“على من يضحك هؤلاء؟”

“على من يضحك هؤلاء؟”

-أسفي الأن
2024-02-07T18:37:14+01:00
الشأن المحلي
-أسفي الأن7 فبراير 2024آخر تحديث : الأربعاء 7 فبراير 2024 - 6:37 مساءً
0 - بقلم عبد الهادي احميمو *** أنا أتساءل بكل هدوء: ألم يكن هناك رجل حكيم من بين 51 عضوا بالمجلس الجماعي أم أن مصلحة الأشخاص فوق مصلحة المدينة ، كل ما هناك و حسب رأيي مسرحية من مسرحيات الجيل الماضي ؟ طبعا هناك مسرحيات أخرى .

دعونا نسأل رغم أننا نعرف الإجابة، ولكن أحيانا نحتاج إلى أن نكرر السؤال ليتعض الآخرون، لأنهم ربما يستهبلون الناس بدعوى أنهم لا يفهمون، فالحالة التي تعيشها أسفي أصبحت مكررة لدرجة الملل ومدعاة للضحك والسخرية، في ظل الأوضاع الخطيرة التي أوصلنا إليها من لا يريدون أن يفهموا بعد، لأنهم بهذا الغباء ربما يزجون بالمدينة ومن فيها إلى الدرك الأسفل.

لا يختلف عاقلان في كون أسفي ماضية نحو المجهول ولا ندري ما تخبئه الأيام القادمة، من مفاجآت قد تكشف المستور ربما لتتعرى وجوه من لا يريدون أن يفهموا الدور الخطير الذي لعبوه  لتهجير الساكنة وضرب تاريخ المنطقة برمتها عرض الحائط، على ضوء مستجدات الوضع الخطير الذي ينبئ بكارثة قد تأتي على الأخضر واليابس، بعد إنتخابات 2021 الذي اعتبرها الكثير من المتتبعين بداية النهاية لأسفي ، أسفي الحركية والرواج التي ظلت تستهوي الباحثين عن الرفاهية ورغد العيش.

إنتخابات 2021 ورغم حلوها ومرها التي دخلت عبر مدخل كلابونيطا، فإنها عادت أدراجها عبر الطريق الوطنية المؤدية إلى مدينة مراكش ، وهي الملايير التي كان من الأجدر تستفيد منها حاضرة المحيط للتحقيق  بشأنها، لكن الذي حدث هو عدم العودة إلى الوراء، فأصل المعضلة يعود بالدرجة الأولى إلى ثقافة عدم ربط المسؤولية بالمحاسبة، لكي لا يكون على الذين لا يعلمون حرج، فالقانون لا يحمي المغفلين، وهو ما نود التطرق إليه بعد الذي حل بمدينة أسفي، التي قد تتحول يوما إلى مدينة أشباح، إذا لم تسارع السلطات المحلية إلى البحث عن سبل رفع التحدي لإدماج المدينة في تنمية حقيقية، تسند مهمة تدبيرها إلى رجال يتقون الله حق تقاته، مع الحرص على تتبع المشاريع عبر لجان لا تخاف في الله لومة لائم.

وسنعمل على جرد بعض هذه المشاريع و أي مشاريع هاته حتى نقول بأنها مشاريع ترقيعية لوضع لكي نضع المواطن الأسفي في الصورة العامة لما ارتكب في حق حاضرة المحيط مدينة أسفي ، خاوية على عروشها إلا القطط والكلاب الضالة.وبخصوص الملك العام نشير إلى أننا سوف نعمل على فضح كل ما تم تفويته من باركينات وهدم مقاهي الشاطئ بمقولة حرام علينا حلال عليهم ليعرف مواطنو مدينة أسفي ، لتدهب مصير الملايير سدى لمجموعة من المقاولين الشباب ، وماذا قدمتوه للمنطقة، (عفوا لتنمية جيوب أصحاب باك صاحبي الذين يدورون في فلك من لا يريدون أن يفهموا بعد )

أنا أتساءل بكل هدوء: ألم يكن هناك أي رجل حكيم لجمع الشمل … بين الإخوة الأعداء ؟

وهل شحت القضايا التي تهم المجتمع الأسفي الذي يتخبط في مشاكل جمة: الفقر البطالة الصحة التعليم الشغل الطرقات ووووو الفوارق الطبقية وانتهاك حقوق المرأة وحتى الرجل زيادة على غلاء المعيشة والجفاف؟ فقط هذا هو الموضوع الذي جادت به قريحة المجلس الجماعي وأي مجلس هدا ؟  والذي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالمجتمع الأسفي  الذي له خصوصياته الثقافية والاجتماعية والدينية والبيئية .حتى لو افترضنا ذلك من باب المزاح، فهل هناك رجل حكيم يعرف ما يقال (فيه الخفاء وأستسمح على ذلك حتى لا أفقد لبقاتي) وتبقى معه؟ وأنا هنا أشهد على إنني وقفت على مثل هذه الحالة طلبت توضيح بعد صدمتي وخوفا على مدينتي.

لست ضد مناقشة هذا الموضوع الذي يعتبره البعض طابو او “حشومة، بالعكس لابد من مناقشته على جميع المستويات حتى نصل إلى تحليل علمي لجذور الظاهرة، هل بالفعل المسألة طبيعية أم غير طبيعية، النقاش سيكون مفيدا للجميع، بغض النظر عن قناعاتنا المسبقة (قوله تعالى : ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، يعني كل المخلوقات وفيها مسألة التزاوج، “وكفى بالله شهيدا” صدق الله العظيم).

وليقال عني ما يقال، فلم نعد نبالي ولم نعد “نصدع رؤوسنا مع أناس خارجين عن السياق ألقيمي والأخلاقي والاجتماعي”، وأنا لم أحب إثارة الموضوع حتى عندما أتكلم عن المجلس البلدي، وأنا اعرف العديد من يشتغلون في الحقل الجماعي لا يتفقون مع هذه الأمور لكنهم لا يريدون التعبير عن رأيهم خوفا على لقمة عيشهم.

لكن ما دمنا نعيش في مجتمع واحد بدستور واحد ونؤمن بالفضاء العام فلابد من النقاش ومن النقد (البناء) ولابد من احترام الدستور الذي يكفل حرية الرأي والتعددية واحترام خصوصيات المجتمع المغربي الثقافية والروحية.

إن الأسفيين و المغاربة بصفة عامة يحبون التوازن في كل شيء، مع الحرية ولكن ليس المطلقة، مع التدين ولكن ليس التطرف، مع الحداثة وليس الميوعة أو الانحلال…مع الحب ولكن ماشي البسالة، مع المجالس المنتخبة ولكن ليس مع نموذج،”الزين لي فيك” أو “قفطانك محلول”،عفوا القفطان الأزرق”.الأسفيين يعرفون جيدا من هم هؤلاء المنتخبون رغم أن كل واحد يلغي بلغاه ،

رجاء لا تجعلوا من مدينة أسفي حاضرة المحيط حقل فضائح ببلادنا مثل ما وقع هذه السنة ، نريد منتخب بمجلس جماعي نزيه و صريح يخدم الصالح العام وموضوعي بدلا من التباهي في السيارات وصنع مشاريع لهم ، في ما يجد المواطن الأسفي نفسه، يتفرج على مسرحية من مسرحيات زمان تعبر عن همومه الحقيقية وتعطيه الأمل الذي فقده في الواقع الذي أضحى سوداويا في زمن هؤلاء المنتخبين ، لكن نعلة المواطن المقهور لم يعد يراه أينما رحل وارتحل، وتضايقه أيضا مع ثقافته التي بترت وشوهت زورا وبهتانا، ومع ماضيه الحضاري الذي لوثوه شككوه فيه.

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة