سر انتشار “الحصان الأسود” في الأوساط الرياضة والسياسة والفنية العالمية!

سر انتشار “الحصان الأسود” في الأوساط الرياضة والسياسة والفنية العالمية!

-أسفي الأن
رياضة
-أسفي الأن12 ديسمبر 2022آخر تحديث : الإثنين 12 ديسمبر 2022 - 7:49 مساءً
unnamed - المصطفى دلدو ** يروج بين الأوساط مصطلح “الحصان الأسود” Dark horse، في عدة مجالات، وخاصة الرياضية منها، حيت اكتسب انتشارا واسعا.. وعادة ما يطلق، بل، يلصق بأحد المتنافسين كان غير مؤهل للوصول إلى مرحلة التتويج، حسب زعم المحللين والمهتمين بشأن اللعبة الرياضية، نظرا لغياب المنطق المعتمد في كل المنافسات، المبني على عدة اعتبارات تأريخية للمتنافس.. ربما قد يرتبط ذلك بضعف الإمكانيات لهذا الفريق المؤهل للنهائيات، أو على اعتبار أنه وافدا جديدا على إحدى المنافسات، أو لوقوعه في مجموعة صعبة(!) أو لعدم امتلاكه رصيدا تاريخيا كبيرا في المنافسة المؤهل إليها.

 ورغم كل القراءات، التي تبتعد ذاك الكائن الغريب غير المدرج بالأذهان، فالحصان الأسود يجبرهم على الالتفاتة إلى نتائجه التي قد تفوق كل التوقعات.

ولعل الفرق التي حظيت بحمل لقب الحصان الأسود كثيرة، وأشهرها المنتخب الدنماركي الفائز بكأس أوروبا للأمم عام 1992، التي أُقيمت في مملكة السويد، رغم أنه لم يتأهل إلى البطولة بالأساس، وشارك بديلا عن منتخب يوغسلافيا بعد قيام الحرب الأهلية في البلاد، في مجموعة صعبة ضمت منتخب السويد المضيف والمنتخبين الفرنسي والإنجليزي، فتعادل مع الأخير وفاز على فرنسا وخسر مع السويد ليتأهل إلى الأدوار التالية ويقصي منتخب هولندا في نصف النهائي، ويهزم المنتخب الألماني في النهائي.

يعود أصل مصطلح الحصان الأسود إلى رواية “الدوق الشاب” (The Younge Duke)‏ التي كتبت في مطلع ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وتحديدا في عام 1831، والتي كانت من تأليف الروائي البريطاني بينجامين دزرائيلي، الذي كان يشغل رئيسا للوزراء وناشطا سياسيا وقتذاك بأنجلترا.                                     

وتطرق الكاتب في هذه الرواية إلى سباق للخيول، الذي حضره الدوق الشاب بصفته الشخصية الرئيسية للرواية؛ فحصل ما لم يكن في الحسبان ولا في المتوقع، حيث كان فوز السباق من نصيب حصان غير معروف بنشاطه الرياضي لذا المنظمين وأهل السباق.. فأطلق عليه وقتها لقب “الحصان الأسود” رغم أن لونه أبيض.

 هذا الحصان الفائز لم يراهن عليه سوى الدوق الشاب، الذي لم يكن على بينة، ولا علم له بأن الحصان مجهول وغير معروف لذا المتتبعين.. فكسب الدوق الرهان وحده، إذ كان الوحيد الذي راهن عليه.

وساهمت الرواية ذاتها في انتشار مصطلح “الحصان الأسود” بشكل كبير في باقي سباقات الخيول، ومنذ ذلك العهد أصبحت الأحصنة الخارجة عن كل التوقعات، والفائزة في السباقات تحمل لقب “الحصان الأسود”. ولم يبق هذا المصطلح حبيس سباق الخيول، بل،  تطور في بريطانيا، وشمل السياسة والرياضة والفن وكافة المجالات التنافسية.. ثم قفز إلى ما بعد الحدود البريطانية..

ويستشف من خلال مصطلح “الحصان الأسود” الغموض والانبهار والاختلاف وليس اللون.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة