بقلم العبدي الحر *** بعد اقترابنا من السكان القاطنين بقرية جماعة سيدي التيجي الذين اعتادوا العيش في عزلة عن العالم الخارجي لمسنا حالة الحرج التي تنتابهم عند الحديث عن الوضعية التي يتخبطون فيها، تحدثوا لنا عن مدى استيائهم لسياسة التهميش والتغييب التي يتعرضون لها من طرف الجهات المسؤولة وحتى من الجماعة القروية سيدي التيجي ومسؤوليها عن إخراجهم من مستنقع القصدير والكهوف الصخرية التي نقشت فيهم البدائية والقساوة وجعلت منهم قبيلة منبوذة بعيدة كل البعد عن مظاهر التمدن، وقفنا من خلال الجولة على حقائق أصابتنا بالدهشة والذهول ذلك لغرابة الموقف حيث يعيشون على ما يزرعون من الحبوب رغم أنها قد تكون ملوثة ، كما تجد أطفالهم يأخذون من المراعي مساحة للعب سيما وأنهم لا يذهبون إلى المدرسة نهائيا، العائلات القاطنة بقرية جماعة سيدي التيجي يستغربون وضعيتهم المعيشية خاصة وأنهم تحت وصاية جهات معنية وعلى دراية بالوضعية المزرية التي يتخبط فيها السكان الذين يعيشون زمن التخلف والبدائية وجدناهم يعتمدون على طرق منها ما هو بدائي ومنها ما هو مخالف لأعراف الحياة السليمة، لتبقى العائلات عاجزة عن تخطي السلاسل الحجرية التي تحيط بالقرية لتثبت تواجد مثل هذه الحالات الشاذة بجماعة صبت كامل اهتمامها على التنمية المحلية وترقية معيشة المواطن خلال تحقيق مشاريع ضخمة، وإطلاق عمليات إعادة الإسكان.
السكان وفي حديثهم لنا عن معاناتهم اليومية صبوا جل سخطهم واستيائهم على السلطات المحلية و المجلس الجماعي الذي لعب دورا كبيرا في تراجع وتدني المستوى المعيشي لهم وجعلهم يجسدون البدائية في أوضح صورها و يمارسون طقوسا لم تتجاوز حدود التفكير البسيط دون علمهم أن بعضها يخالف أساليب الحياة السليمة، انعدام ضروريات العيش الكريم مع الغياب التام لأدنى فرص العمل جعلتهم يتخذون من الزراعة كمجال للاسترزاق والعيش إلا أن هذه المهن ما زالت غير قادرة على تأمين حياة كريمة لأصحابها بسبب ارتفاع كلفتها وشح المياه وارتفاع أسعار الأعلاف وانعدام المراعي ونقص الإمكانيات وهي الوضعية التي تركتهم وسط حلقة مفرغة عنوانها الضياع لا غير….التهميش بكل صوره وبراءة لا تذهب للمدرسة
المسؤولون مطالبون بالتحرك
أرجع أهالي قرية جماعة سيدي التيجي مسؤولية تراجع و تدني مستواهم المعيشي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للجهات الوصية سيما وان المنطقة تزخر بمميزات صناعية عالية كانت قد تحول المنطقة إلى واجهة أفضل من الطراز الأول وموقع فريد من نوعه خاصة وأنها تتميز بمساحتها الشاسعة وهوائها النقي بينما تزيدها بعض الآثار والصخور مادة الجبص جمالا هي أول منطقة لاستخراج مادة الجبص ولا تبعد كثيرا عن الإقليم عبر الطريق المؤدية لمدينة النخيل مراكش ، وعلى هذا الأساس وبناءا على الوضعية المزرية يطالب سكان الجماعة القروية سيدي التيجي من السلطات والمجلس الجماعي أن تستمع لانشغالاتهم التي لا تخرج عن حيز العقلانية.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17560
عذراً التعليقات مغلقة