علي الرغم أم أن عنوان مقالي حقيقة ولكني لا أوجه إتهام وربما هو حالة لتثبت كل جمعية أنها فعالة ولها وجود علي ارض الواقع طوال العام وليس حبر علي ورق أو جمعية موسمية .
بالرغم من أن ميناء اسفي يكتظ بالجمعيات الأهلية والخيرية المشهرة رسمياً، ووجود بعض منظمات المجتمع المدني ، إلا أن معظمها لا يمارس سوى الشو الإعلامي، ولا يقدم مساعدات حقيقية للبسطاء.
أعداد ضخمة من الجمعيات الخيرية الصغيرة ظهرت مؤخراً في ميناء أسفي ، كنّا نتوقع جميعاً أن تساهم في حل العديد من المشاكل ، وتمد يد العون للبسطاء وتوفر لهم حياة كريمة ، وتساهم في إقامة مشروعات صغيرة منتجة للأسر البسيطة ، تساعدها في الحصول على الرزق الحلال بشكل يومي، لكن تبخرت أحلامنا واصطدمنا بالعديد من اللافتات بأسماء الجميعات التي تتزاحم أعلى المباني ولا تقدم شىء.
الجميعات الخيرية ، كان متوقع منها أن تساعد الجهات الحكومية في الإهتمام بالبحارة وأراملهم البسطاء والوصول إليهم في أقاصي النجوع والقرى، بما تملكه من دعم مادي تحصل على جزء منه من مذاخيل السمك ووزارة التضامن وأجزاء أخرى من تبرعات مواطنين ورجال أعمال تصل للملايين ، لكنها لا تصل لمستحقيها.
البعض اتخذ من هذه الجميعات للسف “سبوبة” لجمع المال، وبدلاً من توصيل الأموال لأشخاص تحسبهم أغنياء من التعفف ، يتم الاستيلاء على هذه الأموال بمعرفة القائمين على هذه الجمعيات وتكوين ثروات سريعة، في ظل غياب الدور الرقابي على هذه الجمعيات الصغيرة و الكبيرة المنتشرة بالميناء .
فحتي هذه اللحظة التي اعبر فيها عما هو في خاطري عن الجمعيات الأهليه انها حبر علي ورق وليس لها اي فاعلية الا بنسبة ضئيلة جدا ربما 1% واكون مبالغ الي ان يثبت العكس وتزداد سعادتي حين اكون مخطئ وليس قناعة بأوراق مستفة انما بأشياء ملموسة تخدم الوطن المواطن … ولن يتحقق ما اصبو اليه الا عندما نثور علي انفسنا بثورة علي الضمير .
أتمنى أن يتم الضرب بيد من حديد على هؤلاء الأشخاص الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، وتشديد الدور الرقابي، وعدم اعتماد الجميعات الكبرى على الجميعات الصغيرة في الميناء لتوزيع المساعدات ، لأنها تحتكرها ولا توزع منها إلا القليل.
أحلم أن تؤدي هذه الجميعات دورها الإنساني بمساعدة البسطاء، ليس فحسب بتقديم المساعدات الغذائية أو المادية ، لكن الأهم بإقامة مشروعات صغيرة للأسرالمعوزة من البحارة للحصول منها على مصدر رزق ثابت، حتى تنتشل الشباب من المقاهي ونقلص عدد الجرائم، ونتجنب الخلافات الزوجية بين الرجل وامرأته بسبب الحاجة للمال، ونحمي أسر كاملة من العوز، لتعمل هذه الجميعات بالتوازي مع جهود الدولة العديدة المتمثلة في توصيل الدعم للمواطنين وتقديم معاشات التكافل وتوفير السلع بأسعار مخفضة بشوادر كلنا واحد، لكن الدور الحكومي يجب يوازيه عمل شعبي، وهذا دور الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني، التي تجمع أموال طائلة وتبرعات باسم البسطاء، لكن قليل منها ينفق في مسالكها القانونية، وكثير – للآسف – يتم الاستيلاء عليه، لتصبح هذه الجميعات حبر على ورق.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=15891
عذراً التعليقات مغلقة