لكن أغلب الساكنة الأسفية لا يشعرون بإنعكاس هذه الثروة الوطنية على حياتهم، فما بالك بشعور سكان المناطق المجاورة و الحاضنة لحقول ومعامل الفوسفاط، التي تعاني التلوث والفقر و التهميش كما هو الحال في خريبكة واليوسفية وبنجرير والجرف الأصفر، لكن خلال العقد الاخير شهدت مدينة اسفي وباقي المدن الفوسفاطية تعالي اصوات الناس في الشارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بالتشغيل و الإستفادة من هذه الثروة الوطنية، وجبر الضرر وتعويضهم عن الضرر الذي لحق بصحتهم وببيئة أراضيهم الفلاحية والمواشي ، والتخفيف من معاناتهم اليومية مع التلوث والبطالة وتدهور البنية التحتية. فيكفي ان تزور هذه المناطق لتدرك ان أرباح الفوسفاط لا أثر على أرض الواقع، فحتى الفلاحين بهذه المناطق بأسفي خصوصا لا يستفيدون من الأسمدة الفوسفاطية ولا قفف رمضان التي توزع على زبناءهم وليس بمقدورهم شرائها.
رغم كل هذا يسعى المجمع الشريف للفوسفاط وهو شركة في ملكية الدولة، إلى ترويج صورة وردية عنه، مفادها انها شركة مواطنة تساهم في تنمية البلد وتنمية المناطق التي يتواجد بها والعكس صحيح ،بحيث تساهم في مجموعة من الحفلات لجمعيات باك صاحبي من طرف أصحاب النفود ومن لهم الكلمة في تحمل المسؤولية بتفضيل زيد عن عمر.
لكن ما يقع في الواقع، يكذب ذلك فالمجمع الشريف للفوسفاط يتسبب في تلوث العديد من المناطق جوا وبرا وبحرا . هذا التلوث الذي يضل واضحا رغم محاولة ‘ أوسيبي ‘ اخفائه بشراء صمت مجموعة من الجمعيات المجتمع المدني لتمويل أنشطتهم و أن مناجم المجمع الشريف للفوسفاط لا يتسبب في تلوث الهواء والمياه والبيئة المحيطة به، بسبب طريقة إدارة النفايات الصناعية غير الآمنة، كما أكدت عدم تعرض العمال لأمراض صحية ناجمة عن العمل داخل هذه المناجم، علاوة على السكان المحليين الذين يتضررون من تسرب النفايات الصناعية إلى مواردهم.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17512
عذراً التعليقات مغلقة