وبهذا الخصوص يشير الكاتبين الأمريكيين، بيل كوفاتش وتوم روزنستيل، إلى أن حرية التعبير لا يمكنها أن تكون فعالة من دون منابر تستوعب الهدف الأساسي لمهنة الصحافة، وهو نشر المعلومات الصادقة، ووسيلة للنقد العام البناء، ومن مبادئها ولاء الصحف للمواطنين، واستقلالية الصحافيين عن مصادرهم وعن السلطات الثلاثة، حتى لا يفقدوا مصداقيتهم ويفقد الجمهور الثقة في طبيعة ودور الصحافة.
ويعتبر الأمريكيان أن “الهدف المركزي للصحافة هو تزويد المواطنين بمعلومات دقيقة وموثوقة يحتاجون إليها للعمل في مجتمع حر”، ومن هنا اكتسبت الصحافة مصداقيتها واستقلاليتها، وإلا فإنها تنتهي وسط بيروقراطية تخرجها عن سياق الجودة وتكبح روح الابتكار في تقديم المعلومات.
يمكن القول بأن واقع حال أغلب المؤسسات الإعلامية، نجده مزيج بين مؤسسات دول ما بعد الاتحاد السوفيتي حيث تعتمد على السيطرة والاستثمار الخاص دونما تأثير في البناء الهيكلي للقوة، أو في دول جنوب أوروبا التي تعرف ترسيخا للتبعية الاقتصادية، حيث يمكن للمطلع على طبيعة المواد الصحفية التي يتم نشرها يوميا أو شبه يومي في أغلب الصحف المحلية أو الوطنية تتأرجح بين الحوادث اليومية “Les trois S” بشكل سطحي، والمقصود بها الجرائم الدموية والجنس والمال، وبين المواد المستمدة من البلاغات والتظاهرات الرسمية، وبحثا عن الزيارات ودريهمات الإشهار بعيدا عن مضمون ومبادئ “صاحبة الجلالة”.
كما من المظاهر السلبية التي من حق الجمهور تسجيلها ومعاتبة ممتهني الصحافة عليها، غياب التفرد في الموضوعات، بحيث يمكنك اليوم التنقل بين عشرات الصحف وخصوصا الإلكترونية، لتجد أن معظمها ينشر نفس الأحداث بنفس الأسلوب دون إضافة، بل يصل في معظم الأحيان إلى استنساخها حرفيا، إلى جانب الولاء الأعمى للسلطات وأصحاب النعم، عوض أن تلعب دورها كسلطة رابعة وما لها من قدرة على التأثير في الرأي العام والتغيير، حيث تلعب أدوارا رئيسية في تطوير الحياة وتنميتها، كما يمكن أن تعد مؤشرا يقاس عليه عمل السلط الثلاثة، ويعكس مستوى الحريات في المنطقة.
وكما قالت شامة “هل تحتاج بلاد صاحب الجلالة لصاحبة الجلالة”.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=16033
عذراً التعليقات مغلقة