لا يدري المواطن في بلدية مثل بلدية أسفي متى يستطيع أن يحلم بمسؤولين يعتبرون مسؤولية تسيير الشأن المحلي تكليفا قبل أن تكون مغنما ، فقديما كان عرافوا الاستعمار يكافئون أعوانهم بقسط من الخراج الذي يتم ابتزازه من السكان، و الغريب في الأمر أن مسؤولا عن تسيير شؤون السكان ببلدية أسفي الذي لم يكن له وجود في عهد ما أصر أن يعيش حقبة فاتته .
و حتى يعيش هذه الحقبة حرص أن يثبت أقدام بعض مستشاري المجلس التداولي الموالين له في سياسته في مواقع متعددة انطلاقا من لجنة المشتريات التي ابتكرها صاحبنا إلى غيرها من المواقع كالمكتب المسير لفريق كرة القدم و … و … الخ ضدا على قانون الميثاق الجماعي الذي هو خارطة الطريق نحو تدبير عقلاني و حكامة جيدة لدرجة أصبح معه يصعب على المواطن العادي لهذه المدينة التمييز بين أعضاء مكتب المجلس الذين يشرفون على تسيير شؤون السكان المفوض لهم من طرف الرئيس الفعلي للمجلس و غيرهم من المستشارين المفوض لهم بالوكالة و الموكول إليهم القيام بمهام من طرف الرئيس لا يبيحها القانون الذين حولوا المدينة الى غنيمة لهم فيها الوليمة و لضعفائها الذميمة نتيجة سياسة الاستبداد في التسيير بدل تكريس سلوك أكثر تماسكا بعيدا عن كل رغبة تكتلية.
و انه حتى واقع تفويضات الرئيس لمساعديه عمق الاختلالات في التسيير و التدبير و أضحى عنوانا بارزا للاسثئتار بالقرار الانفرادي في ظل التطاول على الاختصاصات من جهة و تداخلها من جهة أخرى و تدخلاته في شؤون الآخرين من النواب المفوض لهم من الرئيس الفعلي ، مع غياب أو الفراغ منصب مدير المصالح عفوا لقد كان يسمى في الماضي القريب الكاتب العام للبلدية الذي يقوم بالاختصاص و المسؤولية المنوطة به في الإشراف و مساعدة الرئيس و تنشيط مصالح البلدية التي مازالت تحتاج إلى الهيكلة و التنظيم و التأطير كما زالت الكثير من الالتباسات تهيمن على مصادر صناعة القرار عبر تدخلات أعضاء المجلس التداولي في شؤون التسيير بعيدا عن اتخاذ قرارات و مواقف صائبة في إطار من الاستشارة و التقارب لأجل تكسير شوكة الانفصال بين أعضاء المكتب المسير بالرغم من أن المجلس البلدي يحتضن فعاليات وازنة كفيلة بتحديد العمل الجماعي من الشوائب.
غير أن الفساد و كل الفساد يكمن في بعض العناصر الطفيلية من العهد البائد بالمجلس البلدي التي تعيث في المجلس فسادا كأنهم غزاة وليسوا بناة للمجتمع، ليبقى السؤال المطروح من هو رئيس المجلس البلدي الحالي؟ صاحب تجربة كان الجميع يراهن عليها و الذي لازال يتعذر عليه حضور أشغال بعض اللقاءات والدورات العادية للمجلس البلدي ، الذي لا يهمه سوى الحرص على تدبير ميزانية المجلس و الذي لم يكن مرغوبا فيه من طرف الساكنة ابان حملة الانتخابات الجماعية ؟ و من فوض لرئيس المجلس البلدي التدبير المطلق لكل الاختصاصات و المهام التنفيذية الذي عجز في وضع إستراتيجية محكمة في مجال التدبير و التسيير لشؤون الساكنة؟ ترى من و ماذا سيأتي من القادم من الأيام؟ اهو الحال كما الحال أم ستتغير الأحوال؟ فهنا يتطلب حضور الرئيس الفعلى للمجلس ليضع حذا لهذه المهزلة التي أصبحت حديث الخاص و العام و التي تؤشر على انفجار داخلي وشيك ستكون تداعياته حصيلة ثقيلة من الاحتجاجات و المواقف ، و من المؤكد ان الذين يعرفون مدينة أسفي يلمسون معاناتها مع الترسبات العميقة للبؤس و الإقصاء والفوارق الاجتماعية و التهميش و البطالة و الفقر و الركود الاقتصادي.
و إن طرحنا لكل هذا الهدف الأساسي من ورائه هو تسليط الضوء على المستوى الحقيقي للفعل بالشأن المحلي بالمدينة و إثارة نقاش حاد و حقيقي من قبل كل الفاعلين فيه بعيدا عن كل المزايدات الفارغة التي قد يتبادر إلى ذهن البعض إننا نسعى إلى إثارتها من اجل الإثارة فقط.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=15910
عذراً التعليقات مغلقة