أتيحت لي الفرصة أن أزور مقر عمل والدي الذي كان يشتغل آنذاك مديرا للمدرسة الإبتدائية بخميس الزمامرة.
وفي بعض أوقات الفراغ، كنت أتسلل إلى الخزانة حيث بعض السجلات محفوظة، أحدها يعود الى سنة 1948 ويقدم لوحة عن كل التلاميذ المسجلين مغاربة وأجانب وكذلك الطاقم الإداري والتربوي والأعوان وصور لبعض الأنشطة.
وأغلب الظن أن عددا من المؤسسات التعليمية المغربية عمومية أو خاصة قد تحتفظ بجزء من ذاكرتها وأسماء بعض من مروا من هنال كتلاميذ أو أطر تربوية وإدارية وأعوان. لكن هل نقلنا هذه السُّنُّة الحميدة من فعل مستحسن كما يقال في الأثر:” من فعله ابتداء فهو كريم ومن فعله افتداء فهو حكيم” إلى عملي بنيوي ودائم.
لا أظن وللأسف الشديد
.وبلغة أهل facebook ، وما يصطلح عليه بـ CHALLENGE أي التحدي، فإنني أتحدى أي شخص أكمل مساره التعليمي كله أو بعض منه، أن ينتقل إلى مدرسته الإبتدائية ويبحث عن مروره هناك أو أية إشارة إلى معلميه القدامى وللحارس ولغيرهم..؟
وفي اعتقادي أن على المدرسة المغربية ممثلة بكل المتدخلين من الوزارة الوصية إلى جمعيات المجتمع المدني، أن تنظر إلى هذا الجانب التوثيقي، ولم لا تخصيص مكان قد يكون عبارة عن متحف صغير يظم إضافة إلى الصور، ولوائح التلاميذ، بعض من الكتب المدرسية، وأنواع الطاولات وغيرها، كالمحبرة العتيدة وأنواع الريشة ما كان يعرف BUVARD الخ واللوح …
وهذا التعريف بماضي المدرسة المغربية يعد حلقة مهمة في ربط التلميذ بسلفه لينظر بمقياس المقارنة للمسار التعليمي كتراكم وليس كقطيعة بين الأجيال .
ويمكن عقد شراكات في هذا الإطار بين جمعيات ومدارس لتحقيق هذا المشروع “ذاكرة مدرسة”، وإعادة عروة التواصل من القدماء الذي قد يمكنهم مد يد المساعدة لمدارسهم الأصلية في حال تبوؤهم مناصب مهمة ولو على سبيل تقديم النموذج والقدوة الصالحة الناشئة .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=16526
عذراً التعليقات مغلقة