بقلم عبد الهادي احميمو ** منذ أن كنّا صغارا والجميع يحذرنا من صفة مذمومة، يكرهها الوالدان والمعلمون والأصدقاء.
كنّا نتحاشاها حتى لا يكرهنا الناس، بل كنّا نضحك على (أبطالها) أيام الدراسة، حتى كان وصف « زيد أو عمر» دارجا على ممتهنيها في جميع تفاصيل حياتهم اليومية.
يُذكر أن الكذب قد ورد في القرآن في نحو 200 آية، إما ذمًّا وإما لشرح سوء من يقوم بها أو عقوبته.
تلك الصفة المذمومة لم يأنفها المسلمون فقط، ولكنها مذمومة من جميع البشر، بل وحتى عند أنواع معينة من الحيوانات. يصدم المرء في مواقع العمل اليومية عندما يواجه بعض المسؤولين الذين يمارسون الكذب جهارا عيانا، سواء في معاملاتهم اليومية أو في تصريحاتهم الخاصة بجهة عملهم، أو حتى مع حاشيتهم وموظفيهم. بعض المسؤولين بهذه المدينة الغالية أو حاضرة المحيط يمتهن المراوغة ثم الكذب في كل شيء إذا لم يجد أي حيلة أخرى، لأنها السبيل الوحيد للهروب من إنصاف الناس وإعطائهم حقوقهم.
الكذب بالنسبة إلى المسؤول الظالم هو أفضل الحيل لمواجهة أي ضغوط تفضح أفعاله يراوغقك من هدا وداك. فهو يكذب بشأن (إنجازاته) الفاشلة وكلامه المعسول في غياب الحقيقة والوعود الكادبة وكان به أن يلجأ إلى الصراحة كما يقول المثل المغربي ( القاسح أحسن من كداب ) ، ويحول توافه الممارسات إلى بطولات وهمية. كما أنه بالكذب يُهمل الأهم والمهم والجوهري، ويبرز التافه وغير النافع. يخبرني أحد المسؤولين المتقاعدين أن مسؤوله أطلق أحد المشاريع الضخمة اسمًا ذات يوم صافي شوف مع المرأة الحديدية التي سوف يأتي دورها قريبا إنشاء الله لتعرية العديد من الأوراق.
يقول ذلك المسؤول المتقاعد: بعد سنوات من إطلاقه، اكتشف الجميع داخل هذه المكاتب التي تحيط بالمسؤول وخارجها أن محتوى ذلك المشروع كان دعاية إعلامية فارغة المحتوى، بشهادة بحوث تقييمية أعدت من نفس جهة العمل، لكن لا تستغربوا إذا أخبرتكم أنني مازلت أقرأ بين فترة وأخرى عن نجاح عفوا عن فشل ذلك المشروع ! مسؤول آخر يخبرني عن حضوره ملتقى ضخما، ليفاجأ بأحد المسؤولين يستعرض أرقاما ولكن بطريقة مخادعة، تحوّل الفشل الذريع إلى (إنجاز)!
مازلنا نتساءل: من يحاسب المسؤولين في بلدنا هدا وخصوصا مدينة أسفي التي تعيش على الكذب والصحك على المواطن على إطلاق بعد تصريحاتهم وتقييم دقتها، بل صحتها أيضا عفوا كذبها ؟!
ليست في المشاريع فقط، فكما طرحنا في خواطر حول المسؤول النمام ، الذي يراوغ بكلة قول لوا عندي إجتماع ولا ممسليش تل من بعد ، فهناك بصدق وبكل جدية أن هدا المسؤول الذي يمتهن الكذب على موظفيه و المةاطن وحتى على غيرهم، إما بداعي الحسد والغل، وإما بداعي التغطية على السوءات والتجاوزات المرتكبة من قبله هنا أو هناك.
برودكاست: عزيزي المواطن.. يكفيك أن تتحلى بالصدق فإنه لك منجاة، ويوفر لك احتراما من الجميع.
يقول جورج برنارد شو: «ليست عقوبة الكذب أنّ الناس لا يصدقونه بل أنهُ هو لا يستطيع أن يصدق نفسه مع الناس».
ويقول شيشرون: «الكاذب لا يصدق حتى ولو قال صدقًا بالضحك ».
دمتم ودام الصدق لكم رفيقا وسنعود قريبا من جديد
المصدر : https://www.safinow.com/?p=16018
عذراً التعليقات مغلقة