ذ/ عبد الله الوزاني محامي بهيئة أسفي
لا أحد ينتظر من المجالس المنتخبة الأعاجيب والحلول السحرية، لكن الكل يتوقع الأساليب الشفافة والنزيهة، وتنزيل شعارات الحكامة والسياسات الرشيدة. وحسب الأحوال قد تكون التركة التي ترثها المجالس الجديدة عن المجالس المتعاقبة عصية على التصفية، وقد تكون بردا وسلاما عليها مما يسنح بالانكباب على إقلاع تنموي دونما حاجة إلى إصلاح ما افسده السابقون.
وفي جميع الأحوال، و بسبب ثقة شبه منعدمة عند عامة الناس في ” النخب” التي تتولى تدبير الشأن العام، و بسبب كدر مزاج الأكثرية و شعورها بالحكرة و التهميش، فقلما يجد المنتخبون سندا معنويا لدى فئات عريضة وهيئات مجتمعية. ومما يزيد الطين بلة تفاقم الأوضاع المعيشية، و تزايد السكان (خاصة في المدن) في غياب مشاريع تنموية، ودون تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. قلما نستحضر الإكراهات ، وغالبا نطالب بالإنجازات. نادرا ما نبالي بالمعيقات و عادة نستعجل الفتوحات.
ومن الواضحات المفضحات ،أن بعض المنتخبين (والذي من المفروض ان يكونوا لسان حال العامة من الناس) بدل أن ينقلوا بأمانة صوت الشارع ، يحولون -وللأسف – قاعات الاجتماع إلى حلبة للتنابز وحتى التدابز احيانا. فقد تهدر الطاقات، وتتحور الشراسة في المعارضة إلى ورم خبيث يسرطن المجالس المنتخبة، فتفشل ويذهب ريحها. ولئن كان الذين وضعناهم على رؤوسنا مطالبين بخدمة الصالح العام، و من حقنا أن نتابع ونتتبع ممارساتهم ،فإن من حقهم علينا أن نساندهم بعدم التشهير بهم، و بأن نقدر جسامة مسؤولية تصفية ما ورثوا، وبعدم تبخيس مجهوداتهم، مادامت تروم مصلحة عامة…
الجهل والامية منتشران. الفقر والهشاشة متفشيان. الرشوة والمحسوبية رائجتان. لكن الدعاء بالتوفيق والسداد ،بالصلاح والفلاح لكل مسؤول هو فرض عين على كافة الناس(بغض النظر عن المواقف والأحزاب والتيارات والتنظيمات) مادام انهم يجتهدون من أجل المصالح العليا وليس مصالحهم الخاصة، ولو كانوا عفاريت نزلت من عل.
اللهم وفق كل مسؤول، ويسر له سبل النجاح و ارزقه الرفقة النصوحة و جنبه ذوي النيات الخبيثة.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=15404
عذراً التعليقات مغلقة