
إن ما شهدته المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية خلال الثلاث سنوات الأخيرة لجدير بأن يقف عنده أصحاب القرار لأخذ العبرة و الدروس، و إعادة النظر في قدرة الجيل الجديد من المسؤولين الذين يتم تعيينهم على رأس المؤسسات الجامعية لتحمل المسؤولية و المساهمة في تطويرها، و تطبيق معايير الحكامة و الرفع من جودة التعليم العالي لتكوين الكفاءات القادرة على المساهمة في التنمية الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية لبلادنا. ففي الوقت الذي كانت تحتل فيه المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأسفي المراتب الأولى ضمن مثيلاتها من مدارس المهندسين بالمغرب بتظافر جهود أساتذتها و جميع العاملين بها، تم تعيين مدير جديد لها لتبدأ معاناة طلبة و أساتذة المؤسسة و أطرها، فكانت هذه السنوات الثلاث الأخيرة التي قضاها المدير على رأس المؤسسة كافية لتأتي على الأخضر و اليابس و تتقهقرالمؤسسة إلى رتب متأخرة في مراتب مؤسسات التعليم العالي بالمغرب و تنسف كل الجهود التي بذلها أساتذة و أطر المؤسسة لسنوات عديدة، قبل أن تقتنع الجهة الوصية في وقت متأخر بحجم الكارثة التي تسببت فيها و التي تعيشها المؤسسة. فمنذ تعيين هذا المدير بالمؤسسة قام الأساتذة بمراسلة رئاسة جامعة القاضي عياض و الوزارة الوصية عشرات المرات لتنبيهها بالتجاوزات و الأخطاء اليومية التي يرتكبها هذا المسؤول، و التسيير العشوائي على المستوى الإداري و المالي و البيداغوجي، دون أن تجد لها آذان صاغية. ورغم البيانات العديدة التي أصدرتها نقابتا التعليم العالي بالمؤسسة و الإضرابات و الوقفات الاحتجاجية المستمرة و المتكررة إلا أنها لم تجد من رئاسة جامعة القاضي عياض و الوزارة الوصية إلا الصمت و التجاهل، مما أدى إلى حالة من الاستياء لدى الأساتذة و أطر المؤسسة كانت له انعكاسات سلبية على المردودية و ظروف العمل.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17669
عذراً التعليقات مغلقة