قطاع الصحة بأسفي مؤشرات لاستمرارية وضع بائس وميؤوس منه …كيف ؟ ولماذا ؟

قطاع الصحة بأسفي مؤشرات لاستمرارية وضع بائس وميؤوس منه …كيف ؟ ولماذا ؟

2021-08-06T14:00:36+01:00
الشأن المحلي
6 أغسطس 2021آخر تحديث : الجمعة 6 أغسطس 2021 - 2:00 مساءً

بقلم يوسف بوغنيمي .

 لن ننتصر للقبلية الضيقة  مهما كان دينها …ومنذ البداية نشير أننا كغيورين عن الاقليم نرفض كل متاجرة بمآسيها كما نبقى أكبر من أن نسخر وتتحكم فينا معاول الهدم ونتخندق في خانة أعداء النجاح , لكن نتكلم حرقة الواقع ونعيش مرارة البؤس …ولانملك  سوى سلطان القلم وصك المعلومة ولغة الأرقام والمؤشرات و موضوعية الواقع وخيوط الوضع الصحي المأزوم .

كما لا يخفى على أحد , أسفي تعيش وستعيش وضعا صحيا ميؤوسا منه زاد من بؤسه فقر المؤسسات الصحية والمركبات الاستشفائية بالإقليم , ففي أسفي يعرف منا القاصي والداني أننا نعيش على أطلال القطاع الصحي زمن الاستقلال, والذي يبقى المستشفى الاقليمي محمد الخامس عموده الفقري  في غياب أية أقطاب صحية , اللهم ما هو في طور البناء ويعلم الله متى تصير محجا للعموم من المرضى, بعدما علمتنا الأيام  طول سنفونية مشاريع السلحفاة  بأسفي والتي ان استغرقت سنوات في مدن أخرى فالأكيد أنها تعمر عندنا عقودا .

مستشفى محمد الخامس معلمة يتيمة ومأتم مع وقف التنفيذ , أصبحنا نريد منه ما لا طاقة له به ,مؤسسة أصبحت تفتقر للحد الأدنى من اللوجيستيك البشري والمادي مع نزيف الاستقالات ونذرة التعيينات واستنزاف المصحات الخاصة وشح في الموارد البشرية الصحية والإدارية لدرجة أن مدير المستشفى نفسه تم نقله إثر أزمة قلبية وهو يقارع الحياة والموت من شدة الإجهاد والإنهاك , وهو وضع صحي مأزوم  ليس بجديد  ولا يختلف عندنا اثنان بأن  من له  الحاجة  من آل أسفي من المرضى فمتلازمة طريق مراكش تنادي لإجراء الفحوصات والعمليات…. وهنا نستعير المثل الشعبي … “ما قدو فيل زادوه فيلة” فلا مانع عندنا بأسفي ونحن مدينة نعيش طور سنين الأزمة وفي عز “كوفيد”  صرنا نصدر مرضانا لمراكش وخير مثال حجم المآسي والمعاناة  انذاك  زمن  الحجر الصحي حيث أصبح الوصول الى مراكش حلم المرضى وأسرهم الذين قسمت أوصالهم وسائل نقل وتراخيص تنقل , وتأكدنا حينها  أن شعار الجهوية الصحية مجرد عنوان ,  تغيب معه العدالة الاجتماعية ويضيع معها الحق في التنمية لمدينة تنعش الاقتصاد الوطني بفوسفاطها وثرواتها البحرية …وتعيش ساكنتها صمت  القبور ,في حين تتوالى عليها الأزمات ويتناوب عليها المغتصبون وبما أن الأزمة لم يستشعرها لا المسؤولون ولا المنتخبون ولا البرلمانيون ولا الجمعويون  ولا الحقيوقيون  ولا الصحافيون….ولا حتى المحتجون الذين أخطأوا العنوان وعوض أن يقفوا أمام الأبواب والمؤسسات التي لها المسؤولية الكبرى عن قطاع الصحة من عمالة ومندوبية جهوية ووزارة صار باب  مستشفى محمد الخامس  وجهتهم وتناسوا أن فاقد الشيء لا يعطيه …

وبالعودة  لمرحلة  كوفيد التي  لم يلمسها مسؤولونا لأن الأزمة طالما عاشت بيننا حتى قبل كورونا لعقود من الزمن , فحنت قلوب  المسؤولين ورقت أفئدتهم  لحال مراكش عاصمة الجهة في عز كوفيد بالرغم من  تعدد مستشفياتها المدنية الطبية  والجامعية والعسكرية , العمومية والخصوصية , مقابل  المدينة المنكوبة التي يتم من رحمها سد الخصاص على مستوى الأطر الصحية العليا على صعيد الإقليم  ويتم تنقيل الدكتور عبد الحكيم مستعد المندوب الإقليمي  من أسفي ليحل حريرة عاصمة الجهة  في وقت عاشت مدينة الحمراء أيام عصيبة زمن الجائحة  حيث  أعفت وزارة الصحة المندوب السابق بعد فشله  في تدبير ملف جائحة فيروس كورونا المستجد ، وقامت منذ ذلك الحين المديرة الجهوية للصحة بمراكش الدكتورة لمياء شاكيري بتعويضه بشكل مؤقت،الى حين استقدام مندوب  أسفي . فكانت الاستعانة برجل له من التجربة ما يشفع له كونه  قد مارس المهنة لسنوات وبتجربة مهمة نجح في استثمارها بامتياز , لكن أم الكوارث أنه لم يلتفت نفس المسؤولون لحال المدينة اليتيمة  ليتم سد الخصاص بمندوب مكلف مع وقف التنفيذ لم يبارح مكتبه قط منذ وصوله لعاصمة السردين وظل مكتبه مغلقا ولم نعرف له طريقا في حين ظلت صيحات وآهات المرضى في واد سحيق …لكن لما ذاق مندوبنا المكلف ذرعا ذهب ولم يعد ليتم الإفراج عن المنصب صيف 2021  …

وخلنا أن الرسالة وصلت للمسؤولين بعد عديد الوقفات أمام مستشفى محمد الخامس وفي طليعتهم المسؤول الأول عن قصر عمالتنا التي لابد تصله أصداء الساكنة لكن كما يبدو و أن في بيان  التكتل الحقوقي بآسفي فيه الشيء الكثير بعدما حمل  المسؤولية جراء ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا بأسفي إلى السلطات المحلية وعلى رأسها عامل الإقليم تحت عنوان  “إن عامل الإقليم انشغل برسم الخريطة الانتخابية المقبلة، في تواطؤ مفضوح مع لوبي الانتخابات بالإقليم … 

والأنكى يتم تعيين مندوب جديد  للصحة بحاضرة المحيط سبق إعفاؤه ولسنا نحن من نتحمل مسؤولية ذلك سابقا  , وذهبت أدراج الرياح  كل  أبجديات الأعراف الادارية  ونحن نعي ويعي معنا المسؤولون بأن من سبق إعفاؤه لا يصح  بأي وجه من الوجوه إعادة إسناد منصب المسؤولية له  , لكن  في أسفي يقع الاستثناء ويقع المحظور …وبدورنا نتساءل كيف ؟؟؟ولماذا ؟؟؟وتحت أي مسمى ؟؟؟ووفق أي مبررات ؟؟؟ تكسرت  القواعد ؟؟؟ونتساءل صادقين إلى أين سيسير الوضع الصحي المكلوم ؟؟؟, والذي يؤكد لنا بلغة المؤشؤات أن وضعه كارثي ,لكن نختم بمقطع من معلقة الشاعر  طرفة بن العبد – “ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا …”في انتظار أن ينهض المسؤولون من سباتهم الذي يبدو أن برقوق الانتخابات قد أذهب فطنتهم وفي أنتظار أن يترافع كل ذي مسؤولية عن هذه المدينة المكلومة ؟؟؟

 

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة