يوسف بن العربي
العديد من المتتبعين للمشهد السياسي بإقليم أسفي يقرون أن اسم ” رشيد بوكطاية ” البرلماني الذي اجتاح صناديق الاقتراع يوم الخميس 27 أبريل 2023 تاريخ إجراء الانتخابات البرلمانية الجزئية بأسفي ، وصار حديث ساكنة عموم الإقليم ، لم يحظ بما يستحقه مقارنة بما حققه كاسم في عالم السياسة ممارسة وكاريزمة، وما ساهم به لصالح حزبه في الشق التنظيمي كأمين إقليمي لفترتين متتاليتين ،وماحصده من آلاف الأصوات في استحقاقات 8 شتنبر 2021 وجعل حزب الجرار يعزز مكانته بعاصمة عبدة ، فعلا الرجل كان يحتاج للحظة إنصاف وعرفان بالجميل لما قدم طيلة مشواره السياسي ولما تحصل عليه رفاقه ممن وضعوا أيديهم في يده من مغانم سياسية …
هاهو اليوم رشيد بوكطاية الذي لم يختار إجراء ماراطون انتخابي لمدة ثلاثة سنوات متتالية 2023/2022/2021 يجد القدر ممعنا في إعادة كتابة اسمه بالبند العريض ليخوض ثلاث انتخابات لمدة ثلاثة سنوات متتالية منذ 8 شتنبر 2021 حيث دعم رفاق حزبه وأعاد تنصيب نفسه بلا منازع على كرسي جماعة مول البركي ،ثم ليجتاز انتخابات 29 شتنبر 2022 في السنة الموالية ، قبل أن يتم إلغاء هذه النتيجة من المحكمة الدستورية، لتأمر بإجراء انتخابات جزئية في هذه الدائرة بخصوص المقعد الذي كان يشغله ، عملا بأحكام المادة 91 من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب. رشيد بوكطاية يجد نفسه مجبرا لإعادة نحث اسمه من جديد بتاريخ الخميس 27 أبريل 2023 ، ويؤكد أحقيته بهذا المقعد عن جدارة واستحقاق وهو الذي اختار له القدر أن يجري الانتخابات متفردا ومنفردا في الريادة بعيدا عن رفاقه …ليقول للجميع أن لكل مجتهد نصيب …وأن البقاء للأقوى في الساحة السياسية …
فعلا يوم الخميس 27 أبريل 2023 تاريخ إجراء الانتخابات البرلمانية الجزئية بأسفي كان يوما مشهودا بإقليم أسفي ، ليس لمجرد كرسي برلماني أو نتيجة لانتخابات جرت أطوارها لحد متم شهر أبريل 2023 ، لكن أهمية هذا اليوم تأتي من طبيعة ثقل اسم الرجل الذي حصد أكثر من 28 ألف صوتا بدون ضجيج ، وحفته مختلف الفعاليات المدنية ، الشعبية و السياسية من جمعيات و أحزاب المعارضة والأغلبية بعد أن اختار بعضهم إعطاء إشارات عبر صور نشرتها الصحافة المحلية في حين زكاه الباقون حتى دون أن يهمسوا ببنت شفة ، ويعول الكثير من ساكنة وشباب الإقليم على رشيد بوكطاية للترافع عن قضايا الإقليم نظرا لرصيده السياسي المحترم ، وللاحترام الذي يحظى به كشخص متواضع ، نجح في تدبير شؤون جماعة قروية باقتدار ، والجميل انه لم يتنكر يوما للمحيط والوسط الذي نشأ فيه بشهادة الساكنة والخصوم والأصدقاء ، ولكونه شخصا عصاميا بنى رصيده السياسي بثباث وتدرج …
هذا الرجل الذي يعتبر من الدعامات الصلبة لحزب الأصالة والمعاصرة بشهادة الخصوم قبل الأشقاء في السياسة ، بعدما ساهم في رسم خريطة الحزب على مستوى تمثيلياته المختلفة محليا جهويا ووطنيا ، إذ يعتبر رشيد بوكطاية من الرعيل الأول لحزب البام لكونه لم يقطر به سقف السياسة فجأة ، بل مارس السياسة انطلاقا من وسطها القروي حيث ترأس لسنوات جماعة مول البركي الذي لم يكن يسمع لها صوت ، وصارت في عهده يضرب لها ألف حساب وقلعة محصنة من قلاع حزب البام بأسفي ، جماعة تغير فيها الشيء الكثير ، بفضل اسم يدعى بوكطاية أعطاها من وقته واهتمامه وحبه الشيء الكثير ، بوكطاية الذي لم تفرش له الورود في مساره السياسي بل عاصر فترات عصيبة من حياة الحزب خلال فترات الربيع العربي ،وعاش كبوات طالما احتفظ بها لنفسه لكنه ظل يكبو وينهض متلمسا طريقه نحو أفق سياسي منشود ، متشبتا برفاق دربه ومن ضمنهم سمير كودار أحد مهندسي الحزب وطنيا الذي عاصره ضمن حركة لكل الديمقراطيين النواة الأولى لحزب الجرار ، هذا الاسم لابن حاضرة المحيط ارتبط اسمه بهياكل الحزب محليا حيث انتخب أمينا إقليميا بالإجماع دون أن يختار هذا الانتداب ، كما ارتبط اسمه بقطاع الفلاحة وبمعرض يقام كل سنة لهذا الغرض ولاغرابة في عضويته ضمن غرفة الفلاحة ، وعضو للمجلس الإقليمي بأسفي كان باستحقاق …لكل هذه الأسباب مجتمعة تنضاف إليها خصال الرجل جعلت من بوكطاية شخصا تسلط عليه الأضواء ويجعل من ساكنة أسفي تستبشر بانتخابه كبرلماني عن دائرة أسفي خيرا ، لأنه سياسي مقتدر لاشك في أنه سيترافع عن قضايا أسفي الملحة …
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17794
عذراً التعليقات مغلقة