مدينة الرياح الصويرة منطقة سياحية بامتياز تعاني من التهميش

مدينة الرياح الصويرة منطقة سياحية بامتياز تعاني من التهميش

-أسفي الأن
الصويرة
-أسفي الأن28 أبريل 2023آخر تحديث : الجمعة 28 أبريل 2023 - 5:11 مساءً

2 5 - بقلم // عبد الهادي احميمو *** تعتبر مدينة الصويرة إحدى أهم المناطق السياحية بجهة مراكش أسفي ككل، كونها معلمة تاريخية مصنفة ضمن الآثاراث العالمية، بحيث تحتوي على عدد من المأثر التاريخية وكذا البنايات القديمة التي يعود تاريخها إلى ألاف السنوات.

الصويرة التي يعود تاريخها إلى ألاف السنين تتكون من قصور قديمة وأثرية، ، فالزائر لمدينة الصويرة يقوم بوصف مشاهدته وسرد انطباعاته من عادات الناس وتقاليدهم وأنماط عيشهم، كما أن هذه المأثر تحتوي أيضا على زخارف صناعية وتقليدية متنوعة، كما لا تزال الصويرة السقي التقليدي أو ما يعرف بالفقارات والتي يتم تسييرها وفق ثلاث طرق، وهي ( ما بين الرياح وحرارة الشمس وجودة الرمال و ممارسة الرياضة البحرية وتبقى طريقة التوقيت الزمني هي الطريقة المتبعة حتى اليوم ويكون التوقيت من الفجر إلى الضحى، ومن الضحى إلى الظهر وهكذا دواليك تعتبر فقارة (الرياح ) أكبر وأشهر فقارة  بالمنطقة وكذلك تليها فقارة الزي التقليدي ألذي تشتهر به الحايك الصويري

وما يميز منطقة الصويرة على باقي مناطق الجهة الأخرى هو تميزها بالصناعة التقليدية بخشب العرعار التي تعاني التهميش من طرف غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش أسفي والحايك الأبيض الموجودة فقط بالصويرة ، وكذا صناعة الفضة والمسماة بالنقار وكذا صناعة الجلود منها نوع “الريحية” والحدادة والخرزة والصيد الساحلي وووووووو..وفي المجال التنموي لم تستفد مدينة الصويرة ا في عدة مشاريع تنموية كالطرق وشبكات المياه والمدارس وغيرها

الصويرة لم تستفد بعد من غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش أسفي بسبب الصراع بين الصناع التقليديين والمسئولين بالغرفة خلال السنوات الأخيرة من مشاريع إضافية أخرى منها المهرجانات والندوات واللقاءات التوعية ومشاريع التنمية للنهوض بالصناعة التقليدية التي تتميز بها مدينة الرياح،  كما كان للمدينة حظها في التنمية الاجتماعية التي خصصتها المجالس المنتخبة للمدينة لا تبشر بالخيرمقارنة مع باقي المدن بالجهة  ..

وبالإضافة إلى ذلك ليست هناك مشاريع تخص الشباب والرياضة، والتي لم تجسد على أرض الواقع بنسبة كبيرة ا، والتي من بينها قاعات رياضية ونوادي وملاعب القرب ببعض الأحياء بالإقليم  قصد إعطاء لشباب المنطقة فرصة التألق والنشاط الرياضي، لتبقى مدينة الصويرة الساحرة في حاجة إلى إشهار في المجال السياحي قصد استقطاب العديد من السياح، سواء من داخل الوطن أو خارجه.

1 6 -

مشاكل وعراقيل


ليضيف أحد الصناع التقليديين أن حرفة العرعار بالمدينة تتراجع بسبب عدد من المشاكل والعراقيل إلى غلاء المنتجات الأولية لخشب العرعار والذي يعود بالدرجة الأولى إلى غلاء المادة الأولية المستوردة التي تتعرض لدى وصولها للعراقيل، وهو ما يصعب الأمور في التزود بالمادة الأولية بالأسواق فضلا عن مشكل السوق الموازية التي تلقي بثقلها على الحرفيين المسجلين بالغرفة ، فضلا عن نقص المحلات وفضاءات تعليم الحرفة يدويا حيث طالب الجهات المعنية بضرورة الالتفات لوضعية حرفي هذه الصنعة ذلك من خلال توفير محلات حرفية وسط المدينة حفاظا على الموروث الثقافي للمدينة التي لا تزال تجتهد للحفاظ على حرفة النقش على الخشب، ليعطي مثالا على ذلك القرية الحرفية مثل قرية الخزف بأسفي ، ليقترح مجموعة الحرفيين الذين حدثتهم « اسفي الأن » على ضرورة تمكينهم من منطقة حرفية قانونية تجعلهم يزاولون حرفتهم بطريقة تمكنهم من المحافظة على هذا الموروث الثقافي والتاريخي، حيث اقترحوا استحداث قرية وسط المدينة لا بمخارجها والتي تتمثل في منطقة ما تكون  معروفة بصناعة العرعار و تقريبها من الزائر لمدينة الصويرة  إلا أن القرارات العشوائية ساهمت في جهل المكان وتقبير هدا الحلم ، وهذا هو العامل الذي ساهم كثيرا في تهميش الحرفة هذا إلى جانب عوامل أخرى ستأخذ الحرفة في ظل هذا التهميش إلى الزوال والاندثار.
من جهة أخرى، أشار حرفيون خلال حديث لهم مع جريدة « أسفي الأن » إلى أن هذا الفن المتوارث عن الأجداد قد عرف عزوفا من مهنييه الذين خضعوا للأمر الواقع بعد عديد المحاولات الفاشلة لمواجهة العوائق المفروضة خاصة غلاء المادة الأولية وندرتها، كما أن أوراق العرعار المعروضة بالأسواق المحلية من النوع الرديء وتباع بأسعار باهظة، وهو حسب ما أكده مجموعة من  الحرفي الذين يعتبرون من بين الحرفيين القدامى والذي يجد أن الأسواق لا تخضع للمراقبة ولا تفسح المجال أمام أي حرفي ولا تحفزه أساسا على العمل والمبادرة خاصة من غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش أسفي . حيث أن عدم رد الاعتبار لهذه الحرفة فقد مضى الوقت الكافي لكي يتخذ المسئولون المحليون الإجراءات الضرورية لحماية هذه الحرفة المدرة للربح والموفرة لمناصب الشغل، حيث أن معظم حرفيي العرعار بمدينة الصويرة العتيقة دخلوا مرحلة التقاعد في مرحلة متقدمة بسبب العراقيل والمشاكل التي وقفت في وجه تقدم هذه الحرفة أين تجدهم ينشغلون في جل أوقاتهم بتنظيف القطع القديمة المصنوعة  داخل محلاتهم الصغيرة.
4 5 -


عزوف الشباب


إن المشاكل والعراقيل التي تواجهها حرفة صناعة العرعار أثرت سلبا على اهتمام فئة الشباب بتعلم هذه الحرفة حيث أكد أحد الصناع الذي لا يريد الفصح على إسمه بأن صناعة العرعار بالصويرة أنهم لا يولون أي اهتمام لهذه الحرفة التي أصبحت بالنسبة إليهم غير مربحة ولا تلبي احتياجاتهم، وهو حسب ما أوضحه أيضا بعض مسئولين الحرفيين الذين أشاروا إلى العوائق الكثيرة التي تعرقل تنمية هذا الفن.
ويبرز غلاء أسعار المادة الأولية وانعدام المساعدات التي من شأنها الإسهام في تجاوز الصعوبات من بين العوائق الرئيسية التي تعرقل أي مشروع لاستحداث ورشة لصنع منتجات صناعة العرعار حسب ما أوضحه الزوار والحرفيين الذين أكدوا على تلقي عدد «قليل» فقط من طلبات الحصول على بطاقة حرفي مختص في صناعة العرعار، كما اعتبر الصناع الصويريين بغرفة الصناعة التقليدية  أن فن العرعار يشكل أولوية مستعجلة لضمان بقاء هذا التراث الذي يرمز إلى هوية المواطن الصويري خصوصا والهوية الوطنية عموما.
الشباب الحرفي الذي أكد لنا أن التفكير في العمل ضمن حرفة العرعار دون مستقبل باعتبارها حرفة سائرة في طريق الزوال، وفي حديثنا مع بعض الشباب الحرفيين الذين أكدوا لنا أن غلاء المادة الأولية يعتبر السبب الأول والرئيسي وراء عزوف الحرفيين عن العمل في هذا الموروث الفني الأصيل، كما أن نقص تكوين الشباب الراغبين في تعلم الصنعة بمراكز التكوين المهني يقف حائلا دون تعلمهم لهذه الحرفة، ونفس المشكل أثاره حرفيون بمنطقة حيث أكدوا أن الحرفة ستندثر إذا لم تتدخل الدولة لتوفير المادة الأولية، مطالبين بضرورة توفير الإمكانيات اللازمة للحفاظ على هذا الإرث العريق، خاصة في ظل عزوف الحرفيين والصناع القدامى عن مساعدة الحرفيين الصغار في إيجاد محلات لائقة بمهنتهم بدل المحلات التي يعملون بها، والتي لا تتناسب ومهنتهم حسب تأكيد جل الحرفيين الذين صادفناهم.

3 2 -

العرعار مادة ضرورية للصويريين


وبالرغم من كل هذه المشاكل التي تعاني منها هذه الحرفة العريقة، إلا أنها مازالت تقاوم الاندثار والزوال، متحدية بذلك كل التطورات والتغييرات، وذلك ما وقفنا عليه بالحديث إلى الأسر الصويرية التي أكدت أنه ورغم كل ما قيل إلا أن جل بيوت الصويرة لا تكاد تخلو من أواني العرعار ولو بوجود قطعة صغيرة، كما أن غلق بعض المحلات بوسط المدينة أو تغيير نشاطها ورغم تأثيره السلبي على حرفة صناعة العرعار إلا أنه لم يقف حائلا أمام هذه الحرفة التي تبقى صامدة.
فصناعة العرعار بمدينة الصويرة ضرورية جدا لأي منزل، ذلك لأن الصويرة باعتبارها عاصمة الرياح وصناعة العرعار ومعقلا للإبداع من طرف الكثير من الحرفيين الذين عمدوا إلى نقل الحرفة من الأجداد والأبناء من خلال الرسوم التي كانت تنقش على الموائد وأواني الزينة وغيرها من الأواني المنزلية التي كانت تحمل صور ونقش الجسور المعلقة، أو ما يرمز لعادات عاصمة الرياح موكادور،

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة