إلى من يهمّه الأمر هل مَن يسمع ويفهم؟…أم ماذا!!

في البدء

مرّت بلادنا بمصائب عديدة كُتبت علينا، ومن بينها الزلزال الأخير، وهُدمت بيوتنا وشُتِت أبناء وطننا، وقُتِل وفُقد أعدادٌ من مواطنينا، بل أعداد لا تُحصى،  وجُرح الآلاف !!  فهل تعلمون ما عدد الذين قُتلوا وخُطفوا وشُرّدوا إضافة إلى الجرحى الذين لا تُحصى أعدادهم. والمخيف أننا لا زلنا ندفع الثمن غالياً بسبب تصرفاتنا التي شُنَّت علينا وما حلّ بنا، كما لا زلنا حتى الساعة نعيش أزمات تلو أزمات، ولم نعد ندري إلى أين نتوجه وأين هو السبيل الصحيح والسراط المستقيم.

بقلم الصحفي // عبد الهادي احميمو

كبار المدينة على ظهر الإنتخابات ؟

أقولها: لنسأل مَن هم الذين يسيرونا ؟، ومَن هم الذين قرّروا تمثيلنا ؟ وفرضوا وجودهم علينا ؟ على المواطن أو شعب بصفة عامة لم يكن لهم لا ناقة ولا جمل، لا في التسيير ولا في التمثيل ولا في الوجود !. ألم يكن بإمكانكم أيها الكبار أن تدركوا أن ذلك يأتي في مجال تدمير المواطن وإهانة  حقوق الإنسان وفساد القيم والأخلاق وتشتت العوائل والشعوب؟ ولكن ألم تكن تلك إرادتكم؟ فعملتم على دفن حقوق المكوّنات المنتخب الذي صوت عليه المواطن لتمثيله في المجالس المنتخبة وأنتم تنادون من برامجكم الانتخابية بتوفير كدا والدفاع عن كدا وحقوق المواطن وأي مواطن تتحدثون عنه ، فجعلتمونا، كما أصبحنا رغم ضعفنا  من الدرجة الأخيرة في الحفاظ على حقوقنا؟، ألم تكونوا أنتم والآخرين والمصالح السبب في هذه الأزمات وخلق النعرات في تخريب المدينة وتشريد أبناءها ؟ ألم تدركوا أن المواطن الأسفي قد أُهين في كل المجالات وأصبح في قوائم مهملة ومنسية في إحصائيات المدن المغربية ؟ هل يجوز ذلك؟، هل تعلمون إننا لا زلنا نعاني ضياع السلام والأمان منذ سنين عديدة ومن نصف قرن تقريباً؟ الا تعلمون ما أصبح عليه أبناء ها ته المدينة التي تسمى بحاضرة المحيط ؟ فإن أردتم أن تنعم حاضرة المحيط بمستقبل آمن فاعملوا من أجل أن يكون الصدق والعمل الجاد هو شعاركم بدلا من مصالحكم الشخصية ؟ في أسفي توجد مسيرة الخير والمحبة وليس عبر الشعارات الخاوية والصراعات على الكراسي والمناصب والقرارات المغلوطة  أليس كذلك ؟ فهل من الأخلاق أن يضيع المنتخبون بكل أصنافهم مجلس جماعي مجلس إقليمي مجلس الجهة برلمانيون بالغرفتين في طرق مكسورة من تصاميمهم ، لتُباع بها مصالح بائسة ، ويبقى المواطن الأسفي مقهورا يئنّ من وطأة الفقر والتهميش والبطالة ، وتبقى أسفي أو حاضرة المحيط ضحية لصراعات سياسية بين المنتخبين وحسب مشيئتكم !!. فإنني أسأل: أين دور كبارنا قبل كبار الدنيا؟، هل هم عبر أسطر الجرائد وإذاعة الإعلام أم ماذا؟.

كرامة الأسفيين قبل كل شيء

ألم يكن ونحن نمرّ بمأساة الحياة بهذه المدينة أن تعيدوا إلينا حقوقنا وعلمنا، وأنتم تعلّمونّ حبها يجري في دماءنا ( أسفي ) ؟ ألا يكفيكم ملئ بطونكم  ونهب ثرواتها و كنوزنا وتهجير أبناءها وعقولها  وسرقة كفاءاتها ، وتمزيق رباط وطنيتها بحجّة حمايتهم والدفاع عن مصالحهم والمحافظة عليهم. لكن في عهدكم حصل ما حصل، وهو إننا ذُبحنا كلنا، كما أصبحت نفوطنا وخيرات بلدنا مُلْكاً لمصالحكم ومحرَّمة علينا، وأمسينا فقراء، وأصبح المواطن الأسفي بسببكم فقيراً يتسوّل بين طرقات الأزقّة والشوارع ويستعطي من كبار الزمن، وأمست أجيالنا بلا  تعليم ولا شغل والصحة ،خاصة وأن ومستشفياتنا في أسفي بلا دواء ولا أطباء، فأين كرامة المواطن الأسفي ، وأين حقيقة نعمتنا ؟ أليس كذلك ؟ وهل تعلمون أنه بسببكم  أصبحنا تائهين في مسيرة الحياة ، وأصبح الرزق فساداً، والنهار مخيفاً، والراحة لم تعد ذكرى؟ وفي كل ذلك كنتم تتفرّجون علينا، وتطبخون مواعيد تحريرنا كما كنتم تقولون، إذ كنتم مدركين تماماً أنه ليس باستطاعتنا سوى الطاعة والخنوع وليس فقط الخضوع، وربما السبب سببنا نحن من انتخبكم وصوت عليكم وأنتم لا تستحقون ذلك ؟ ألستم أنتم من تقولون  إن كبارنا ورؤساءنا وسياسيينا غير متّفقين ولا متّحدين، بل منقسمين وغير منتمين إلى حقيقة مدينتهم ، ويفتشون عن مصالحهم وعشائريا تهم وطائفياتهم وقبائلهم ، وربما حسناً تقولون وفي ذلك كثير من الحقيقة، ولكن أليس السبب هو سببكم أيضاً ؟ ألستم أنتم الذين تشجعونهم على بيع مصالح أوطانهم ؟ من أجل ملء جيوبهم ونسيان حب مدينتهم  من أزماتها ؟ فأنتم تشترون وتبيعون كبارنا، وكل هؤلاء جعلتموهم سلعة لمصالحكم وحسب ما تهوى نيّاتكم لأجل خير غاياتكم ومن أجل أمان مصالحكم ومصالح أبناءكم . أليس كذلك!.

مدينة الحروب الساسية

كانت مدينة أسفي في السابق و الأزمنة التي مرّت بأجيالها وقرونها مدينة الحضارات والعلم، وأصبحنا اليوم مدينة الحروب والخصومات بين من كنا نتطلع لهم بأنهم سوف يعملون من أجل تقديم ولو شئ بسيط لهده المدينة في عهدهم الانتخابي ، فلم نعد نجد أمام أبصارنا إلا تهجيراً ونزوحاً وفقرا ، فآثارنا سُرقت وهُدمت وبيوتنا وديارنا، ونُهبت أموالنا وحلالنا، أمَا كنتم تعلمون ما سيحصل لنا في عهد ها ته المجالس المنتخبة ؟ والسؤال هو: مَن أتى بهم ليمثلونا ويطردوننا ويسرق رزقنا الذي ربحناه بعرق جبيننا ( نحن من صوتنا عليهم )؟ نعم نحن من صوتنا عليهم وكنا نعتقد فيهم خيرا لهذه المدينة لكن العكس صحيح ؟ أليس ذلك من أجل الورقة الزرقاء أشتريتم وطنيتنا وإخلاصنا ونفوطنا بل وإنسانيتنا ؟ وأصبحنا نحن والمدينة سلعة تباع وتشترى كما تشاء في عهد المصالح ، فضاع كل شيء ولم نعد نملك شيئاً، وما نملكه ليس مُلْكنا، كما أنعم الله على حاضرة المحيط بالخيرات والبركات، بالسمك والفوسفاط والفخار والفلاحة والجبص ، لكن المستفيد الأول والأخير هو الغريب ؟ فهي من أجل أولادنا و من أجل تقدمنا وبناء مدينتنا ، فقد كنا نحيا ملئ قدر إمكانياتنا، ونرضى برزقنا، ونهنأ بنهارنا وراحة في ليالينا.

حدود حريتنا

نعم، فبعد تهجيرنا آويتمونا في كل شيء، ومنحونا دواءكم، وكنا راضين بنعمتهم وعطاءهم، ودعونا بالسلام للسماسرة والانتهازيين و أصحاب الوعود المزيفة، ولكن ألم يكن هذا الغذاء وهذا الدواء وهذه الكرفانات مفيدة لساكنة أسفي البئيسة التي خيّمت على نفوسنا وبيوتنا، والتي كتب التاريخ مسيرة الألم التي عشناها في عهد هؤلاء المفسدون عفوا ( المنتخبون ) ؟ كما كان لنا حرية العبادة ولا أكثر من ذلك، وهنا تقف حدود حريتنا، وبأس الحدود التي تؤشَّر من قبل البشر، ففي ذلك ينسون أن الله قال:”هي ذي الأرض كلها لكم” يعني لجميع الشعوب، فلماذا تعلّموا حكّامنا أن حرية الإيمان حرية مقدسة ؟ كما هو الحال في أسفي ولكن أين هو تحقيقها وعيشها كما ولا زالت قضايانا في أروقة مكاتبهم وكأننا من الكافرين ولا نستحق العيش إلا حسب تعليماتهم ؟ والتي أنتم أتيتم بها ، وهذا ما قاد المفسدين إلى هدم ثقتنا في كل المنتخبين ،

مستقبل أجيالنا

نعم، لقد قدّمتم لنا دستوراً لحريتنا ولديمقراطيتكم من أجل ديمقراطيتنا، فقد كنّا ندرك دورنا ومواطنتنا على قدر ما وُهب لنا من نِعَم السماء، فأعطيانا التهميش ، فما وعدتمونا به خلال الانتخابات السابقة لا يليق بنا وبكم قبل أن يكون عاملاً من أجل ها ته المدينة وحرية إنسانها وسعادة ساكنتها ، وما فيه يكفي ليفرّق بين زيد أو عمر وحاضرة المحيط  تجعلنا جميعاً أقليات بائسة ،ولا نملك شيئاً، فكلنا مُلْكٌ للكلمة وإعلامها وليس لأصحاب المناصب ، ولكن بسبب التهور والصراعات الشخصية الذي كتبتموه وصادرتموه لنا ولمسيرة أيامنا ، فهو مليء بثغرات الدمار والقتال والتفرقة والتقسيم وتدمير الحقوق؟، وجعلتم من ديمقراطيتكم وحريتكم سبيلاً لنا للدمار ولكم فيها حقوق المواطن الأسفي مصالحكم . فلقد كنا نتطلع للخير معكم واحداً متآلفاً، وكنا وطناً واحداً، متساوين في الحقوق والواجبات، كما كنا في أسفي أمنياتنا نحيا فيها ونبني مستقبلنا ومستقبل أولادنا، ولم نكن نحلم إننا يوماً سنكون من الحاملين لحقائبهم وراحلين، أو من المهجَّرين على طرق العالم، فلماذا عملتم على تقسيمنا من أجل أن تنموا بخيرات ها ته المدينة الغالية على قلوبنا ؟ وفي اختيار منهاجكم التقسيمي هذا، جعلتم منا طوائف متفرقة بكلامكم المعتوه .وأنتم تدركون جيداً إن ذلك سبب لتدميرنا ليس إلا!. فلماذا جئتم بالخراب والتهميش ،وفي ذلك كنتم  سبباً في تفشّي الفساد بأسفي وهدم مستقبل أجيالنا، وأصبحنا مشرَّدين ومهجَّرين من بلد إلى آخر.فنحن أسفيون ،  أليس كذلك؟.

دعوات الرحيل

أليس من الواجب الأخلاقي أن تعيدوا بناء ما هُدمتم في أسفي ، أليس من الأخلاق أن تحافظوا على مواطنينا من أجل عدم إفراغ أوطانهم بالرحيل ؟ بدل أن تأخذوهم تحت عناوين ومسميات مختلفة ، لم نسمع بها من قبلُ، ولم تخطر يوماً على بالنا، من أجل بقاء الأسفيين وخدمة بلدهم ، بل لا زلتم أحياناً تُصرّحون بأنه بعد سنوات لن يبقى أي مواطن حر بهذه المدينة سوى اللصوص والانتهازيين وما شكل من هذه الأقاويل ، فأنتم تعلنون وأنتم تصرحون ،  وهذا ما يؤيّد مرادكم ويحقق مطالبكم الظاهرة والخفية،  بدل أن تكونوا روّاداً لسموّ الأخلاق في إعادة البناء والأمن والاستقرار وتثبيت أبناء المدينة في أرضهم،

وأنتم كل يوم تغنون بالتعايش والمعايشة والبقاء فيها ، فبأس هذه الازدواجية في التعامل مع المواطن المضطهدة والأصيلة ، وأصبح القارئ والسامع لا يدرك غاياتكم ، ومآربكم .  فبحق المبادئ التي تؤمنون بها واليافطات الإنسانية التي ترفعونها ، الم تحن الساعة كي تنصفوا الإنسان الأسفي في الحصول على حقوقه المهضومة وتعودوا إلى حقيقته،  والذي دُمّر قلبه قبل أن يموت جسده، وبيع شخصته وهو جنين في بطن أمّه، وقبل أن يرى شمس الوطن المحرقة وجفاف الشتاء؟ كما أليس من واجبكم الأخلاقي أن تعيدوا وتعملوا على إيقاف دعوات الرحيل وإفراغ البلد بمشاريع ترفد الكفاءات، وتزرعوا بذار العلم في أرض الوطن الجريح… فأنتم بلاد الحرية والعلم والتكنولوجيا، ونحن نقرّ ونعترف بذلك ،أليس كذلك؟.

الخاتمة

إلى متى نبقى صامتين؟ وإلى متى نسجد لكبار المصالح ؟ ونكون عبيداً لأناس وظيفتهم خدمتنا والمحافظة على وجودنا والإعلان عن أصالتنا وليس إستعبادنا؟، فالرب أوصانا أن نقول الحق فنكون أحراراً وليس شهود زور من أجل حفظ ماء وجه الكبار الفاسدين، الذين يسرقون بكل أدب واحترام ، وهم من آل بيت الحقيقة يُسمّون ،  فلماذا نركض وراء العبودية؟ ألا يكفي ما حلّ بنا وما قاسيناه معهم ؟ إنهم يجلسون ويحاكموننا في المجالس المنتخبة ، وينهبون ويكذبون ويسرقون بأصول ولا أحد يعرف مكنوناتهم إلا الله (العلي العظيم) والذي على كل شيء قدير، ويعلنون أخباراً مزيّفة عبر التواصل الاجتماعي المزيّف ولا أحد يحاسبهم، بل لا لوم عليهم لأنّ الدنيا تحميهم، والدستور يقيهم،  والمناصب تستر خفاياهم.

نعم، فاليوم قبل الغد لنطالب برفض الوجوه التي استعبدتنا دون أصل حق، وحَكَمَتْنا زمناً كبيراً، فاليوم نحتاج شباباً هم رجالٌ يخافون الله ويقدّسون اسمه ، ويخدمون البشر، ويعلّمون طريق السماء، ويعلنون الحق، ويصلحون الفاسدين بدل حمايتهم وتسميتهم بما لا يستحقون من ألقاب ومهما كانت المصالح والنيات. ولكن هل هي معبَّدةٌ تلك الطريق بعد أن صار الإنسان يعبد الدنيا وكبارها ولهوها، وهو لهم ولها خَرَّ سجوداً، ومن المؤسف أقولها ؟ فنحن اليوم نؤله بشراً ، وختاماً اُردد، ما يقوله المسيح الحي “من له أذنان سامعتان فليسمع، بل من له أذنان سامعتان فليفهم ، فهل هناك مَن يسمع ويفهم؟ وعذراً ، نعم ،إنها الحقيقة ولكن الحقيقة شُيِعَت والعزاء لحامليها . نعم وآمين.

المصدر : https://www.safinow.com/?p=18874