أصبح الحديث كله يدور عن التهميش والإقصاء من مخططات التنمية ومن برامج النهوض الاقتصادي والاجتماعي وعدم تأهيل البنية التحتية وسوء تدبير المرافق العامة. نتحدث نحن عن المدينة ما دام السادة المسئولون، المعنيون بها أكثر من غيرهم، قد خذلوها. فبها نشؤوا وتبنتهم وعرفوها كما عرفوا أنفسهم وخبروا أسرارها ، ولكن لم يأبى هؤلاء العاقون لبلدتهم و في كل مرة يطرق هذا الكلام مسامعهم إلا وقذفوا به بعيدا كما يتقاذفون الكرة ويرمون به وراء ظهورهم كأن شيئا لم يكن.
المجلس البلدي له كل المسؤولية عن الوضعية الكارثية لمدينة أسفي لعلي كنت محقا في طرحها، بل وأردت أن أجعلها من منهجية تأنيب الضمير إن وجد واستثارة مسؤولية من يتولون مهام تدبير وتسيير مجلس مدينة أسفي وسيلة كي يرجعوا عن تماديهم اللامسؤول وإهمالهم وتقصيرهم ومساهمتهم في تدهور أوضاع المدينة على جميع المستويات، خاصة عندما يصبح أمر التسيير بمدينتنا أضحوكة للعامة وللخاصة، خصوصا السياسات التدبيرية العشوائية لمسؤولينا.
تهميش مدينة أسفي ليس قدرا غيبيا محتما عليها ينبغي التسليم به والركون إليه كما لو كنا في زمن “النية” والتسليم بالأمر الواقع. بل كل ما تعانيه إنما هو صنع يد البشر وتراكم الأخطاء في التسيير والتدبير منذ عهد ليس بقديم، وأصروا في سياساتهم على تنفيذ مقولتهم الدنيئة التي تقول أن هذه المدينة لن ينصلح حالها أبدا، فتركوها على ما هي عليه تأن من وطأة الألم والظلم والعجز والتقصير، وأشهروا في وجهها سيوف الحيف والتبذير والتغاضي عن الفساد الإداري والاقتصادي المستشري في ربوعها.
الذين اعتبروا مدينة أسفي مجرد بادية لم يخطئوا في وصفهم بل نزيد على قولهم ونقول لهم أنها أصبحت كائنا هجينا. فلا هي بالبادية كما يعرفها الناس ولا هي بالمدينة . يكفي أن يقوم المرء بجولة قصيرة في المدينة ليرى مظاهر البداوة والعشوائية وتداخل الأبنية والكلاب الضالة والمهاجرين السريين وأكوام الازبال و غبار الطرق المتآكلة رغم حداثة إنشائها ليعلم معنى مقولة أنها (إيغرم أختار).
مدينة أسفي بحاجة ماسة لسواعد تعمل و كفاءات تكد وتجد لتتولى المسؤولية في إدارة مجلسها البلدي، كفاءات لها الغيرة الحقيقية على المدينة ويحز في نفوسها ما وصلت إليه من انحطاط وتدهور، لتعمل أكثر مما تقول، كما أناشد السكان ( حاضرة المحيط ) أن يكونوا في مستوى التطلعات وان يبذلوا جهدهم في اختيار
الأصلح ثم الأصلح إن أرادوا إنقاذ المدينة ….
المصدر : https://www.safinow.com/?p=17890
عذراً التعليقات مغلقة