أنا لي كيخلعني فالإنتخابات هو هاد العدد الهائل من الشباب لي مرشح… كل ما أخشاه هو أنهم شباب يفهمون الوضع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي جيداً… يفهمون قواعد اللعبة السياسية… شباب يعرفون في قرارة أنفسهم أنه غير قادرون على تغيير حتى كرسي من مكانه فكيف بأحوال العباد… ومع ذلك يشاركون تحت دافع وحماسة فكرة التغيير من الداخل… شباب يفكرون أنهم فقط لكونهم شباب فهم قادرون على التغيير… متناسيين ببساطة أنك عندما تقبل بقواعد اللعبة و تشارك في الإنتخابات يعني أنك مع البداية فقدت 50 % من قدراتك و مجهودك و مبادراتك… فقط شرط القبول يفقدك نصف نفسك… لماذا… لأن قواعد اللعبة لم يتوافق حولها المغاربة وإنما تم إنزالها من علياء السماء نحو الأرض… أما النصف الآخر من نفسك فتفقده مع الهزائم المتتالية التي تتلقاها واحدة تلو الأخرى… تفقده إما بتطبيعك مع الفساد وعدم قدرتك على تغييره… و إما بانسياقك وراء مصالحك الشخصية و غنائمك المكتسبة مع مرور الوقت… عندها يستبطن هولاء الشباب فكرة استحالة التغيير من الداخل و يتعايشون مع الوضع ويقبلون به… و بشكل تدريجي يتحولون إلى كهنة داخل أحزابهم و إلى تبرريرين لشكل وبنية النظام و منافعه و نعمة الإستقرار و الأمن والأمان و المغرب بشكله الحالي أفضل من سوريا … ومع تعاقب السنوات يحصلون على بعض الإمتيازات البرجوازية الصغيرة… قطعة أرض هنا… شقة لقضاء العطلة هناك… فيرمة صغيرة على بعد ساعة من المدينة… وبعد ثلاثين سنة سيخرجون في بلاغ حكومي لإدانة حراك فئوي متوسط الحجم في إحدى المدن المغربية التي يناضل سكانها من أجل مطالب إجتماعية بسيطة كانت تشكل العمود الفقري للبرامج الإنتخابية التي يقدمها هولاء الشباب مع أحزابهم الآن
المصدر : https://www.safinow.com/?p=15027
عذراً التعليقات مغلقة