منذ أول ميثاق جماعي لا زالت الجماعات الترابية تتلمس طريقها لبلوغ “سن الرشد” وتتخلص من وصاية السلطة المحلية. وصاية استغلت آفات الجهل والأمية لتكرس ثقافة جماعية تبرر تسلمها على اختصاصات الهيئات المنتخبة حسب قوانين اللعبة الديمقراطية. من تعيين أعضاء المجالس ،مرورا بهندسة الخريطة الانتخابية، إلى اختراق اللوائح الانتخابية وطبخ الأغلبية المسيرة و معارضة شرسة لتأثيت قاعات الاجتماعات وقبة الرلمان. البرلمان الذي نعته المرحوم الحسن الثاني ب “السيرك”. ولئن كان للسيرك “بهلوانات” يبرعون في لعبة البالونات، فللمجالس الجماعية “بوكيمونات” تلعب أدوارا مخطط لها سلفا . أدوار ومقالب ديمقراطية شكلا…. أماموضوعا فهي – في الميدان وعلى أرض الواقع – لا تؤدي كما ينبغي وظيفة المنتخبين ديمقراطيا.
كان قصر البلدية بأسفي يوثق لزواج المسيحيين من ضمن اختصاصات أخرى خلال عهد الحماية الفرنسية. و أمست دار السلطان مجرد بيرو عرب لتدبير شؤون المروكان…واجتهدت السلطات بعيد الاستقلال في فرز نخب محلية للإضطلاع بشؤون الجماعات الترابية المستحدثة. مسلسل ماراطوني لتأهيل البلاد للعمل بأبجديات الديمقراطية المحلية واللامركزية وعدم التمركز.
لم تسلم أسفي من كبوات المسلسل الديمقراطي، ومن هندسة الخرائط الانتخابية و تمرير مشاريع و مخططات لا علم للآسفيين -و لا لمنتخبيهم- بجدواها ولا بأبعادها ولا بآثارها السلبية على المدينة و محيطها الإيكولوجي. وما “الزيادة” في الحاجز الوقائي بميناء أسفي في الستينيات من القرن الماضي إلا خير “وسيلة للإيضاح”. الزيادة التي كانت تروم استغلال الميناء ليحضى مركب أسفي الكيماوي بحوض معدني بدل بناء ميناء خاص به قبالة منشآته العملاقة.
والجميع ينتظر بعد أزيد من نصف قرن ثمرات إحداث الميناء الجديد، بعد تسببت” الزيادة في انهيار أجزاء من جرف اموني وترحيل مآت العائلات التي كانت تسكن حي البقالة وتراب الصيني.
الجميع ينتظر المصالحة.مصالحة المدينة مع ساحلها مع شطئانها مع محيطها. محيط المدينة الذي توسع من الشيشان شمالا و قرية الشمس قبلة و كاوكي جنوبا. الجنوب حيث المحطة الحرارية” جوهرة عقد” مشاريع الخير والنماء. النماء الذي لا يمكن أن يتحقق بمنتخبي ” النم” الذين يصلحون للتصفيق على ما تريده السلطات، وليس للوقوف ضد تعسف السلطات و تجاوز اختصاصاتها كسلطة تنفيذ لقرارات المجالس المنتخبة، في وقت ساهمت العتبة والقاسم الانتخابي ونظام اللائحة في بلقنة غير مسبوقة للمجالس.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=15421
عذراً التعليقات مغلقة