بقلم عبد الهادي احميمو
هو في حالة شرود دائما، ومن حقه أن يظل هكذا شاردا، ولكن غيرتنا عليه تجعلنا نتأسف بأن يظل متمسكا ونائما على هذه الحالة من الغيبوبة.
حبنا الشديد له ليس وليد اليوم أو اللحظة، إنه ضارب في أعماق كراسي المقاهي هاته المقاهي كما يعرفونها الزبناء أنجبت رجال لا يباعوا ولا يشترون ولا يغيرون حرفا من مبادئهم أو يتملقون لأحد. هذه شهادة للتاريخ يحافظ عليها ويذكرها للأجيال القادمة في زهور وكبرياء، ولكن عندما تناسلت الأجيال واختلط الحابل من النابل وتغيرت القيم والمبادئ وأصبح الوضيع سيدا و السيد وضيعا. وهذه هي المبادئ الجديدة من علامات الساعة الكبرى.
قليلة هي الأحياء التي وقفت ضد هذا المدى الخطير ولقحت أبناءه هذا الوباء الجرثومي حفاظا على سلامتهم وسلامة فضائهم من التلوث. ومادامت قوى الشر جاثمة أينما حلت وارتحلت فإن قوى الخير لها بالمرصاد، ولن يغمض لها جفن حتى تراها تجر أذيال الخزي والعار أو في حالة شرود قصوى تستغيث ولا من مغيث.
لم أصدق ما حدث عندما تخلى صاحبنا عن مبادئه وأصبح يزرع البلبلة بين زيد أو عمر داخل المكتب المسير للفريق هذا الأخير الذي نوهت بأعماله العديد من المهتمين بشؤون اللعبة نظرا للمستوى الكبير والسمعة الطيبة التي أصبح يتميز بها هذا الفريق، وأصبح الشارع يردد كلمات لا أساس لها من الصحة سوى خلق البلبلة وزعزعت جدران ممن يهم الأمر أكثر بكثير ممن يروجون الأكاذيب إذن هذه مبادئهم وقيمهم حين استسلموا لتوصيات أصدقائهم بلا مناقشة لأن سلطة المال تخر لها الأجيال والأقلام التي تدعى ( أرى نكو ليك) وفي الحقيقة تحت الطلب وفي خدمة سلطة المال والنقود.
ولم أصدق وحتى اللذين علموا بما جرى لم يصدقوا كذلك ما حدث خلال انتخاب رئيس جديد للفريق ، لكن برلمانيات المقاهي والشوارع بآسفي كانت لها رأي آخر لزعزعت من هم أحق بشؤون الفريق، حتى أن بعض منهم أصيب بإحباط وعندما استفاقوا وعاد كل واحد إلى رشده تأكدوا بأن الحقيقة كالشمس ساطعة لا أحد يستطلع تغييبها، ومن سولت له نفسه أن يفعل فسيترك للتاريخ الذي لا يرحم. وبشعاع نار لهيبها يصبح في خبر كان، وحوله من يدفعون به يندبن ويتباكين ولا من يواسي وهذا فعلا ما حصل لأعداء الأولمبيك الذي أصبح في ظرف وجيز محطة اهتمام جل المهتمين بشؤون اللعبة، فاسمحوا لي المعنيون بالأمر لأن حديث المساء ستضل ببفيئها الظليل، لأني سوف أسير على نفس النهج إنشاء الله وسيكون حديث المساء مرآة لفضح كل الخروقات لمن سولت له يداه مس زيد أو عمر تحت رحمة رجال صنعوا التاريخ لهذه المدينة بعد نصف قرن من الغموض ومنذ زمن طويل ومازالت إذن ما حدث من إشاعات في ذلك اليوم أتمنى أن لا تتكرر ولو في حديث المساء بالمقاهي فالأيام لا ترحم وأعداء الفريق ومسيريه هم من يلهفون جيوب المسيرين، والشهرة التي وصلوا إليها هي من أعمالهم والكل يعلم ذلك لكن كما يقول أحد الشعراء العرب: ليس من يريد أن يصل القمة بل الأهم من ذلك هو التمسك بالجدية والصرامة والابتعاد عن برلمانيات المقاهي حتى ليكن للجميع العمل نحو الأفضل في خدمة لهذا الفريق وللمدينة بصفة عامة هذه المدينة ذات التاريخ العريق.
وبه وجب حديث المساء والسلام.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=14414
عذراً التعليقات مغلقة