في ظل موجة ارتفاع الأسعار التي يكتوي بنارها المواطن الفقير، يسود سخط كبير وتذمر وسط فلاحي جماعة لمراسلة بعد التراجع الكبير في ثمن الكبار المورد الوحيد الذي تعول عليه الساكنة لإنقاذ الموسم الفلاحي وتغطية بعض مصاريف فصل الصيف. لا يختلف إثنان حول أهمية منتوج الكبار وما أضافه للمنطقة وما يرافق موسم جنيه من رواج تجاري واستقرار مادي. لكن مع بداية موسم هذه السنة فوجئ المنتجون بانخفاض كبير في ثمنه وصل إلى نصف ما كان عليه السنة الماضية. فثمن الكيلوغرام لم يتجاوز 15 درهما وهي قيمة لا تكاد تغطي مصاريف جنيه، مما أثار قلق الفلاحين الذين وجدوا أنفسهم عرضة لتلاعبات السماسرة والوسطاء وكبار التجار والمصدرين الذين يحتكرون هذه المادة ويستغلون غياب تعاونيات أو جمعيات تؤطر الفلاحين وتوحد كلمتهم وتلم شملهم وتجعل منهم قوة ضغط تتحكم في العرض وتدافع عن مصالحها أمام جشع هؤلاء. فالفلاحون المساكين مغلوبون على أمرهم لا يعرفون ما العمل وكيف يمكن وقف هذه “الحكرة”.
مسؤولية هذا الوضع يتقاسمها عدة فرقاء بدءا بالفلاحين أنفسهم الذين لم يستوعبوا بعد أن التكتل داخل تعاونية أو إطار مؤسساتي أصبح حتميا للدفاع عن مصالحهم وحماية أرزاقهم من جشع المفترسين، وهذا ما يفتقده فلاحو جماعة لمراسلة والجماعات المجاورة. ولنا عبرة بما يقوم به منتجو الطماطم في اسبانيا الذين فضلوا غير ما مرة رمي محصولهم في البحر عوض تسليمه بأبخس الأثمنة للسماسرة. المسؤول بالدرجة الثانية عن هذا الوضع هو الدولة ممثلة في كل القطاعات المعنية وعلى رأسها مديرية الفلاحة والمصالح الخارجية الأخرى والسلطات التي تتفرج على هذا الوضع تاركة المجال فسيحا للسماسرة والوسطاء والمحتكرين دون التدخل من أجل وضع ثمن مرجعي يحمي الفلاح الصغير ويحافظ على مدخوله، خصوصا أن الجهات المسؤولة تعلم علم اليقين حجم وقيمة صادرات المغرب من الكبار إلى الخارج وتعلم علم االيقين بكم يباع الكلغ الواحد مقابل الأورو.
المسؤول الآخر عن هذا الوضع هو المجلس الجماعي (ونحن جزء منه) الذي تفرج بدوره دون أن يحرك ساكنا أو أن يبحث عن جلب استثمارات وشراكات مع فاعلين في هذا المجال من أجل استثمار هذا المنتوج المحلي الرستاقي وجعله أداة ومحورا لتنمية المنطقة عبر إقامة معامل لمعالجة الكبار محليا للمساهمة في زيادة مداخيل الفلاحين وتشغيل أبناء المنطقة وتحسين مستوى عيش الساكنة. وهناك مسؤولين آخرين على رأسهم السماسرة ومصاصو الدماء الذين لا يهمهم سوى المناورة وتحقيق الأرباح ولو على حساب معاناة الآخرين…كما نتحمل نحن الشباب جزءا من المسؤولية بسبب تقصيرنا وتقاعسنا عن تأسيس تعاونيات وتوعية الفلاحين وتأطيرهم.
كفى_تلاعبا_بثمن_الكبار
المصدر : https://www.safinow.com/?p=18034
عذراً التعليقات مغلقة