من الصدف الماكرة أن موسوعة غينس العالمية للأرقام القياسية لم يدخلها رباط آسفي إلا ب”أكبر طاجين في العالم”. الطاجين الذي يتهافت عليه العابرون من زوار المدينة لأخذ صور تذكارية. وبعد اختتام حفلات الأعراس -التي نتمنى أن تكثر في حاضرة عبدة ومنارة البحر المحيط- لاتكتمل بهجة مواكب العرسان إلا بجولة ليلية وختم طقوسها بأخذ الصور التذكارية مع ” الطاجين” بساحة محمد الخامس قبالة قصر البلدية. البلدية التي لم تنفق على تشييد هذه المعلمة – ولا على تحضير طبخ اطنان من كفتة السردين – سنتيما واحدا من ميزانيتها في آخر صيف من القرن الماضي . عقدان من الزمن انصرما ولم تصرف الجماعة الحضرية لاسفي سنتيما واحد من الميزانيات التي تداولت فيها فعاليات و مآت المستشارين بالمجالس الأربعة التي ورثت الطاجين على مرمى حجر من قاعة محمد الخامس بقصر البلدية. البلاوالأذية التي يتهافت البعض على كراسي مجالسها لأغراض في نفس المتهافتين – او في نفس مروضي القردة على خوض غمار الاستحقاقات الإنتخابية – تصرف من ميزانياتها السنوية شلة ملينات من الدراهم على الطواجن والطناجي والكاسكروتات و بوز كافي وقشاوش عاشوراء و تاسوعاء. تبددت ميزانيات سمينة في الغث من مكاسب المدينة. المدينة التي تصدح ردهات قصر بلديتها بالشعار الخالد “كل ما جاك” و “كل ما جاد به مروضو القرود الذين استباحوا ساحة جامع الفنا ، عفوا قصر البلدية، ل “يبيعوا القرد و يضحكو على لي اشراه.”
لهم أكبر تجزئة في العالم لا وجود لوثائقها بقصر البلدية. أكلوا ما جاءهم من مكاسب على حساب ما كان مخصصا للمساجد والفرانات والحمامات ووو و ل”المناطق الخضراء” تحور في “
المساكن النصف الجاهزة في تجزئات نصف مجهزة “. وكل هذا اكتشفه صدفة قضاة المجلس الجهوي للحسابات جاؤوا من أقصى مدينة سطات. قاضيان من المجلس الجهوي (كانوا علاين يتسطاو ) وهم لا يجدون أثرا ل “مسيرة التجزئات” بمصالح وأقسام ومكاتب و أرشيف البلدية .المسيرة المظفرة التي انطلقت التى انطلقت منذ ثلاثة عقود من الزمن وكسبت منها المدينة شلالات ب “الشعبة السعيدة”. الشعبة والشعاب التي أكلت القردة والخنازير ما جاها من طواجن البلدية و ريع مطبخها و ميزانياتها المتنكرة ل”أكبر طاجين في العالم ” . الطاجين الذي يصرف من جيبه على صياناته الدورية ولي من الأولياء لا يريد جزاء ولا شكورا. فليطمئن قصر البلدية على صيانة ورمزية ” الطاجين”، و يجدر بكفاءات المجلس التي تخوض ولاية عهد النموذج التنموي و لا نشك في أن لها من النزاهة و الحذاقة ما يبشر بفك طلاسم الطواجن التي صرفت وتصرف عليها البلدية، و لا تنتعش معها إلا ثقافة جامع الفنا و ما جاورها من أساليب ترويض القردة. القردة مقردين في الملك العمومي و مقيمين في أملاك جماعية خاصة، ومن هم من ” غير هارف” عليها، ومن هم من يطلع واكل وينزل واكل.
لكم طواجنكم وللمدينة طاجين!
المصدر : https://www.safinow.com/?p=16825
عذراً التعليقات مغلقة