أن تزور جماعة أصعادلا ليوم واحد، أو يومين، شيء كاف بأن تتقزز نفسك من منظر منطقة شوهها الإهمال والنسيان، وتتألم لمنظر بعض الشباب يجر ذيول اليأس في طرقات تنتظر من يرق قلبه لحالها، ويستر عوراتها المكشوفة. وأن تقوم بجولة قصيرة بين دواوير هذه القرية الخالية المزعومة ودروبها المهملة، شيء كاف لتقرر أن تعود أدراجك، وتدعو لهؤلاء المهمشين في قلب الجماعة ، أن يزورهم يوما ما، والي من أولياء الأمور، لعله يكتشف أن ما يستنكره هؤلاء ويعانون منه، ليس وهما تخيلوه، أو إفكا افتروه، وإنما مرارة يعيشونها كل يوم، وأنهم يطالبون بأبسط شروط العيش، ولا يريدون جماعة أفضل ، ولا يتمنون أن تتحول قريتهم إلى” مرأة للمنطقة ” وتتلخص كل مظاهر الفوضى في العمران، والفقر والبؤس، وغياب اهتمام الذي يعكسه حالها والطرقات المتصدعة، وانعدام التهيئة والإنارة، وتصدع الموجود من بعض شبه الأعضاء ، والقمامة في كل ناحية، وكأن المنطقة ”خارج مجال التغطية”.
يتغير كل شيء إذن، ولا تتغير جماعة أصعادلا الأقرب للإقليم التي تبقى ضحية لسياسة الإهمال والتهميش واللامبالاة المفروضة عليها، منذ إحداثها جماعة قروية، مما جعلها تعاني مشاكل هيكلية متعددة رغم توفرها على مؤهلات طبيعية وسياحية مهمة، بالإضافة إلى توفرها على العديد من المعامل للفخار وسد البراج ومناطق فلاحية مهمة ، ورغم ذلك فهي تعيش التهميش والنسيان والإقصاء من البرامج التنموية التي تشهدها المنطقة، بسبب تقاعس المنتخبين القائمين على تدبير الشأن القروي داخل هذه الجماعة المعزولة والمنسية، التي لا يزورها المنتخبون إلا خلال الفترات الانتخابية بالاعتماد على عملية الإنزال، حيث يتم استقطاب وجلب المواطنين من الجماعات المجاورة وتسجيلهم في الجماعة، لتشكيل كثلة من الناخبين لرسم الخريطة حسب مقاس منتخبي الجماعة. وسكان الجماعة أعلنوا عن سخطهم وغضبهم اتجاه المنتخبين، بسبب دوامة التهميش والإقصاء الذي تتخبط فيها منطقتهم، فبالرغم من خصوصيات منطقة أصعادلا وموقعها الاستراتيجي والسياحي، فلا زالت لم تشهد بعد تنمية حقيقية، وظلت عرضة للتهميش و الإقصاء من البرامج التنموية التي تشهدها باقي الجماعات. وهناك عدة عوامل ساهمت في ذلك منها ضعف أداء المجالس المنتخبة التي لم تكن في مستوى تطلعات الساكنة التي تشكو الكثير منها البنيات التحتية المنعدمة، فهي تفتقر إلى استرتيجية تنموية هادفة، تخرج الجماعة من براثن التخلف والتهميش. ومنتخبي الجماعة غابوا عن المنطقة مند الانتخابات إلى يوم الدورات الإنتخابية ، دون الاكتراث بالأوضاع الاجتماعية التي تعيشها الساكنة، إضافة إلى تعطيل عملية تنفيذ برامج تنموية ورقية قدمت لسكان الجماعة قبيل الانتخابات الجماعية السابقة، مما حول معه الجماعة برمتها إلى حلبة للصراع الجانبي غير المجدي، كما فضلت السلطات الإقليمية التعامل بحذر مع الأجواء السياسية الحالية التي تعرفها الجماعة و من بينه حالة التنافي التي تعيشها الجماعة بسبب إستفادة مجموعة من الأعضاء داخل المجلس ببعض الدكاكين، نظرا للتقلبات المتتالية التي يشهدها الحقل السياسي مع كل فترات اقتراب الانتخابات.
وأمام الوضعية الكارثية الراهنة لجماعة أصعادلا، أصبحت تتطلب تدخلا فوريا ومستعجلا من أجل إعادة بناء القرية بشكل عقلاني ومنظم لفك العزلة عنها، إضافة أنها تفتقد إلى البنيات التحتية، ولم تستفد قط من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل جيد بسبب ضعف الجملس الجماعي ، ولا من برنامج عملية التبليط والتعبيد، مما حول المنطقة إلى مقبرة منسية، كما يحب السكان تسميتها، الذين يتحدثون عن جماعتهم بمضاضة، ويتساءلون عن الأسباب التي جعلت منطقتهم منسية دون مشاريع كما وعدوا بها الساكنة خلال الاستحقاقات الماضية ، ولا تستفيد من برامج التنمية التي شهدتها الجماعات الحضرية والقروية بإقليم أسفي ، فهناك حسابات انتخابية يقول أحد العارفين بما يجري بهذه القرية الصغيرة، هي التي أدت إلى إقصائها من أي مبادرة تنموية بالإقليم.
هذا هو إذن حال جماعة أصعادلا التي كتب عليها أن تعيش معاقة ومحرومة من أدنى شروط العيش السليم، كما كتب أيضا على شبابها أن يعيشوا حياة كئيبة، ومستقبلا غامضا بسبب جفاء منتخبيهم.
لقد حان الأوان إذن للضرب بيد من حديد على أيادي منتخبي هذه القرية اليتيمة، الذين استخفوا واستهتروا بالسكان منذ سنين خلت، وإيفاد لجنة لتدقيق وافتحاص ميزانية هذه الجماعة.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17862
عذراً التعليقات مغلقة