بعد رحلة إلى تونس حيث التقى بالرئيس الحبيب بورقيبة وصل نيلسون مانديلا إلى الرباط في 18 مارس 1962 بجواز سفر إثيوبي مزور باسم ديفيد مودسرماي أي يوم واحد قبل وقف إطلاق النار وتوقيع اتفاقيات ايفيان بين جبهة التحرير الوطني وفرنسا
وجه له أحمد بن بلة وهو أحد قادة جبهة التحرير الوطني دعوة استقل على اثرها نيلسون مانديلا القطار في ذلك اليوم من الرباط إلى وجدة بصحبة روبرت ريشا الصحفي السابق وعضو حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لزيارة قاعدة العربي بن مهيدي وهو مقر جيش التحرير الوطني الجزائري بوجدة بالمغرب
لدى وصوله إلى وجدة استقبله نور الدين جودي رئيس القسم السياسي بجيش التحرير الوطني ALN وسفير الجزائر بعد الاستقلال بجنوب إفريقيا والذي عمل كمترجم شفوي ومرشد له خلال إقامته القصيرة بالمغرب واحتكاكه مع المقاتلين وقادة الثورة الجزائريين
بقاعدة جبهة التحرير الوطني بوجدة انذاك أجرى نيلسون مانديلا مناقشات طويلة مع الدكتور شوقي مصطفى رئيس البعثة الدبلوماسية الجزائرية للحكومة المؤقتة GPRA لدى الدولة المغربية والتقى بشريف بلقاسم الذي أصبح فيما بعد وزيرا وأحد المقربين للرئيس هواري بومدين
إلتقى مانديلا بمحمد العماري وهو العسكري الذي فر من الجيش الفرنسي والتحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1961 والذي سيكون بعد ثلاث عقود قائد أركان الجيش الوطني الشعبي وأحد قادة انقلاب 11يناير 1992
أثناء مقامه بوجدة قام نيلسون مانديلا برفقة مترجمه نورالدين جودي وشريف بلقاسم بزيارة متحف الأسلحة لجيش التحرير الوطني ALN ومركز الاتصالات
أقيم على شرفه مأدبة العشاء وحضر عروضاً مسرحية تمجد النضال من أجل إستقلال الجزائر
في اليوم التالي نُظمت له رحلة إلى احدى معسكرات جيش التحرير الوطني بالتراب المغربي ليس بعيدًا عن القوات الفرنسية المتمركزة على الحدود وهنا يتذكر نيلسون مانديلا في مذكراته هذه اللحظة الخاصة جدًا:
“زرنا وحدة في المقدمة في وقت من الأوقات أخذت منظارًا ورأيت جنودًا فرنسيين على الجانب الآخر من الحدود أعترف أنني اعتقدت أنني رأيت زي قوات دفاع جنوب إفريقيا”
أثناء اقامته بوجدة المغربية حضر مانديلا العرض العسكري بقاعدة العربي بن مهيدي بحضور أحمد بن بلة حسين آيت أحمد محمد بوضياف رابح بطاط القادة الأربعة لجبهة التحرير الوطني الذين أطلق سراحهم بعد ست سنوات سجن عقب قرصنة الطائرة المغربية في 22 أكتوبر 1956
إلتقى مانديلا بالدكتور عبد الكريم الخطيب وهو سياسي وطبيب جراح واحد رجال المقاومة في المغرب والذي قدم له دعم المغرب بالمال والسلاح وسلمه انذاك مبلغ 5000 راند واشرف على ايصال السلاح عبر مطار تانزانيا دار السلام
كرم مانديلا الخطيب في بريتوريا يوم 27 ابريل 1995
تم اعتقال نيلسون مانديلا بالقرب من هويك في مقاطعة ناتال بجنوب إفريقيا في 05 أوت 1962
أطلق عليه مطاردوه في فرع الأمن اسم Black Pimpernel
وجهت لمانديلا تهما تعلقت بالتحريض وتنظيم إضراب غير قانوني ومغادرة البلاد بدون وثائق سفر صالحة
حُكم على مانديلا إلى بالسجن مدى الحياة في 12 يونيو 1964 وتم الافراج عنه فبراير 1990!
سرد هذه المحطات يؤكد ان نيلسون مانديلا لم يزر الجزائر لا في 1961 ولا في 1962
هذا هو التاريخ الذي يحاول نظام تبون تزويره عبر تصريحات ينشر من خلالها مغالطات تاريخية!
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17177
عذراً التعليقات مغلقة