بقدر ما تنبأ مرصد العمل الحكومي بأيام عجاف بسبب التضخم وغلاء الأسعار، بقدر ما تنبأت عشيرة كرة القدم بدورات عجاف في ما تبقى من الموسم الكروي.
قد يتحمل المواطنون التضخم لأن الحكومة ماضية في ترويضهم على التعايش مع الغلاء الفاحش رغما عنهم. لكن لسان حال الراسخين في علم الكرة الوطنية يقول: “إني أرى دورات عجاف”.
بعد أن لجأت جامعة لقجع للخلع وقررت “تفويت” قطاع التحكيم لشقيقتها الصغرى”العصبة الوطنية”، انتظر الناس خطبة الحجاج، واعتقدوا أن بلقشور سيصرخ بأعلى صوته في وجه الحكام، ويقول: “إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها”. لكنه التمس العذر ليحيى.
الرفاق الموالون لحلف حدقة اليوم، حائرون، يفكرون، يتساءلون في جنون، عن مصيرهم بعد سقوط الدرع الحصين. أما الحلف الخارج عن طوع يحيى فعناصره تقوم بعملية إحماء قرب مقر العصبة الوطنية، استعدادا لعهد فيه صفير جديد.
أيها الحكام إن رئيس العصبة يعدكم بالحفاظ عن المكاسب السابقة، ويتعهد بإخضاعكم لعقود، وتجديد صفاراتكم ورفع عدد كاميرات الفار، لكنه لا يستطيع أن يحفظ لأي حكم منكم كرامته، فهي بين أيديكم.
استعدوا معشر الرياضيين لدورات عجاف يبيح فيها التحكيم ما يشاء، انتظروا جدلا لا ينتهي حول مردود قضاة الملاعب، في مباريات مصيرية، حينها ستعترفون بأنكم استبدلتم “صكعكم” بما هو “أصكع” منه.
الحكم هو الحلقة الضعيفة في الملعب، فمصيره ليس بيد صفارته بل بيد القائمين على شأنه. هو الوحيد على رقعة الملعب الذي لا يهتف باسمه مشجع ولا يعالجه طبيب، ولا يدعمه مستشهر ولا يملك بطاقة هوية تحمل صفته وتعفيه من المساءلة عند مداخل الملاعب.
خذوا العبرة من الحكم الدولي رمسيس الذي انتهى به الأمر بإعاقة مزمنة، بسبب تسديدة أخطأت المرمى وأصابت رأسه، اسألوا أهل الصفارة إن كنتم تعقلون.
أخشى أن نعود إلى سنوات الرصاص حين يصبح الحكم رهينة في يد المسير، أخاف أن يقتحم مسؤول في العصبة رقعة الملعب وينزع الصفارة من فم حكم ويرسله إلى مستودع الملابس.
حين كان أحمد العموري، رئيسا للجنة التحكيم، قرر تأهيل حكام كرة القدم وشحنهم بما تيسر من وعد ووعيد، فأحضر واعظا ضريرا واستدعى الحكام لحضور درس ديني عنوانه: “الحكم العادل”. ارتفعت نبرات الخطيب فتوعد المرتشين بنار جهنم وبئس المصير، بينما شوهد بعض الحكام وهم يجففون منابع الدموع، بعد أن تراقصت أمام عيونهم قرارات منفلتة. انتهى الدرس الديني وتقرر إلغاء حصص الوعظ والإرشاد من منظومة تأهيل حكام كرة القدم.
سيأتي زمن يصبح فيه الحكم كرة تتقاذفها الأقدام.
حسن البصري
قد يتحمل المواطنون التضخم لأن الحكومة ماضية في ترويضهم على التعايش مع الغلاء الفاحش رغما عنهم. لكن لسان حال الراسخين في علم الكرة الوطنية يقول: “إني أرى دورات عجاف”.
بعد أن لجأت جامعة لقجع للخلع وقررت “تفويت” قطاع التحكيم لشقيقتها الصغرى”العصبة الوطنية”، انتظر الناس خطبة الحجاج، واعتقدوا أن بلقشور سيصرخ بأعلى صوته في وجه الحكام، ويقول: “إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها”. لكنه التمس العذر ليحيى.
الرفاق الموالون لحلف حدقة اليوم، حائرون، يفكرون، يتساءلون في جنون، عن مصيرهم بعد سقوط الدرع الحصين. أما الحلف الخارج عن طوع يحيى فعناصره تقوم بعملية إحماء قرب مقر العصبة الوطنية، استعدادا لعهد فيه صفير جديد.
أيها الحكام إن رئيس العصبة يعدكم بالحفاظ عن المكاسب السابقة، ويتعهد بإخضاعكم لعقود، وتجديد صفاراتكم ورفع عدد كاميرات الفار، لكنه لا يستطيع أن يحفظ لأي حكم منكم كرامته، فهي بين أيديكم.
استعدوا معشر الرياضيين لدورات عجاف يبيح فيها التحكيم ما يشاء، انتظروا جدلا لا ينتهي حول مردود قضاة الملاعب، في مباريات مصيرية، حينها ستعترفون بأنكم استبدلتم “صكعكم” بما هو “أصكع” منه.
الحكم هو الحلقة الضعيفة في الملعب، فمصيره ليس بيد صفارته بل بيد القائمين على شأنه. هو الوحيد على رقعة الملعب الذي لا يهتف باسمه مشجع ولا يعالجه طبيب، ولا يدعمه مستشهر ولا يملك بطاقة هوية تحمل صفته وتعفيه من المساءلة عند مداخل الملاعب.
خذوا العبرة من الحكم الدولي رمسيس الذي انتهى به الأمر بإعاقة مزمنة، بسبب تسديدة أخطأت المرمى وأصابت رأسه، اسألوا أهل الصفارة إن كنتم تعقلون.
أخشى أن نعود إلى سنوات الرصاص حين يصبح الحكم رهينة في يد المسير، أخاف أن يقتحم مسؤول في العصبة رقعة الملعب وينزع الصفارة من فم حكم ويرسله إلى مستودع الملابس.
حين كان أحمد العموري، رئيسا للجنة التحكيم، قرر تأهيل حكام كرة القدم وشحنهم بما تيسر من وعد ووعيد، فأحضر واعظا ضريرا واستدعى الحكام لحضور درس ديني عنوانه: “الحكم العادل”. ارتفعت نبرات الخطيب فتوعد المرتشين بنار جهنم وبئس المصير، بينما شوهد بعض الحكام وهم يجففون منابع الدموع، بعد أن تراقصت أمام عيونهم قرارات منفلتة. انتهى الدرس الديني وتقرر إلغاء حصص الوعظ والإرشاد من منظومة تأهيل حكام كرة القدم.
سيأتي زمن يصبح فيه الحكم كرة تتقاذفها الأقدام.
حسن البصري
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17536
عذراً التعليقات مغلقة