ما يقع داخل حزب الاستقلال الانتهازيون والسياسة *

ما يقع داخل حزب الاستقلال الانتهازيون والسياسة *

-أسفي الأن
سياسة
-أسفي الأن21 أكتوبر 2023آخر تحديث : السبت 21 أكتوبر 2023 - 2:20 مساءً
sssssssss -
عدد كبير من المثقفين والسياسيين يتحدثون الآن عن تردي وتدهور العمل السياسي في المغرب و خصوصا بأسفي ، الشيء الذي بات ينذر بموت السياسة و بنهاية الأحزاب السياسية عند البعض بسبب تواجد الفنادقية و موالين الشكارة ، بعدما تحولت معظمها إلى أحزاب تتسابق على السلطة وتتصارع فيما بينها باستعمال أساليب قدرة ، كالإشاعات والمغالطات والضرب تحت الحزام ، غير مبالية للتنافس الشريف ولأخلاق السياسة الذي يجب أن تسود المشهد الحزبي ، دون الاهتمام أو الاكتراث بمطالب وهموم المواطنين ، بعد أن هيمنت على أغلبية النخب السياسية الأنانية و السعي إلى تحقيق المنافع و المصالح الخاصة.
ولقد أدى هذا الوضع المتأزم الذي يعيشه المشهد الحزبي في أسفي إلى تنامي ظاهرة الانتهازية اليوم بشكل فظيع ، حيث أصبحت من أخطر الآفات التي تنخر في أوصال المجتمع السياسي ، وخير دليل على ذلك ما يعيشه الكاتب المحلي لحزب الاستقلال الدكتور خالد إعزا بعد ما جاء في تدوينة خاصة به على صفحته الرسمية لي عطا 50 مليون بغا يتحكم في الحزب و الله أعلم . حتى هذه الكلمات غرد بها مجموعة من المهتمين عبر صفحات الفضاء الأزرق بالإعلان عن تضامنها اللامشروط مع الدكتور خالد اعزا مما يتعرض له من مضايقات وتهديدات لمواقفه السياسية في كون أن حزب الاستقلال الذي ترعرع به ويؤمن بمبادئه يعرف غزو من طرف دخلاء فنادقية لا يهمهم سوى إغلاق باب الإنصات في وجه المواطن المناضل الشريف عكس المبدأ الأساسي كونه حزب اجتماعي قريب من هموم الناس له قواعد ومناضلين لكن اغلبهم لم يحرك ساكنا وجلس كمتفرج على ما يحدث داخل حزب الميزان يتفرج ولا يتكلم في ما يقع…
هدا ما يعمل على القضاء على ما تبقى من القيم و المبادئ والاديولوجيات ، حيث إن بعض السياسيين مستعدون تغيير أفكارهم ومبادئهم وحزبهم من أجل الحصول على تزكية على رأس اللائحة الانتخابية للوصول ولو ببيع كل ممتلكاتهم همهم الوحيد هو وكيل اللائحة و السباق على كرسي الرئاسة ، دون جهد أو معاناة ، إلى مقعد رئاسة المجالس المنتخبة أو البرلمان الممهد إلى المنصب الوزاري .فاليساري قد يصبح إسلاميا أو يمينيا أو مخزنيا ، والإسلامي قد يصير يساريا أو حداثيا أو بدون هوية، بسرعة وفي وقت وجيز إن إن كانت لديك الشكارة في عهد الايدولوجيا التي انتهت .
وفي هذا السياق ، قد أعجبتني بعض العبارات التي جاءت في إحدى مقالات الكاتب و الدكتور فايز رشيد وهو فلسطيني حول موضوع الانتهازية ، عندما قال : ” إن الانتهازية بكافة أشكالها ومظاهرها خطر حقيقي، وتحتاج إلى مواجهة حقيقة من كافة الشرائح المجتمعية لاجتثاثها من جذورها، وإلا ستكون الطامّة الكبرى”.
فعلا ، يمكن الجزم بأن الانتهازية خطر حقيقي على المشهد الحزبي والسياسي و على المجتمع والدولة ، لأن الانتهازي تنعدم فيه قيم المواطنة و الإخلاص والوفاء ، فلا يرجى منه خير في البلاد سوى النصب و الاحتيال والكذب والربح السريع ، هدا هو الشخص الأناني و النفعي، يتحرك بشكل أساسي عن دوافع المصلحة الشخصية. فهو إنسان غير مبدئي ، براغماتي ، مجرد من أي مبدأ أو عقيدة أخلاقية ، و يتصف بصفات الغدر و الخيانة للفئة أو الحزب أو الهيئة التي ينتمي إليها، و هو مستعد كامل الاستعداد للانقلاب على مبادئه و الخروج عن التنظيم الذي ينتمي إليه مقابل تحقيق أغراضه ومصالحه و لو بالوسائل القدرة .
وإبان الانتخابات يكثر الانتهازيون كتجار الأسواق و هدا ما وقع في مجموعة من الأحزاب السياسية بأسفي ، يبحثون عن المواقع و التزكيات ، و لو أدى بهم ذلك إلى دفع الأموال و التنكر لمبادئهم لكسب رضى القيادات الحزبية التي يلجئون إليها، إنهم ثعالب و منافقون ، لا يهمهم إلا أنفسهم ، يبيعون ولاءهم بثمن بخس ويغيرون أقمصتهم .
إن ما نعيشه بأسفي هو ملخص من الانتهازية السياسية وهو مرض استشرى و انتشر في المشهد السياسي الأسفي بصفة عامة ، يعبر عن رداءة العمل الحزبي في وقنا الحاضر ، مما يجعل كثيرا من المواطنين ، ومنهم الشباب على الخصوص ، يعزفون عن المشاركة السياسية وعن الذهاب إلى صناديق الاقتراع للتصويت أثناء الانتخابات .
و لهدا أعتقد بأن الجيل الجديد ، جيل واعي ، لا ينبغي الاستهانة به أو التعامل معه بانتهازية غبية ، وبالتالي على السياسيين الشرفاء ليس بما يسمى الفنادقية ، التعامل بنزاهة و حذر وأخلاق لكسب ثقة الشباب ، و تحفيزهم على المشاركة السياسية المكثفة، وذلك لن يتأتى إلا بعمل سياسي وحزبي نزيه على المدى البعيد ، ليعبر عن روح المواطنة الحق ، لخدمة الوطن بتفان و حب ، دون تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.
إن السلوك الحزبي الذي نحن عليه الآن ما هو عليه الأمس بحزب الاستقلال أينهم شرفاء بحزب الاستقلال أين هي عائلة موليم أين قيود أين بن عبد الرزاق أين نحن من زمن الإعلامي والمراسل الصحفي لحزب الاستقلال رحمة الله علية المستشير أين عباس أين وأين و أين لم يبقى من هؤلاء سوى إسم عائلة الرعيضة ، إننا في هدا الوقت المادي والذي يتصف فيه كثير من المناضلين بالانتهازية والأنانية ، لا يشجع الشباب على الثقة في أهمية العمل السياسي و في دور الأحزاب السياسية في خدمة المواطن و المجتمع و تحقيق الديمقراطية و التنمية للبلاد في كل أبعادها .
تاريخ الحزب
نشأ حزب الاستقلال مع انطلاق الحركة الوطنية التي ناضلت للتحرر من الهيمنة الأجنبية واستعادة السيادة المغربية. و قد توجت هذه النضالات بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال والديمقراطية يوم11 يناير 1944 الذي يشكل يوم الميلاد الفعلي لحزب الاستقلال. وقد ظل حزب الاستقلال وفيا لهذا الإرث النضالي، بحيث واصل منذئذ عمله الوطني والسياسي من خلال التشديد على المحاور الرئيسية التالية:
-الدفاع عن المشروعية كما جسده نداء القاهرة لـ20 غشت 1953، الذي وجهه المغفور له الزعيم علال الفاسي معلنا تشبث الشعب المغربي بالملك الشرعي و مطالبا باستقلال البلاد، ثم كما كرسه الحزب بعد ذلك في نضاله بهدف إقرار دستور ديمقراطي للبلاد (الهدف الثاني المسطر ضمن مطالب وثيقة 11 يناير1944) ، وكذا و قوفه الدائم من أجل إجراء انتخابات حرة و شفافة تتمخض عنها مؤسسات منتخبة شرعية و فعالة.
كتاباتي هاته لن مهاجم بها زيد أو عمر كل ما هنالك هو إنتقاد لبعض السياسيين الذين خرجوا عن طوعهم وأتمنى أن يعودوا إلى رشدهم
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة