بقلم الاستاذ رشيد صابر **رئيس جماعة لبخاتي . *** الانتخابات البرلمانية الجزئية المجراة بتاريخ29شتنبر2022 بدائرة اسفي، كانت فرصة سانحة لفضح المستور. حيث تعرفنا بالواضح والشفاف على الطبيعة المتقلبة، والطينة الهشة، والمنطق الفاسد لاكثر رؤساء مجالس جماعات اقليمنا العزيز. فمعظمهم للاسف من سماسرة الانتخابات البارزين، الذين لاهم لهم في هذه الظرفية الذهبية، سوى التركيز على حجم الريوع
والارباح الخيالية المحتمل جنيها وتحصيلها من وراء عمليات البيع والشراء التي تطرحها المرحلة.
وفي هذا الصدد اجتهدوا في الابتزاز ، من خلال عرض سجلات الاف الناخبين، والترافع باسمهم، في السر والعلن، على اعتبار انهم متاحون ورهن الاشارة، ومجبرون على الادلاء باصواتهم الغالية، لفائدة المرشح المحظوظ، الذي تقدم بعرض مالي محفز ومغري،
لشراء جملة الاصوات التي لا تخون.
فهؤلاء الناخبون الشرفاء، يتعامل معهم السماسرة المحتالون، بمنطق القطيع الذي يوجه بالاوامر والتعليمات، دون امكانية للاعتراض.
فباعدادهم الهائلة تتم الصفقات تحت الطاولة، يكون الرابح فيها الوحيد رئيس الجماعة الفاسد المتواطئ، لان لديه كل الوسائل لابتزاز المرشح من جهة، كما
يمكنه اجبار الناخب الضعيف على الامتثال لاوامره ونواهيه في هذا الصدد، بشتى طرق الكولسة، اوالاغراء، او التهديد، او الانتماء الحزبي، او اي وعد يمكن ان يفي بالغرض.
واذا كان هذا حال رؤساء مجالسنا الماكرين المتهافتين على المال الانتخابي، باعتباره في نظرهم اموالا سائبة من نصيب كل طماع سمسار، يتقن اللعبة، و يعرف كيف يبتز المرشحين، ولو ادى به ذلك لان يصبح دمية، او بيدقا، او كركوزا، في يد من دفع اكثر، يلبي كل رغباته وطلباته غير المشروعة، بما فيها امكانية التاثير على الناخب من اجل التصويت عليه، بالوعود الكاذبة، او التدخل من بعيد في شان مكاتب التصويت ورؤسائهم، للتلاعب بنتائج الانتخاب في دائرته الترابية. فاذا كان هذا منطق رؤساء جماعاتنا الفاسد بامتياز، في فترة استثنائية هي مرحلة الدعاية الانتخابية ويوم الاقتراع، فما بالك بهؤلاء الرؤساء الذين ائتمنوا قانونا ولسنوات على اموال عمومية، بحكم الصلاحيات المخولة اليهم، كرؤساء للجماعات. فبالتاكيد لن يدخروا جهدا للعبث باموال الشعب بكل الاساليب الفاسدة الممكنة، التي لا يعرفون غيرها.
وما يحز في النفس، ان رؤساء مهمين لجماعات ترابية بالاقليم هم على سبيل المثال لا الحصر(……يعرفون انفسهم. …) كانوا في الظن اصحاب مبادىء وقيم، ومن الصعب ان يباعوا ويشتروا بالمال الفاسد، لكن السياسة الماكرة، اثبت لنا ان مبادئهم وقيمهم الحزبية ، كانت من ورق، الغاية منها، انها مطية سهلة للوصول الى النهب والسلب باسم الديموقراطية، او باسم تدبير الشأن المحلي. فلا احد من هؤلاء عبر عن نفسه بشرف وكرامة. بل جميعهم جهروا بخيانة مبادئهم واحزابهم وثوابتهم بمجرد ان اتيحت لهم الفرصة للسطو على الاموال الانتخابية او غيرها.
وفي المقابل، اظهرت لنا هذه المرحلة العابرة من الانتخابات البرلمانية الجزئية، وجوها كنا على العكس من ذلك، نحسبها بلا قيم ولا مبادئ، همها الوحيد ان تقوض ما بناه الاخرون. الا ان هذه الظرفية حسمت الموقف لصالحهم، حيث اثبتوا بالقول والفعل انهم رجال ونعم الرجال، سواء في منطقة لبخاتي العزيزة او جمعة اسحيم او جماعة ايير او الصعادلة او لحضر او في جماعات اخرى .
وفي الختام، ومن خالص قلبي، اتوجه بالشكر لسبعة عشر الف ناخب ساندونا في ترشيحنا بضمير حي دون او يبتزونا بشيء، وعبروا عن مساندتهم الطيبة بذهابهم لصناديق الاقتراع، من اجل التصويت علينا وعلى حزبنا بمسؤولية ونكران ذات، متوسمين فينا كل الخير
الذي عهدوه فينا منذ ان تولينا بفضلهم وفضل الله، الشان المحلي والشان الاقليمي لولايتين متتاليتين. فهؤلاء الداعمون الحقيقيون، هم من اسعدونا في نكستنا، وجعلونا نقف باقدام ثابتة على ارض صلبة. مجددين عزمنا باذن الله على مواصلة الاصلاح حتى نقضوا على السماسرة وتجار السياسة، وما اكثرهم في اقليمنا. والضربة التي لا تميت تقوي.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=16611
عذراً التعليقات مغلقة