عقدة الخريطة

عقدة الخريطة

-أسفي الأن
أخبار وطنيةعين على الفيس بوك
-أسفي الأن29 ديسمبر 2021آخر تحديث : الأربعاء 29 ديسمبر 2021 - 1:48 مساءً
270468305 4685322161548178 233555183745507029 n -
حسن البصري ** كلما لاحت في الأفق تباشير احتضان تجمع رياضي أو سياسي أو ثقافي عند جارتنا الشرقية، إلا وتجند المنظمون وبحثوا عن مقص ومسطرة ثم شرعوا في بتر الجزء الأسفل من خريطة المملكة الشريفة.
عندما قررت الجزائر عقد القمة العربية في مارس المقبل، داهم المنظمين شبح الخريطة الرسمية المعتمدة من طرف الأمانة العامة للجامعة العربية، وبحثوا عن طريقة لإعادة رسم خريطة تحقق فيها هواية بتر الأطراف السفلى وتجفيف دمع البحار ومسح رمال الصحاري وتدمير الواحات.
في كل مناسبة يتسابق جراحو النظام الجزائري ليعبثوا في جسد وطن في كامل لياقته وعنفوانه، يمارسون هواية بتر الأعضاء ويتبرعون بها لشرذمة تعشق جمع الإعانات وتقتات من الاستجداء.
لم يقتصر التحرش بالخريطة على التجمعات السياسية، بل امتد إلى الملتقيات الرياضية، ففي كل دورة تنبت النعرات وتسقى من مجاريها العفنة. لقد شرع النظام الجزائري في غرس بذور العداء، حيث نشر الموقع الرسمي لدورة العاب البحر الأبيض المتوسط التي ستحتضنها وهران في الصيف القادم، خريطة المملكة المغربية مبتورة، في محاولة جديدة لمزج السياسة بالرياضة.
أنشأ النظام الجزائري خلية تابعة في جرها ونصبها لوزارة الخارجية، مهمتها رصد مشاركة الأندية والمنتخبات الجزائرية في التظاهرات الخارجية، وحقن اللاعبين والمدربين والمرافقين بالجرعة العاشرة من لقاح الحقد.
لا خوف عليهم فمختبرات الدورات الرياضية لا تجرم التعاطي لمنشط الضغينة، وجمارك المطارات لا يصادر الخرائط المبتورة، لأن حقيبة الرياضي في زمننا أضحت حقيبة ديبلوماسية.
يعتقد متعهدو الحفلات العربية في الجزائر، أن بتر خريطة المغرب شرط عين، وأنها فوز معنوي قبل بدء التظاهرات، لكنهم لا يعلمون أن عشق الوطن خريطة لا تتغير وتاريخ لا يموت في وجدان الشعوب.
وحين احتضن حكام الجزائر الكأس العربية وتأملوا خريطة المغرب الكاملة المنحوتة، ابتلعوا ريقهم وبحثوا عن نحات قادر على فصل المغرب عن صحرائه، حتى لا تستفز الخريطة مشاعرهم وتنكس أعلام فرحتهم.
صادف وجودي في وهران، تنظيم طواف الجزائر للدراجات الهوائية، شعر المنظمون بارتفاع أسهم الدراجين المغاربة وسيطرتهم على مراحل السباق، فانتابهم رعب الخسارة، فأشهروا الخريطة المبتورة في مدخل مقر إقامة الوفود الأجنبية، وحين احتج رئيس الوفد المغربي ونقل الغضب إلى السفارة قال المنظمون إن الخريطة لا تفسد للود قضية، وقبل أن يسدل الليل ستائره غادر المنتخب المغربي الفندق احتجاجا على اللجنة التنظيمية التي لا فرق بينها وبين عجلات الدراجات الهوائية إلا بكمية الهواء الفاسد.
يوما يوم عن يوم تنكشف نواياهم، فهم يريدون أن يجعلوا من خريطتنا خريطة جوية يجثم عليها ضغط جوي وتضربها عواصف وتيارات هوائية وتعبث بها زوابع، إنهم ينفثون في المباريات سموم السادية الرياضية ويجعلون، لغاية في نفس معتوه، من رياضة الرماية أم الرياضات.
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة