفر مطفيات لجمع مياه الأمطار على مستوى مختلف مسالك الغرس، انطلاقا من انشغال الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر اﻷركان بالسهر على التنمية المستدامة للسلسلة.

وأنجزت منشأتين مائيتين من هذا النوع، بسعة 450 متر مكعب لكل واحدة منهما، بجماعتي سيدي أحمد أومرزوق وسيدي لعروسي، فيما تمت برمجة 9 مطفيات أخرى.

ومولت الوكالة، بصفتها هيئة تعمل في مجال التنمية المستدامة، بين 2012 و2021 على مستوى إقليم الصويرة، 151 مشروعا للتنمية ذي طابع اجتماي، يمس مختلف المجالات (الماء الشروب، تعليم، الصحة، النقل المدرسي، كهربة، اقتناء سيارات الإسعاف، تهيئة المسالك، البيئة، الرياضة والثقافة) لفائدة الساكنة القاطنة بمحميات الأركان، باستثمار يقدر بـ295,6 مليون درهم.

من جهة أخرى، أنجزت دراسات، بمساهمة مختلف الفاعلين والمصالح بإقليم الصويرة، لإعادة هيكلة وتثمين ثمرة الأركان “أفياش”، من خلال تشييد وحدات مخصصة للتثمين والتسويق.

ووصلت أشغال بناء الوحدتين إلى مراحل متقدمة، في أفق تنظيم، عبر تعاونيات وتجمعات ذات نفع اقتصادي، تسويق المادة الأولية المعروضة للبيع حاليا بشكل غير منظم، وهي وضعية يستفيد منها الوسطاء، الأمر الذي سيمكن من استفادة فئة واسعة من ذوي الحقوق والمنتجين من القيمة المضافة بصفتهم مزودين رئيسيين.

بدورها، برمجت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إحداث 28 مركزا للقرب على الصعيد المحلي لجمع المادة الأولية، ستكون بمثابة رافد للوحدتين المحدثتين من قبل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر اﻷركان.

  2- ماذا عن المبادرات المستقبلية والمشاريع المبرمجة بالإقليم في إطار الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر” لتطوير هذه السلسلة ؟

بخصوص المبادرات المستقبلية والمشاريع المرتقبة على مستوى إقليم الصويرة في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”، فإن عشرية 2011-2021 اتسمت بإنجاز مشاريع هامة جدا، وسيتواصل العمل خلال العشر سنوات المقبلة، عبر توطيد المكتسبات وإطلاق مشاريع جديدة.

وضمن مخطط المغرب الأخضر، تضمنت المبادرات المنجزة غرس 10 آلاف هكتار في الأراضي الخاصة، فيما تم الرفع من هذا العدد على الصعيد الوطني في أفق سنة 2030، من ضمنها 12 ألف و500 هكتار مغروسة على صعيد إقليم الصويرة.

وعن تثمين المادة الأولية “أفياش”، تمت برمجة وحدات أخرى مخصصة لهذا الغرض، في أفق بلوغ 5 بنيات على الأقل على الصعيد الإقليمي، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وفي ما يتعلق بالحماية الاجتماعية للعنصر البشري العامل في هذا القطاع في إطار مشروع تعميم الحماية الاجتماعية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، هناك تجربة نموذجية أنجزت بشراكة مع تعاونية كندية لإرساء تغطية على المرض استفادت منها 26 تعاونية نشيطة على مستوى الإقليم، في انتظار تعميمها على باقي التعاونيات في الإقليم (أزيد من 100 تعاونية).

  3- أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10 ماي يوما عالميا لشجرة الأركان، عقب مبادرة مغربية خالصة. ماذا يمثل بالنسبة لكم  هذا التكريس الدولي لمنظومة بمساهمة اقتصادية وإيكولوجية أكيدة ؟

إن إعلان الأمم المتحدة يوم 10 ماي يوما عالميا لشجرة الأركان يعد اعترافا بالمجهودات الكبرى المبذولة من قبل المملكة، عبر سلسلة من البرامج والمشاريع المطلقة طبقا للتوجيهات الملكية السامية، للمحافظة وتثمين هذه الشجرة المستوطنة، وتقوية دورها السوسيو-اقتصادي والبيئي وتحقيق التنمية المستدامة لهذه المنظومة.

كما يشكل هذا القرار الأممي امتدادا لسلسلة من المبادرات والاعترافات السابقة، من قبيل اختيار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) سنة 1998 لمنطقة الأركان كمحمية للمحيط الحيوي، وإدراج المهارات المرتبطة بالأركان سنة 2014 على القائمة المرموقة للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية، وإحداث هيئات عمومية (الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر اﻷركان) لتطوير المدار الحيوي للأركان، نظرا لدوره الهام اقتصاديا واجتماعيا وإيكولوجيا.

وفي الختام، إن هذا القرار يحثنا على مضاعفة الجهود من أجل اقتراح وإنجاز مشاريع أخرى، قصد النهوض والتطوير المستدام لمناطق الأركان.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة