بقلم // عبد الهادي احميمو *** إننا مرغمين على الانتظار خمسة سنوات لكي تثبت لنا أن التجربة الواقعية بالمجلس الجماعي بأسفي لا يترك مجالا لشك أو مرتاب بأن تجربته السياسية محكوم عليها بالفشل في ظل أحزاب المتكونة داخل الأغلبية أو المعارضة ، فكل حزب تحول إلى ” فرقة مسرحية ” يقودها أفاق من الأفاقين منتشيا بمكاسبه الأنانية والكبرياء و تجاهل المواطن الذي صوت عليه لكي يصل إلى ما هو عليه الأن، هذا بدلا من أن يحصل الأسفيون على مجلس متجانس ومتفتح لخدمة المدينة ، لكن الأسفيون أصيبوا بأكبر كارثة تصورها أي مواطن مثقف أو مفكر حينما صوتوا على هؤلاء مشوهين خيب الآمال.
النفاق السياسي داخل المجلس الجماعي في عرفنا بأسفي هي “الفوضى”، و شد لي نقطع ليك تعني مجموعة زرائب لها أصحاب يتصارع كل واحد منهم لسرقة مزيد من القطعان، و القانون هو مجموعة أعراف تختلف من مجموعة إلى أخرى، و المجلس الجماعي تمثال شمعي لا يستطيع ضرا و لا نفعا لأحد، من هنا نجد أن مكانة التفطح والعجرفة و التفرويح والمراوغات الفاشلة – رغم إنجازات التي حققوها وهي تحت الصفر – لا نتوقف هنا لكي نبخس عمل زيد أو عمر، فالإنجازات تأتي بدعم هذا العضو أو داك الذي يأتي بنتيجة طبيعية لتنفذ صراعات مرشحي الأحزاب داخل المجلس = ويمكن القول أن نطلق عليهم مهرجين لا يملكون عقلية العمل الجماعي أو أي عمل يشكر عليه .
إن المجلس الجماعي الذي أبتلى بأحزاب أيديولوجية من النمط البعثي، يعيش حالة مستمرة من المعاناة و الواقع المؤلم الذي يعيد و بشكل متكرر صناعة و صياغة المآسي و المشاكل، و كدليل على مدى هي تلك الصراعات التي عاشها أو يعيشو مند مدة .بسبب خلافات وهمية لا تسمن ولا تغني من جوع – مع استثناءات نادرة – و عدم اهتمامهم بمعاناة المواطنين هو أن كل الأحداث المأساوية التي عاشها المواطن الأسفي تنتهي ضد مجهول أو تربط مباشرة بتنظيم مصالح شخصية والفائز هو “الوحش الكارتوني”، فصار اسم هذا التنظيم المنقرض شماعة يخبئ بها هؤلاء الأعضاء في فسادهم .
كان الأحرى بالأسفيين أن يترحموا على المجالس السابقة ثم يقوموا بتطبيق كلمة ما تبدل صاحبك غير بلي كره منوا ، وأن التجربة السابقة في هذا المضمار كانت لا بأس بها عكس ما نراه اليوم ، بعدما أصبح كل يلغي بلغاه ويتفطح على المواطن بكونه مستشار جماعي وكلمته فوق كل شيء ، وتجاهل مرة أخرى يوم الاقتراع وطليب وارغيب في المواطن لكي يستفيد من صوته ” اللهم إنا هدا لمنكر ” هذه المقولة هي أحد أروع الأمثلة، فهذه المدينة الغنية بخيراتها والفقيرة إذا ما قورنت ببعض المدن المجاورة ب ثرواتها الضخمة و لكن هاته الخيرات نهبت من طرف من تحملوا مسؤولية تسيير الشأن المحلي و النظام و الترتيب الذي يعيشه هذا البلد يرجع إلى أن هذا البلد تبنى النمط الأوروبي العلماني الديمقراطي و تم فصل رجال الدين عن السياسة – و ليس عن الحياة – بينما في أسفي تقوم أحزاب قومجية بمنع المناضلين ” الشرفاء ” من العمل لصالح المواطن بينما يحل لهذه الأحزاب أن يمتطوا عمامة رجل المعرفة وسليت وباك صاحبي وشد لي نقطع ليك ولي عندوا مو في العرس كاع ما يباث بلا عشا ، وهنا نؤكد أن كل من تهيأت له الظروف في الضحك على المواطن لكي يصل إلى مبتغاه هو من أجل إستغلال منصبة في “قضية قومية”!!
و المؤسف أن المواطن الأسفي لا يمتلك لحد الآن الوعي الكافي الذي يفصل بين المجلس ككائن خدمي يبحث بين وظيفة العمل المحصور في الأخلاق الاجتماعية و الفردية و بناء منظومة خلقية متكاملة بعيدا عن هيمنة المجلس، فعملنا كإعلاميين كله مسخر للتصدي للنفاق السياسي، فكلنا نسأل عن الأخلاق الشخصية لزيد أو عمر من الرئيس إلى أخر عضو بالمجلس – مثلا : هل هو يشرب العسل ..؟ هل يعجب بالمراوغات الفنية..؟ هل يصلي و يصوم..؟ كم طول مســـــبحته..؟ بينما لا أحد يسأل عن نزاهته كشخص و هل هو متهم بالفساد أم لا؟
لا بد من الفصل الكامل بين العمل والوظيفة ، كخطوة أولى، و لا بد أيضا أن يكون المجلس كله ديمقراطيا لا أن يصبح “مهزلة” فيكون طرف من الفوضى و الطرف الآخر “دكتاتورية جبرية أموية” و طرف ثالث تاه بين الدين و الحرية؟ إن التجربة التي نعيشها الأن بأسفي عبر مجلس “المجاملات” و الذي جاء كنوع من الرفض لمحاولات المتكاملة .
للأسف فإن ساكنة أسفي كرهت إسم مستشار جماعي حينما تجسدت أمام أعينهم في أحزاب قومية كريهة تؤمن بشيء واحد من الفلسفة “القبيحة أصلا” هو “الدكتاتورية” و ترسيخ التفرعين كـ”مخدّر” للساكنة لكي لا يهتمو بمشاكلها و يكتشف الكذبة الكبيرة التي يعيشها، لو فهم الأسفيون على أنها مجرد “حيادية السلطة” في التعامل مع المواطنين لربما تجاوزنا كثيرا من المحن و أن مسرحيتهم لا تعني بقدر ماتحمي للمواطنين الحرية في الإيمان و الاعتقاد …
المصدر : https://www.safinow.com/?p=18347
عذراً التعليقات مغلقة