المصطفى دلدو **تعريف الثقافة
أصل كلمة ثقافة culture مشتق من الفعل اللاتيني colere وتعني الزراعة. وأصبحت الكلمة تستخدم لتعبر عن زراعة الأفكار والقيم. ويشكل مفهوم الثقافة أحد الأفكار الكبرى، التي ساعدت البشرية على إنجاز الكثير من التقدم العلمي والتطور الفكري، فطبيعة مفهوم الثقافة طبيعة تراكمية ومستمرة. فهي ليست وليدة عقد أو أكثر، بل، هي ميراث اجتماعي لكافة المنجزات البشرية.. لذلك، فإن محاولة تعريف هذا المفهوم محاولة صبعة، رغم شيوع استعمال مصطلح الثقافة بين عامة الناس.. فكيف للمختص في دراسة العلوم الاجتماعية أن يجد تعريفا مدققا للثقافة من بين التعريفات العديدة في نطاق علمه والعلوم الأخرى؟؟ علما أن كل تعريف منها يعكس وجهة نظر صاحبه، أو النظرية التي ينتمي إليها.. إذ قال توماس مان الألماني: الثقافة هي الروح الحقيقية.. وذهب العالم الأماني ألفريد فيبر إلى أن الثقافة مظهر من مظاهر الحياة الروحية والأخلاقية التي تسود المجتمع.
فلغة، تعرف الثقافة على أوجه عديدة، وتعني العمل السيف.. والثقاف هي الخشبة التي تُسوى الرماح بها، فقولة (تثقيف الرماح) تعني تسوية الرمح بآلة الثقاف.. والثقافة تعرف أيضا على أنها الفطنة، فالإنسان ذو ثقافة، يعني أنه أصبح إنسانا حاذقا وذا فطنة.. كما أن كلمة ثقافة تفيد كل ما ينير العقل، ويهذب الذوق، وينمي موهبة النقد..
فما الذي نقصده، إذن، عندما نقول أن فلانا مثقف؟ فهل نقصد على أنه قرأ واطلع على مجموعة رفوف من الكتب؟ أم أننا نقصد تمسكه بنمط معين من العادات اليومية، أو العامة، أو ربما بحوزته كمية لا يستهان بها من المعلومات والأفكار العامة!!
واصطلاحا، فإن الثقافة تعرف على أنها نظام يتكون من مجموعة من المعتقدات، والإجراءات، والمعارف، والسلوكات.. وتدل الثقافة على مجموعة من السمات، التي تميز أي مجتمع عن غيره، منها: الفنون، والموسيقى التي تشتهر بها، والدين، والأعراف، والعادات والتقاليد السائدة، والقيم، وغيرها..
لجغرافية المكان تأثير بشكل واضح على كيفية تطور الأشخاص، حسب المناطق، فهناك تأقلم وتكيف واستجابة لكل الظروف التي تحيط بهم، وهذا واضح من خلال المراحل، التي ينشأ عليها تطور سلوكاتهم وعاداتهم وارتباطهم بالمكان: (صحراء جافة، أو أقطبا باردا، أو مناطقة جبلية عالية، أو غيرها..)
والثَّقافة قد تكون مادية أو لامادية.. فالمادية هي تلك التي تشمل السلع الاستهلاكية القابلة للبيع والشراء أو التبادل، كما أنها تشمل الأدوات المستخدمة في مجتمع ما، بالإضافة إلى اشتمالها على الأرقام والأعداد.. أما اللامادية فهي تلك، التي تشمل العادات والتقاليد واللغة وطريقة التفكير والفنون..
جمعية ضياء تبني جسور التواصل
وانطلاقا من ما جاء أعلاه، وعلى هامش تأسيسها يوم الأحد 30 يناير 2022، جمعت جمعية ضياء للثقافة والتنمية بدائرة الزمامرة، إقليم سيدي بنور، شمل حاملي مشعل كلمة “مثقف”، إلى جانب كل من ساهم أو كان وراء الإشعاع الثقافي بمدينة الزمامرة.. إنها مبادرة أسرية بلورت التفاتة باسمة مستحقة لثلة من الفعاليات الثقافية من أبناء المدينة، الذين قدموا خدمات جليلة للحقل الثقافي كل من موقعه، باعتبارها لبنات أولى وضعت لإعطاء انطلاقة الفعل الثقافي عبر مجموعة من المحطات الثقافية، التي كانت الزمامرة مسرحا لها، كما أن جمعية ضياء التزمت بالمساهمة في خلق نهضة ثقافية كمتنفس ومنبر للابتكار والإبداع لأجيال المنطقة..
وفي مستهل افتتاحيتها، أكدت عضوة جمعية ضياء السيدة جميلة مزينو على أن ” ضياء” تبني جسور التواصل مع إحياء صلة الرحم، وتقاسم شهد التلاقي في هذه اللمة البهية.. وأضافت: ..أنها مسؤولة وتعتز بهويتها الثقافية، وتوحيد مساعيها في النبش في ذاكرة التراث المتوارث عبر الأجيال بالمنطقة، من أجل صونه وتثمينه وتوثيقه عبر أوراش ثقافية طموحة، من بينها: الاشتغال على الماية، والعرس القرآني، وتيمة الصقر، ومهرجان التبوريدة، والمقهى الأدبي، وخيمة الشعر والزجل، ومهرجان العنب الدكالي، والحفاظ على سلالة الكلب السلوقي، وإحياء بعض الطقوس الفرجوية كـ”بوهيروس” و ” السبع بولبطاين” و”موسم الحصادة.. وإخراج المعهد الموسيقي ومحترف الفن التشكيلي إلى الوجود..
كما أوضحت على أن جمعية ضياء تراهن على خلق أجواء التنافس الثقافي المؤدي إلى مزيد من التدفق الفعلي للثقافة من خلال برامج تعاقدية المجالس المنتخبة والقطاعات الحكومية والقطاع الخاص..
وبالمناسبة تم تكريم مجموعة من الفعاليات، التي كان لها حضور قوي بالمشتل الثقافي، كاليسد فتوخ مسعود، الذي يرجع له الفضل في إحداث أول مهرجان بمدينة الزمامرة في سنة 1990 م، وصاحب الكلمة الهادئة الملقب بالشحرور الشاعر حميد السامي، والفنان التشكيلي المصطفى بندحمان، الخطاط عبد العزيز مجيب الحاصل على جائزة محمد السادس للخط العربي، والشعراء الطاهر لكنيزي وتابث العياشي، وعاطر محمد صاحب البرنامج الإذاعي “ريح الدوار”.. وآخرون.. كما تخلل هذا العرس الثقافي بين الفينة والأخرى فقرات شعرية وموسيقية واسكيتشات..
ويشار إلى أن ميلاد مكتب جمعية ضياء للثقافة والتنمية جاء على النحو التالي: عبد الصمد عمد رئيسا. *فاطمة أخميلي نائبته. *محمد لخويل أمينا للمال. *التناقي جدي نائبه. *جميلة مزينو كاتبة عامة. *المصطفى عبدو نائبها.
المستشارون: *سلمى اجليطي. *وفاء برزيق. *مريم ودان. *رشيدة اليوسفي. *فاطمة الرباني. *ميلود سحنون. *سعيد بكار. *مصطفى البريكي. *التجاني الطايع. *يوسف لوريد. *عثمان مزوار. *عثمان اشطيبي. *عثمان الرجال.
واحتراما لمحبي الفريق الوطني اختتم هذا الملتقى الثقافي قبل دقائق من انطلاقة مباراة المغرب ومصر.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=15705
عذراً التعليقات مغلقة