أرانب السباق مصطلح رياضي ظهر في مسابقات ألعاب القوى المتوسطة والطويلة، إذ دورها يقتضي رفع إيقاع السباق في أفق الفوز وتحطيم الأرقام القياسية وتحقيق أحسن توقيت، لكن اليوم أرانب السباق دخلت مطابخ الأحزاب السياسية مع كل استحقاق انتخابي، خصوصا في الدوائر الإنتخابية التي يتم فيها التصويت بالفردي خلال الإنتخابات البرلمانية الجزئية بأسفي ، حيث يبحث وكلاء اللوائح عن أرانب سباق انتخابية محضة منمقة بالمهندس والطبيب والخضار والرصّاص والعاطل، لكنها عكس السباق الحقيقي لاتكون في المقدمة بل خلف الوكيل، حتى تشكل فسيفساء بساط اجتماعي يطير بالوكيل إلى خط الوصول الذي هو التمثيلية داخل قبة البرلمان والمستشارين ومجالس الإقليمية و الجماعات والغرف، وبالتالي يتحقق مراد الوكيل الذي يكون دائما وافدا جديدا وضيفا سياسيا غير مرغوب فيه لاعتبارات تنظيمية وأخلاقية لكونه يسطو على جهد مناضلي أهل البيت الحزبي الذين تشبعوا بمبادىء أحزابهم ودافعو عنها في كل المحطات حتى تتبوأ أحزابهم مكانة ملائمة في المشهد السياسية، لأن صلاحيتهم السياسية والنضالية غير منتهية ولم يغيروا جلدتهم.
فمجرد الإطلاع على مرشحي بعض اللوائح الانتخابية، لوجدت أغلبهم قد غيروا جلدتهم الحزبية كالثعابين عند كل محطة انتخابية، ليتم اجترار نفس الوجوه بلبوسات سياسية جديدة، ووعود بالية مكتررة وبرامج ورقية غير واقعية والضحية في الأول والأخير هو المناضل الحزبي والمواطن البسيط الذين يتحولان في كل استحقاق انتخابي، من فاعلين إلى مفعول بهم، إذ أن المناضل الحزبي في الأحزاب المغربية هو دُرج وسُلم صعود للوافدين الجدد زُوَّار الانتخابات والمواطن و الناخب هو وقود وطاقة هذه الأرانب الانتخابية المغرر بها، لأنه لحد الآن لم يستطع أي حزب سياسي الفوز بلائحة كاملة مكتملة في أي استحقاق انتخابي حسب علمنا سواء في الغرف المهنية أوالجماعات الحضرية والقروية ليضمن له تسييرا مريحا لجماعة ما أو غرفة من الغرف دون تحالفات مبلقنة، لذلك فأرانب السباق الإنتخابي اليوم لشغل منصب نائب برلماني مطالب بتصدر اللوائح وتبوء المراتب الأولى كما هو الحال في سباقات العدو الرياضي لأن التأهل في النهاية يحتسب بالعدد المحدد للمراتب الأولى وأحسن توقيت وفي الانتخابات بالعتبة وأكبر بقية.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17691
عذراً التعليقات مغلقة