ولد سنة 1926 بمدينة آسفي جماعة البخاتي جمعة احسيم. هاجر في عامه الثالث رفقة عائلته إلى مدينة الدار البيضاء، بمنطقة اولاد عيشة، المعروفة حاليا بدرب غلف، لم يلتحق بالمدرسة و عمل مبكرا من أجل مساعدة أسرته الفقيرة، اشتعل في البداية كماسح للأحدية، بعدها انتقل إلى توزيع الجرائد، كما اشتغل نادلا بإحدى مقاهي المعاريف، ثم ميكانيكي.
اكتشف السينما لأول مرة، عندما دخل لمشاهدة الفيلم الأمريكي “طرزان” بقاعة سينما “ريالطو”، وأثناء مشاهدته للفيلم، سقطت قطرة ماء من أعلى السقف على وجهه، في نفس الوقت الذي كان يعرض مشهد لطرزان، وهو يقفز في النهر، ما جعله يعتقد أن تلك القطرات نابعة من الشاشة، وعند انتهاء الفيلم، تسلل إلى كواليس العرض، لاكتشاف كيفية تحويل صور جامدة إلى شريط متحرك، لكن تساؤلاته ظلت دون جواب، ليصبح منذ تلك اللحظة مولوعا بجمع شرائط الأفلام التي يتم الاستغناء عنها، و حملها إلى بيته ليشاهدها على ضوء الشمعة.
استغل ورشته التي كان يعمل فيها كميكانيكي بدرب بوشنتوف لصناعة أدواته السنمائية، بل وجعلها كقاعة لعرض أفلامه القصيرة الصامتة، مقابل مبلغ زهيد للراغبين في مشاهدتها. حيث كان يلعب دور الممثل والمنتج والمخرج والقابض للمداخيل، اضافة إلى التعليق اثناء عرض أفلامه، حيث كان يجسد أصوات شخصيات الفيلم، كما كان يقوم بمهمة الدعاية لأفلامه، من خلال حمله لملصق الفيلم الذي كان يصممه يدويا، ويحمله على ظهره متنقلا بين أحياء الدار البيضاء الشعبية، معلنا عن توقيت عرض الفيلم والمبلغ المطلوب.
سنة 1948 سيتعرف على زوجته ماكدالينا (من أب مغربي و أم ألمانية) في بيت أحد أصدقائهما المشتركين، يدعى حميدو من الشباب المقاومين في تلك المرحلة، فنشأت بينهما قصة حب توجت بالزواج، لتصبح كذلك شريكته في حياته الفنية، بحكم اشتغالها في مجال التصوير بألمانيا، حيث كانت تساعده في تحميض الأفلام و تصويرها، إضافة الى التمثيل و صنع ملابس الممثلين و وضع المكياج، و إعداد الوجبات لطاقم العمل.
و في سنة 1958 سيقوم بتصوير أول شريط مغربي مطول بعنوان “الابن العاق”، الذي اعتبره نقاد السينما المغربية أول تجربة حقيقية وناضجة له في المجال، إلا أنه ظل مصنفا كهاو فقط، خاصة بعد الاستقلال حيث بدأ الاعتماد على الشواهد من أجل تنظيم وتقنين ممارسة التصوير السينمائي و تأطير عمل المصورين، ما جعله يقصى من المجال السينمائي المغربي، لكونه عصامي التكوين، ولم يحصل على أي شهادة في المجال.
رغم اكتسابه لتجربة كبيرة بفضل احتكاكه بالمخرجين والمنتجين الأجانب، الذين كانوا يأتون إلى المغرب لتصوير أفلام سينمائية، حيث كان يقدم لهم خدمات فنية استطاع بفضلها أن يشتغل كمساعد مخرج و تقني إلى جانب أسماء عالمية كبيرة، منها ألفريد هتشكوك ويوسف شاهين وأندري زويدا وغيرهم، إلا أنه لم يحظ بالاعتراف المطلوب من الجهات الوصية على القطاع السينمائي في المغرب. على عكس الغرب الذي تعامل مع انتاجاته كنفائس.
في سنة 2005 سيرحل محمد عصفور رحمه الله في صمت إلى دار البقاء، عن عمر ناهز الثمانين سنة، دون أن ينال ما يستحق من التقدير، رغم كونه سيرته الذاتية ملهمة و تستحق ان تدرس باعتباره أحد مؤسسي السينما المغربية، و صاحب الفضل في مشاهدة المغاربة لأول افلام تضم شخصيات مغربية و في أماكن مغربية، مساهما بذلك في بداية إحداث القطيعة مع السينما الكولونيالية، وولادة عهد جديد من الإبداع السينمائي المغربي.
بواسطة الأستاذ عبد الطيف الطالب.
اكتشف السينما لأول مرة، عندما دخل لمشاهدة الفيلم الأمريكي “طرزان” بقاعة سينما “ريالطو”، وأثناء مشاهدته للفيلم، سقطت قطرة ماء من أعلى السقف على وجهه، في نفس الوقت الذي كان يعرض مشهد لطرزان، وهو يقفز في النهر، ما جعله يعتقد أن تلك القطرات نابعة من الشاشة، وعند انتهاء الفيلم، تسلل إلى كواليس العرض، لاكتشاف كيفية تحويل صور جامدة إلى شريط متحرك، لكن تساؤلاته ظلت دون جواب، ليصبح منذ تلك اللحظة مولوعا بجمع شرائط الأفلام التي يتم الاستغناء عنها، و حملها إلى بيته ليشاهدها على ضوء الشمعة.
استغل ورشته التي كان يعمل فيها كميكانيكي بدرب بوشنتوف لصناعة أدواته السنمائية، بل وجعلها كقاعة لعرض أفلامه القصيرة الصامتة، مقابل مبلغ زهيد للراغبين في مشاهدتها. حيث كان يلعب دور الممثل والمنتج والمخرج والقابض للمداخيل، اضافة إلى التعليق اثناء عرض أفلامه، حيث كان يجسد أصوات شخصيات الفيلم، كما كان يقوم بمهمة الدعاية لأفلامه، من خلال حمله لملصق الفيلم الذي كان يصممه يدويا، ويحمله على ظهره متنقلا بين أحياء الدار البيضاء الشعبية، معلنا عن توقيت عرض الفيلم والمبلغ المطلوب.
سنة 1948 سيتعرف على زوجته ماكدالينا (من أب مغربي و أم ألمانية) في بيت أحد أصدقائهما المشتركين، يدعى حميدو من الشباب المقاومين في تلك المرحلة، فنشأت بينهما قصة حب توجت بالزواج، لتصبح كذلك شريكته في حياته الفنية، بحكم اشتغالها في مجال التصوير بألمانيا، حيث كانت تساعده في تحميض الأفلام و تصويرها، إضافة الى التمثيل و صنع ملابس الممثلين و وضع المكياج، و إعداد الوجبات لطاقم العمل.
و في سنة 1958 سيقوم بتصوير أول شريط مغربي مطول بعنوان “الابن العاق”، الذي اعتبره نقاد السينما المغربية أول تجربة حقيقية وناضجة له في المجال، إلا أنه ظل مصنفا كهاو فقط، خاصة بعد الاستقلال حيث بدأ الاعتماد على الشواهد من أجل تنظيم وتقنين ممارسة التصوير السينمائي و تأطير عمل المصورين، ما جعله يقصى من المجال السينمائي المغربي، لكونه عصامي التكوين، ولم يحصل على أي شهادة في المجال.
رغم اكتسابه لتجربة كبيرة بفضل احتكاكه بالمخرجين والمنتجين الأجانب، الذين كانوا يأتون إلى المغرب لتصوير أفلام سينمائية، حيث كان يقدم لهم خدمات فنية استطاع بفضلها أن يشتغل كمساعد مخرج و تقني إلى جانب أسماء عالمية كبيرة، منها ألفريد هتشكوك ويوسف شاهين وأندري زويدا وغيرهم، إلا أنه لم يحظ بالاعتراف المطلوب من الجهات الوصية على القطاع السينمائي في المغرب. على عكس الغرب الذي تعامل مع انتاجاته كنفائس.
في سنة 2005 سيرحل محمد عصفور رحمه الله في صمت إلى دار البقاء، عن عمر ناهز الثمانين سنة، دون أن ينال ما يستحق من التقدير، رغم كونه سيرته الذاتية ملهمة و تستحق ان تدرس باعتباره أحد مؤسسي السينما المغربية، و صاحب الفضل في مشاهدة المغاربة لأول افلام تضم شخصيات مغربية و في أماكن مغربية، مساهما بذلك في بداية إحداث القطيعة مع السينما الكولونيالية، وولادة عهد جديد من الإبداع السينمائي المغربي.
بواسطة الأستاذ عبد الطيف الطالب.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17841
عذراً التعليقات مغلقة