ارتبط اسم المرحوم المعلم سيدي محمد الفيلالي ” كناوة اسفي ” بالمنزل الذي اشتراه من المدعو ” عيطونة “
ما ينال إعجابي ويروق لي هو النبش في ذاكرة اسفي حاضرة المحيط لاستخضار بعض من ذكريات الزمان الجميل لأناس طيبين ما زالوا على قيد الحياة أطال الله في عمرهم و كم يسعدني الحديث عن اناس مبدعين فنانين مبتكرين خلاقين ماهرين وهم أيضا من أطيب خلق الله رحلوا في صمت إلى دار البقاء للقاء الدائم الحي القيوم الذي لا يموت رحلوا وهم تاركين بصمتهم الخالدة تشهد عليهم كعربون محبة ووفاء لما قدموه واعطوه لهذه المدينة الحبيبة ولما اسدوه من خدمات جليلة حبا وفخراو اعتزازا بمدينتهم الأم وليس طمعا في المال او ملذات الحياة اوالشهرة بل كانوا رحمهم الله يعملون جاهدين على جميع المستويات لتخليد أسمائهم الشريفة وارواحهم الطيبة الزكية مدونة في صفحات تاريخ مدينة اسفي .تشهد عليهم وعلى امجادهم وعطاءاتهم
والحمد لله لا خوف على ابناء حاضرة المحيط فهم أبناء شرفاء كرماء اجلاء جلهم اطر تقلدوا المناصب العليا للدولة وما زال لحد كتابة هذه السطور يتقلدونها و كذلك منهم عدد كبير لا يستهان به من الرياضيين والسياسيين والمثقفين والفنانين مثلوا المغرب كسفراء بلدهم العزيز وشرفوا المغرب احسن تشريف .
ومن بين هؤلاء الأبرار الدين غادرونا إلى دار الفناء ارتايت في هذا اليوم السعيد أن انبش في ذاكرة فنان كبير عشق الفن الكناوي منذ صباه وتألق وتفنن وابدع في هذا التراث الاصيل بواسطة العزف آلة الكمبري الآلة التي أعطاها اهتماما بالغا حتى أصبح يتقن العزف عليها وذاع صيته واشتهر اسمه بين عشاق الفن الكناوي ولاسيما بعد حصوله على صفة معلم كناوي وبهذه المناسبة خصصنا للمعلم محمد الفيلالي رحمه الله حلقة من حلقات سلسلة زمان الذكريات .
نقف اليوم عند المرحوم المعلم محمد الفيلالي الملقب قيد حياته رحمه الله ب ” عيطونة ابن المرحوم المعلم ” الديحمان طيب الله تراه.
ساتناول موضوع سي محمد من زاوينين مختلفتين الزاوية الأولى ، كفنان كناوي والزاوية التانية كصديق عزيز وأخ غالي وحميم
ازداد المرحوم محمد الفيلالي الملقب قيد حياته رحمه ب ” عيطونة ” سنة 1953 بمدينة اسفي من عائلة شريفة ومحافظة ومحترمة مهووسة بالفن الكناوي حتى النخاع ؛ انقطع عن الدراسة في سن مبكرة ؛ وشق طريقه عاشقا عالم التكناويت و ظل جنب والده المرحوم المعلم الديحمان رحمه الله الذي كان يعد من المعلمين المرموقين في الخمسينات من القرن الماضي ؛ إلى أن تعلم سي محمد رحمه أسس وقواعد وشروط التكناويت وبعد وفاة والده التحق بعدة مجموعات كناوية بمدينة اسفي أمثال مجموعة المرحوم المحجوب الكناوي و ومجموعةالمرحوم المعلم رزوق ومجموعة المرحوم المعلم عبد المولى الحداد تغمدهم الله بواسع رحمته واسكنهم فسيح جناته والقائمة طويلة بغض النظر عن الجولات والرحلات التي كان يقوم بها خارج المدينة بغية نيل المزيد من خبايا وأسرار التكناويت من جعبة معلمين آخرين من مدن أخرى
أما من الزاوية الثانية كصديق حميم فلدي ذكريات لا تنسى ولا تبلى مع سي محمد فعلاقتي به كانت بدايتها في أواسط السبعينات بإحدى الليالي الكناوية بحينا وتوطدت علاقتنا أكثر بكثير مع مرور السنين إلى أن أصبحنا صديقين حميمين وما كان يعجبني فيه رحمه انه كان له عشاقه في جميع أحياء مدينة اسفي لكونه كناوي عن جدارة واستحقاق وميزته الخاصة يتقن اغاني ناس الغيوان حين كان كل الشباب المغربي مهتم بالظاهرة الغيوانية انذاك كما كانت تعجبني ابتسامته البشاشة على محياه الجميل وقهقهته عند الضحك وتعامله الطيب مع الجميع وكرمه وجوده . كان قيد حياته محبوبا لدى ساكنة اسفي لحسن لباقته في الكلام وأخلاقه العالية وطيبوبته وظل سي محمد وفيا لعشقه للفن الكناوي ومخلصا لاصدقاءه إلى أن اشتد عليه المرض وهزمه وتوفي رحمه الله بإحدى المصحات بالدار البيضاء سنة 2009 بعد خضوعه لعملية جراحية ليوارى جثمانه بمدينة اسفي التي كان يكن لها كل الحب والاخلاص والوفاء وبهذه المناسبة الغالية نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته انا لله وانا اليه راجعون
كمال لوطفي اسفي
المصدر : https://www.safinow.com/?p=19142
عذراً التعليقات مغلقة