ولازال العديد من رؤساء الجماعات بإقليم أسفي يركبون أهواءهم ضدا على ما ينص عليه القانون، وبدل أن ينصاعوا لتوجيهات الحكومة فيما يتعلق باقتناء سيارات الدولة، نجد بعض رؤساء الجماعات قد زاغوا عن هذا التوجيه، وبدل أن يشتروا سيارة من نوع “داسيا” اقتصادية ولا يتعدى ثمنها 9 ملايين سنتيم، استغرب نشطاء على الفايسبوك بنشر صور سيارات فارهة تعود لجماعات قروية وحضرية مثال جماعة أسفي ، تم اقتناؤها من المال العام لفائدة رؤسائها بأثمنة خيالية، كما هو الشأن لسيارة من نوع مرسيدس 200 الجديدة، التي تظهر في الصورة ويتعدى ثمنها 90 مليون سنتيم.
والغريب أن بعض رؤساء الجماعات القروية بإقليم أسفي، قاموا باقتناء سيارات رباعية الدفع، وآخرين اشتروا سيارات فارهة، وذلك في الوقت الذي لا تمتلك فيه الجماعات التي يمثلونها مدارس في المستوى ولا مستوصفات ولاطرقات ولا ماء صالح للشرب ولا انارة عمومية، ولا حتى مؤسسات التربية والرياضة والترفيه، غير أنهم بالمقابل يقوم رؤساؤها باقتناء سيارات باهضة الثمن من المال العام، الذي كان من المفروض أن يوجه لخدمة المواطنين.
وعلق العديد من النشطاء الفيسبوكيين على الظرفاء و تلك الصور الرائجة في الموقع الأزرق قائلا “هذه ليست سيارات ﺭؤساء ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻮﻧﺎﻛﻮ أو باريس بفرنسا أو لندن بإنجلترا ﻭلا نيويورك ولا ﻻﺱ ﻓﻴﻐﺎﺱ بالولايات المتحدة الأمريكية، بل إنها سيارات تعود إلى رؤساء جماعات قروية وحضرية بالإقليم أسفي و بالمغرب بصفة عامة .
وقال معلق آخر “في الوقت الذي تفتقد فيه بعض الجماعات إلى ضروريات الحياة في حدها الأدنى، يصرف رئيس الجماعة ثروة هامة على سيارة فارهة لم يكن يحلم بها إلى بعد ولوجه عالم الإنتخابات ”؛ فيما تساءل ثالث عما إذا كانت هذه الجماعات تسجل فائضا في ميزانياتها، يسمح للرئيس بركوب مثل هاته السيارات”.
وكتب أخر “بالأمس القريب، كانت تخصص لرئيس الجماعة سيارة من النوع العادي جدا، حيث كان مال الشعب لا يُصرف في الترف، وإنما في ما يعود على المجتمع بالنفع”، ثم أضاف “كم من رئيس جماعة غني يركب سيارته الخاصة الفارهة خارج أوقات العمل، وأثناء مزاولته مهامه الرئاسية يركب سيارة الدولة قليلة الثمن كثيرة الفائدة” حسب قوله.
وتساءل آخرون عن دور السادة الولاة والعمال و الحكومة المغربية في مراقبة عمل الجماعات سواء منها الحضرية أو القروية أو الإقليمية ، وحثها على ترشيد النفقات، حيث دبح أحدهم “نطالب رئيس الحكومة ووزير الداخلية بتحريك لجن المراقبة والمحاسبة، وتقديم رؤساء الجماعات للمساءلة حول البذخ الذي يعيشون فيه على حساب المواطنين”.
وكان لمغاربة العالم نصيب في السجال، حيث كتب متسقر ببلجيكا: “هل تتذكرون فيديو وزراء السويد، مكتب عاد جدا، وتنقل على دراجة هوائية”؛ وفي تدوينة لمغربي من كندا قال: “تمت محاسبة وزيرة كندية بسبب شربها كأس عصير في فرنسا بقيمة 16 أورو، فما بالك لو صرفت مالا طائلا لشراء سيارة فارهة لمزاولة وظائفها”.
وأجمع معلقون على ضرورة تدخل الحكومة المغربية لوضع حد لمظاهر الترف التي بدأت تظهر على بعض رؤساء الجماعات، حيث قال مغربي من ولاية فرجينيا: “حذار من أن يتطور الأمر إلى منافسة بين رؤساء الجماعات، فنراهم قريبا بسيارات فيراري ولامبوركيني على طرق محفرة، فيما جماعاتهم أعمدة الإنارة بها معطلة، والمستشفيات مفتقرة لأبسط المعدات”.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=18419
عذراً التعليقات مغلقة