إنّ الصحفي عبدالهادي احميمو، وعبدالسلام حلي رئيس جمعية محبي كرة القدم بٱسفي قد تعرّفا على بعضهما البعض في ثمانينات القرن الماضي، وربما لم يتوقّعا آنذاك أن تقودهما محبّتهما لمدينة اسفي وفريقها المحلي أولمبيك اسفي إلى تجربة مؤلمة تماماً على الصعيد الصحي في وقت لاحق.
يوماً بعد يوم يثبت لنا الزمن أن الصداقات الحقيقية تصمد أمام أصعب المحن، عبدالهادي احميمو وعبدالسلام حلي واحدة من تلك الصداقات الحقيقية التي تجاوزت مجرد مشاعر الألفة والتقدير وأصبحت ملاذًا للقوة والعزيمة خلال هذه المرحلة العصيبة في حياتهما.
من الواضح أنهما ارتبطا بروابط وثيقة بمدينة اسفي، وتحديدًا رفقة فريقها المحلي أولمبيك اسفي الذي أصبح هويتهما الثانية. إنّ عشق الرياضة يترسّخ في قلوبهما، وكرة القدم هي اللغة التي يتحدثان بها دون حاجة للكلام، وعبر اندفاعهما الروحي القوي تمكنا من تجاوز الصعاب على أرض الملعب وخارجه.
ولكن الحياة لا تمنح الإنسان إلا ما كتب الله له، وهذا ما يظهر جلياً في قصة احميمو وحلي، فقد واجها تحديًا أكبر بمراكش، حيث يصارعان المرض بكل شجاعة. عبورهما بصبر وقوة إلى عالم المرض يعكس تمسّكهما بالحياة وإرادتهما الصلبة في التغلب على الصعوبات.
مدينة مراكش، المدينة التي تُعَدُّ جوهرة المغرب، أصبحت مكانًا للشفاء الجسدي والروحي للرجلين الشجاعين. بعيدًا عن بيوتهما وأهلهما يقفان معًا في هذه الرحلة القاسية، داعمين بعضهما البعض، ومشتركين في ألم الغياب عن محبّيهما.
على الرغم من معاناتهما يظلّ الأمل مشعًا في عيونهما. يؤمنان بأنّ العقبات يمكن تجاوزها، وأن الحياة لا تزال تحمل الكثير من الأمل والفرص للاستمتاع بلحظات جديدة ومشاركة محبّتهما لكرة القدم مع العالم.
إنّ مثل هذه القصص المؤثرة تُذكّرنا بأنّ الحياة مليئة بالتحديات والمحن، ولكن يبقى في قلوب الرجال القوّة والعزيمة لمواجهتها والتغلب عليها، وعبدالهادي احميمو وعبدالسلام حلي قد أصبحا رمزاً للإرادة والصمود في مواجهة المحن.
نتمنى لهما الشفاء العاجل والعودة إلى منازلهما ومحبّيهما بمدينة اسفي.
ختاما، دعونا نتعلّم من هذه القصة العظيمة أنّه لا يهم ما يواجهنا من تحديات في الحياة، فالشجاعة والإصرار هما مفتاح النجاح والتغلب على الصعاب، لنبقَ قويّين في وجه المصاعب، ولنتذكر دائمًا أنّ الأمل هو ما يضيء طريقنا في ظلمات الأوقات.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=18511
عذراً التعليقات مغلقة