عاشت أغلبية المجلس الحضري لمدينة أسفي شهورا عجافا و تصدعات كبيرة بلغت درجات من الاتهامات والشيطنة المضادة والتي امتدت إلى الرئيس ونوابه ، وعصفت بأغلبية مجلس أسفي في صدام جلي حتى مع الأحزاب المشكلة لهذه الأغلبية المكونة من 6 ستة أحزاب :الاستقلال، والأصالة والمعاصرة، والأحرار، والاتحاد الاشتراكي، والحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري.هذا الصراع المجاني الذي أساء كثيرا لعاصمة المحيط كثيرا ،حتى أضحت دورات المجلس أقرب الى حلبة للمصارعةو الصياح وتبادل الاتهامات ،ومسرحا للتخوين والتجريح، ويمكن القول أن الطابع العام المميز لهذه المرحلة اتسم بتزايد منسوب ضعف الثقة في المؤسسات المنتخبة سيما مؤسسة المجلس الحضري لأسفي ، فكان استياء فئات واسعة من الساكنة التي أضحت تشبه هذا السجال السياسي الذي طال أمده بصراع الديكة ، مقابل هذر أهم عامل في التدبير المجالي للمدينة وهو عامل الزمن أمام الإكراهات العديدة التي تعيشها المدينة والملفات التي تسلتزم تيسير شؤون المواطنات والمواطنين والقطع مع سياسة بيروقراطية رتيبة وتدبير الشأن المحلي بنكران للذات بعيدا عن المصالح السياسوية الضيقة .
وفي خضم هذا الحيص بيص الذي دام شهورا وشهورا يصدر بيان عن الأغلبية 08/04/ 2023 يشرح فيها الأسباب الظاهرة والدوافع الأساسية لعقد هذا الصلح الذي استبشرت الساكنة به خيرا ، هكذا طوي ملف التطاحن السياسي في هذا الشهر الفضيل بمبادرة من عامل الاقليم الحسين شينان والاستقلالي سعنان ، لكن الشيء المؤكد هو أن رئيس الجهة السيد سمير كوداركانت له الكلمة الفصل في رأب هذا الصدع ، من خلال زيارات سابقة و متكررة وكذا لقاءات ماراطونيةومكالمات بالساعات مع مختلف المستشارين بالمجلس حسب المعلومات التي نتوفر عليها من مصادر جد مطلعة على تفاصيل هذا الملف ، والتي أكدت لنا كذلك أن سمير كودارلم يكن راضيا على هذا “البلوكاج” الذي يعيشه مجلس أسفي دونا عن باقي أقاليم الجهة الثمانية ، وظل أسفي يشكل الاستثناء ، حيث أن برمجة العديد من المشاريع والأوراش التي كانت تخص الإقليم ظلت تصطدم بسجال سياسي وحزبي عقيم وتنازع في الاختصاصات يمكن حله بطرق حكيمة وبأساليب رصينة .
ودعونا نسمي الأسماء بمسمياتها ، ولايمكننا أن نخفي الشمس بالغربال بالرغم أن العديد لم ولن يتقبلوا هذه الكلمات التي ليست سرابا ولا تملقا وإنما هو واقع أحب من أحب وكره من كره، والجميع يعلم بما قدمه و يقدمه هذا السياسي المخضرم للجهة والمدينةالتي أنجبته من مشاريع وفرص استثمارية حقيقية ، والذي يوازي الاحترام الذي فرضه داخل المشهد السياسي المغربي برجوليته وثباثه ورصانته السياسية ، ولنقتصر على سرد بعض المؤشرات على سبيل المثال لا الحصر ، هو كيف تمت تزكيته لرئاسة الجهة التي لم تأتي من فراغ ولكن نتيجة صبر ونكران للذات ،وهو الذي حقق الإجماع بين كل الأطياف السياسية ، ثم أتى تسيير مجلس جهة مراكش أسفي بحنكة ومهنية عالية وليدخله سمير كودارمن الباب الواسع ؟، هذا المجلس الذي ضم فاعلين ومؤثرين أقوياء في المشهد السياسي الجهوي، لكن تسييره كان بسلاسة واقتدار حتى أن الكثيرين يشبهون هذا المجلس بأن قد ضبط صواميله بكاتم صوت ، وهنا لايمكننا المقارنة بين انشغالات واكراهات الجهة ورهاناتها برهانات مجلس مدينة من حجم أسفي والتي ظلت عقارب الفرص التنموية بها متوقفة لأشهر ، نقطة أخرى وهي السمعة السياسية التي يحظى بهاسمير كودارداخل ا المؤسسات لحزبية المختلفة ، وكيف ان هذا الرجل قاد بكاريزمة واضحة ورؤيا متبصرة حزبه بخطى ثابثة نحو النجاح من موقع مدير حملته الانتخابية وكيف أضحى يلقب بالمهندس في حزب الأصالة والمعاصرة ، وكيف تم انتدابه لهذه المهمة الجسيمة في مرحلة حاسمة من الانتخابات السابقة والتي جعلت الحزب يتربع على عرش الأغلبية وجعلته يحصد نتائج مهمة ، مهما اختلفنا أو اتفقنا مع توجهاته وإيديولوجياته ، وكيف ساهم في ترتيب البيت الداخلي لحزب البام وطنيا ، جهويا وومحليا ،أضف إليه الاحترام والاسم السياسي الذي بناه وسط المشهد السياسي المغربي وجعله يحظى بالاحترام والتقدير ويحسب له ألف حساب ، وهلما جرا …من مايسترسل في سرده في هذا الباب .
وبالعودة للمشهد المحلي فلا يمكننا نكران ما يقدمههذا الوجه السياسي الشاب لهذه المدينة الغراء من خلال الترافع على حصتها في العديد من الأوراش والمشاريع المعلنة والخفية من داخل الجهة بعدما تم حرمانها لعقود ممن يتكلمون باسمها وينافحون عنها ، ونذكر من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر ، مشروع الطريق السريع مراكش أسفي وبرمجة العديد من الطرق والمسالك الطرقية بالإقليم ، ثم مساهمته في تعزيز العرض الصحي من خلال المستشفى القطري المغربي للاعائشة ، ومشروع ترميم المآثر التاريخية بالمدينة ومرافقته الشخصية لوزراء حزبه لمسقط رأسه واللائحة طويلة وعريضة ، ومع ذلك لايمكننا أن نقفز عن مساهمات باقي الأحزاب ورجالاتها بالمدينة لكن الحقيقة التي لاغبار عليها أن هذا الرجل توفق فيما أخفق فيه جلهم ، وإن كان لكل مرحلة رجالاتها فيمكننا القول بأن سمير كودار رجل هذه المرحلة، وأن أسهم الرجل السياسية أضحت مرتفعة بالبورصة السياسية المغربية ، ولهذه الأسباب لا يمكننا القفز عن دور الرجل في هذه المصالحة السياسية بعاصمة عبدة لأنها كانت حاسمة ببساطة، ، ولأن دوره هذا لايمكن أن يضطلع به شخص آخر سواه ، لكونه يمتلكالميكانيزمات و المفاتيح السياسية ولأنه رجل التوافقات بامتياز …
ابن العربي .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17673
عذراً التعليقات مغلقة